أبوظبي: مساعد الزياني خرجت نقاشات قمة أبوظبي للإعلام برؤية واحدة تتمثل في أن سوق المنطقة العربية لا تزال خصبة للاستثمارات في القطاع الإعلامي، وبالتحديد في دول الخليج العربي حيث الأمن والاستقرار. وتأتي هذه الرؤية في وقت كشفت القمة عن أن الطلب لا يزال عاليا على المحتوى العربي في وقت لا يزال العرض دون مستويات ذلك الطلب، وهو ما يفتح المجال أمام الاستثمارات المختلفة من جميع أنحاء العالم، وهو ما استشهد به عبر استحواذ قامت به شركة يابانية لأحد المواقع العربية. وقال مارك تومسون المدير التنفيذي لصحيفة «نيويورك تايمز»، إن «منطقة الشرق الأوسط تقدم للشركات العالمية الكبرى فرصا للنمو مع ظهور الكثير من الأسواق الناشئة»، مشيرا إلى أن صناعة الصحافة والإعلام تتعرض لتغيرات تستدعي من الشركات الإعلامية تغيير طريقة تفكيرها وسعيها لابتكار أساليب جديدة في إنتاج وعرض وتوزيع المحتوى خاصة مع تقلص حواجز الدخول إلى مجال الإعلام بشكل كبير. وأضاف تومسون خلال مشاركته في القمة أن «التغييرات الحاصلة مع نمو سوق الأجهزة المحمولة لا يمكن إيقافها وبهذا يتوجب علينا التحلي بالشجاعة والموهبة الضرورية لابتكار صحافة متميزة وإعلانات متناسبة مع الأساليب الجديدة في الإعلام. وفي عصرنا الحالي حيث يعتبر إيصال الأخبار للجمهور أكثر أهمية من أي وقت مضى ولهذا فنحن بحاجة ماسة لصحافة مبتكرة وذات جودة عالية». إلى ذلك قال عماد غندور، المدير التنفيذي لشركة «سيدار بريدج»، إن «نموذج دول التعاون الخليجي نموذج حي وفاعل في مجال بناء الاستثمارات وتحقيق الأرباح، والتي تساعد على تعزيز رواد الأعمال لخلق ملايين من الوظائف في السنوات المقبلة، لا سيما مع وجود الأمن والاستقرار في هذه الدول». وأضاف: «المستثمرون لم يطوروا التقنية لمواجهة الانهيار في عامي 2007، 2008 فلقد رأينا إفراطا في الاكتتاب في الأسهم الخاصة ورؤوس الأموال، ونحن نحتاج لمزيد من الوقت من أجل تغيير الرؤية هذه الرؤية وتسخيرها في الفرص الاستثمارية المناسبة». وحول تأثيرات نمو الهواتف الذكية في منطقة الشرق الأوسط قال خليفة الشامسي الرئيس التنفيذي للخدمات الرقمية في مجموعة «اتصالات» إن «النمو في استخدام الهواتف الذكية ليس مفاجئا»، وأضاف «بتنا نرى منتجات فريدة، وأن شركات الهاتف المتحرك في المنطقة بحاجة إلى الاستجابة بسرعة لتلبية طلب المستهلكين المتزايد على المحتوى». وأضاف الشامسي: «ما زالت أمامنا الكثير من التحديات في هذه الصناعة وليس من العدل أن نقارن منطقتنا هذه بما وصلت إليه منطقة وادي السيلكون في أميركا حيث إن قطاع الاتصالات بحاجة إلى التمويل ودعم المعلنين في ظل المنافسة القائمة حاليا». مؤكدا أن جيل الشباب هم الجهة الأكثر استخداما للتكنولوجيا الرقمية وعلينا التوجه إليهم. وبين أحمد ناصيف، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة «في واي يو» التقنية «نعاني في العالم العربي من نقص المحتوى العربي، حيث لا يتجاوز 2 - 3 في المائة من مجموع ما تبثه شبكة الإنترنت، وقد تراجع المحتوى العربي إلى المرتبة الـ8 على مستوى العالم، لذلك فإن علينا خلق المزيد من المحتوى باللغة العربية للوصول إلى الجمهور المتنوع والمتعطش لذلك». كما أوضح رمضان ديمير، الرئيس التنفيذي للتنظيم في تورك تيليكوم، أن السوق التركية تختلف عما هو عليه الحال في المنطقة العربية، وقال: «لدينا جمهور متعدد الأطياف والأعمار والثقافات، لذلك فنحن نتوجه إليه بمحتوى متعدد وتطبيقات حديثة على الدوام». ولفت ديمير إلى تجربة التعليم عبر الإنترنت وأن اعتمادها وتسريعها هو أمر حاسم بالنسبة لتركيا وعموم القارة الأوروبية، وقال: إن «تطبيق هذه التجربة بحاجة لأجهزة جديدة وتطبيقات متطورة على الهواتف الذكية بشكل دائم». من جهته قال جواد الشيخ نائب الرئيس التنفيذي، للأعمال التجارية الرقمية في شركة «دو»: «نحن نوجد في أكثر الأسواق تحفيزا للاستثمار وانتشار التكنولوجيا، فهناك الكثير من التنوع الثقافي والديموغرافي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وما يشجعنا نوعية السكان الذين ينتمي معظمهم إلى فئة الشباب، وأكثر من 80 في المائة من مستخدمي الإنترنت في منطقة الخليج يستخدمونها من خلال الهواتف الذكية، ولقد بات ثلث المستهلكين يشترون بضائعهم عن طريق الإنترنت.. وما ينقصنا هو تطوير البنية التحتية لاستيعاب التطورات التقنية الحاصلة». من جهتها قالت نيكولا ميندلسون، نائب الرئيس في أوروبا والشرق الأوسط وشمال أفريقيا - «فيسبوك»: إن «تقنيات الهاتف المتحرك تمثل المستقبل لتطور مجالي الأعمال والإعلام»، مشيرة إلى أن هذا المستقبل مبني على 3 ركائز أساسية هي كيفية البناء، والنمو، وتحصيل الأرباح. وأكدت أن شبكة «فيسبوك» تسعى لتوسيع عدد المتصلين بالشبكة العنكبوتية في العالم عبر إنشاء شراكات استراتيجية مع شركات وهيئات لا ربحية لتمكين الشعوب الفقيرة من الاتصال بالإنترنت، وقالت: إن «الأشخاص المحرومين من الاتصال بالإنترنت يحرمون العالم أيضا من أفكارهم وابتكاراتهم». إلى ذلك قالت نورة الكعبي، الرئيس التنفيذي لـ«توفور54» إن «نقاشات بحثت قيادة مستقبل الإعلام في منطقة الشرق الأوسط وتأثير التكنولوجيا على وسائل الإعلام في المستقبل، وتشجيع منطقة الشرق الأوسط على ابتكار محتوى محلي، ودعم صناعة السينما العربية وحلول تمويلها». من جهته أوضح وليد حنا، المدير الشريك لشركة «إم إي في بي» التقنية أهمية المحتوى العربي في الزمن الراهن، حيث يتطلع المستثمرون العالميون بشكل متزايد إلى الاستثمار في سوق الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وقدم مثالا على ذلك شبكة «شهية» العربية للوصفات والمأكولات والتي استحوذت عليها شركة استثمار يابانية.