أنقرة/ الأناضول قال وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، إن اعتزام الإقليم الكردي تنظيم استفتاءٍ حول انفصاله من العراق، خطيرٌ وعمل تصعيدي. جاء ذلك في تصريح أدلى به جاويش أوغلو، للإعلام الكويتي في إطار زيارة للبلاد. وأكد الوزير التركي، دعم بلاده بشكل قوي عن وحدة وسلامية الأراضي العراقية والسورية، وشدد على أن تركيا لن تسمح بتشكيل "كانتون إرهابي" في سوريا. وأضاف: "العراق يواجه مشاكل كثيرة، فهو يكافح تنظيم داعش، وبالإضافة إلى مشاكل أخرى، ومن غير المناسب استغلال هذا الوضع (تنظيم الاستفتاء)". كما أكد جاويش أوغلو، أن سعي الإقليم الكردي رفع أعلامه فوق المؤسسات الحكومية في مدينة كركوك ليس صائباً، وقال إن جميع البلدان التي التقة مع مسؤوليها يعارضون تنظيم استفتاء في الإقليم الكردي حول الانفصال. والأسبوع الماضي، أعلن زعماء أكراد عقب اجتماع للأحزاب بالإقليم الكردي حضره رئيس الإقليم مسعود بارزاني، تحديد 25 سبتمبر/أيلول المقبل، موعداً لإجراء الاستفتاء. والاستفتاء المزمع غير ملزم، ويتمحور حول استطلاع رأي سكان المحافظات الثلاث بالإقليم، وهي أربيل والسليمانية ودهوك، فيما إذا كانوا يرغبون بالانفصال عن العراق من عدمه. وفيما يتعلق بإدعاءات بعدم الارتياح الأمريكي من العلاقات التركية الروسية، أوضح جاويش أوغلو، أن علاقات بلاده كانت أفضل مع موسكو قبل إسقاط تركيا قاذفة روسية انتهكت مجالها الجوي عام 2015, وتساءل قائلاً: "علاقاتنا كانت جيدة بشكل أكبر قبل إسقاط المقاتلة الروسية، وفي ذلك الوقت لم تكن الإدارة الأمريكية تبدي قلقها، فلماذا تبديها اليوم؟" ولفت إلى أن الأعضاء في حلف شمال الأطلسي (ناتو)، كانوا يطلبون من تركيا، تحسين علاقاتها مع روسيا، في الاجتماعات المشتركة، خلال أزمة أنقرة مع موسكو، مستدركاً أنه لدى تطبيع العلاقات بين البلدين، بدأت البلدان ذاتها طرح تساؤلات عن علاقاتنا مع روسيا. وبخصوص علاقات تركيا مع الولايات المتحدة، أوضح الوزير التركي أن بلاده تمتلك علاقات أفضل في الوقت الحالي، بالمقارنة مع العلاقات مع الإدارة السابقة (باراك أوباما). واستدرك جاويش أوغلو، أنه ليس من الصواب مواصلة الولايات المتحدة، تقديم دعمها لتنظيم "ب ي د" الإرهابي الامتداد السوري لمنظمة "بي كا كا" الإرهابية، والعمل مع هذا التنظيم في عملية استعادة مدينة الرقة من قبضة تنظيم "داعش" الإرهابي. وشدد على أن تعاون واشنطن مع تنظيم إرهابي مثل "ب ي د" عمل لا يليق ببلد مثل الولايات المتحدة، مبيناً أنه لا يوجد فرق بين إرهابي جيد وإرهابي سيء. وفي الشأن الخليجي والأزمة التي تعيشها المنطقة مؤخراً، أوضح جاويش أوغلو أن جمهورية مصر العربية طرف في الأزمة الخليجية. وأضاف: "طبعاً فإن أحد أسباب اندلاع هذه الأزمة، هو إطلاق مصر صفة الإرهاب على جماعة الإخوان المسلمين"، مستدركاً أنه وصف حركة مثل الإخوان المسلمين بالإرهاب ليس صائباً. وأردف: "تصنيف جميع من هو ضدك تحت مسمى الإرهاب نهج غير صحيح". ولفت إلى أن الإخوان المسلمين، منخرطون في الحياة السياسية في كل من تونس والمغرب والكويت والبحرين وسلطنة عمان، متسائلاً: "هل نعت هؤلاء بالإرهابيين أمر صحيح؟". جاويش قال إن تركيا تبذل جهوداً من أجل تعزيز علاقاتها الإمارات العربية المتحدة، وأكد أن "تركيا لا تميّز بين بلد وآخر في علاقاتها مع بلدان الخليج". وجدد استعداد تركيا في لعب دور الوساطة في سبيل إيجاد حل للأزمة عبر الحوار. ومنذ 5 يونيو/حزيران الجاري، قطعت 7 دول عربية علاقاتها الدبلوماسية مع قطر، وهي السعودية والإمارات والبحرين ومصر واليمن وموريتانيا وجزر القمر، واتهمتها بـ"دعم الإرهاب"، فيما خفضت كل من جيبوتي والأردن تمثيلها الدبلوماسي لدى الدوحة. بينما لم تقطع الدولتان الخليجيتان الكويت وسلطنة عُمان علاقاتهما مع قطر. ونفت الدوحة الاتهامات بـ"دعم الارهاب" التي وجهتها لها تلك الدول، وقالت إنها تواجه حملة افتراءات وأكاذيب وصلت حد الفبركة الكاملة بهدف فرض الوصاية عليها، والضغط عليها لتتنازل عن قرارها الوطني. الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.