أبدى الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح اعتراضه الشديد على فكرة التمديد للرئيس الحالي عبدربه منصور هادي والفترة الانتقالية التي يقودها، متهماً من أسماهم معرقلي الحوار الوطني بأنهم يطيلون فترة الحوار من أجل التمديد للرئيس عبدربه منصور هادي قائلا بأن « هذا كلام غير مقبول «، في مؤشر على تصاعد خلافات بين الطرفين رغم ان صالح نفى ذلك. ولقي أحد عناصر تنظيم القاعدة في جزيرة العرب ويدعى محمد علي محمد المصدعي(18سنة) مصرعه في منطقة جبلية تقع قرب قرية ماجل بمديرية مديرية لودر بمحافظة أبين جنوب اليمن، نتيجة انفجار عبوة ناسفة كان يقوم بتجهيزها لاستخدامها في عملية إرهابية حوّلت جسده الى أشلاء، وقتل شخص وألقي القبض على آخرين كانوا يستقلون سيارة وألقوا قنبلة يدوية على سيارة تابعة للجان الشعبية لم تنفجر في منطقة الكود بأبين، وتمّ على إثرها تبادل إطلاق النارمعهم. من جهته قال الرئيس اليمنى السابق على صالح في رده عن إمكانية تمديد مؤتمر الحوار الوطني بسبب النقاش في بعض القضايا العالقة: «تطويل الحوار من أجل التمديد.. غير مقبول».وجاء تعليق صالح، في حوار معه بثته في وقت متأخر من مساء الجمعة قناة «اليمن اليوم» التابعة له، وبعد ساعات من كلمة القاها الرئيس هادي، الخميس، وكشف فيها ان صالح هو من وقّع في عام 2011 على اتفاقية مع الولايات المتحدة الامريكية لمحاربة تنظيم القاعدة تسمح لواشنطن بشن غارات على الأراضي اليمنية، وقال هادي «البعض اليوم يتباكى على السيادة بصورة مستغربة.. ألم تكن الطائرات بدون طيار تضرب من قبل في أبين وفي حضرموت وفي مأرب وفي الكثير من الاماكن، إلا انها عندما وصلت الى بعض المناطق قالوا هذا اختراق للسيادة الوطنية». في إشارة إلى غارة استهدفت مؤخراً قيادياً في تنظيم القاعدة بمديرية سنحان مسقط رأس صالح، وتحليق طائرة أمريكية في سماء صنعاء لعدة أيام قبل أسبوعين. غير ان مكتب صالح نفى ذلك، وقال في بيان له: إنه ينفي التوقيع على اتفاقيات أمنية «تمنح الولايات المتحدة الأمريكية حق انتهاك سيادة أجواء الجمهورية اليمنية لملاحقة العناصر الإرهابية».واعتبر مراقبون ان تصاعد الخلافات والتوتر في العلاقة بين ( صالح ) و ( هادي ) والذي تفصح عنه التصريحات الصحفية والاتهامات المتبادلة فيما بينهما ، يعد من الامور المثيرة للمخاوف والتي قد تكون لها انعكاسات سلبية على مسار عملية التسوية السياسية للأزمة في اليمن، تأتي في وقت يوشك مؤتمر الحوار الوطني على الانتهاء من اعماله وفقا للفترة الزمنية المحددة في المبادرة الخليجية واليتها التنفيذية المزمنة.. منوهين بأن ما يزيد المخاوف أكثر ، هو أن هذا التصعيد يأتي في ظل تطورات ومتغيرات اقليمية غير عادية على ضوء ما هو حاصل في مصر وما واكبه من مواقف بعض الاطراف الفاعلة في المنطقة وبالذات دول مجلس التعاون الخليجي الراعية لعملية التسوية في اليمن.وكانت أول غارة أمريكية في اليمن عام 2002 أدت إلى مقتل ستة من عناصر القاعدة بينهم قائد الحارثي الذي كانت تصفه الحكومة آنذاك بزعيم التنظيم في البلاد. واعترف مسؤولون يمنيون بعد الحادثة بتعاون صنعاء لشن الغارة، غير ان وثيرة الغارات الامريكية وزادت خلال فترة حكم الرئيس هادي الذي صعد إلى منصبه بموجب اتفاق نقل السلطة الذي أطاح بصالح من الحكم. وتصاعدت الخلافات بين هادي وصالح مع تمسك الأخير بأقربائه الذين كانوا يمسكون بزمام أهم الأجهزة العسكرية والأمنية بعد إقالتهم من مناصبهم ضمن خطط لإعادة هيكلة الجيش ووزارة الداخلية.واتهم صالح، هادي بتقديم «تنازلات» لـ«الإخوان» -في إشارة إلى حزب التجمع اليمني للإصلاح- وإقصاء أعضاء حزب المؤتمر الشعبي العام من أجل نيل رضى الإصلاح. وأضاف مخاطباً هادي: «لولا وجود علي عبدالله صالح هنا في صنعاء وفي بيته كانوا قد عملوا لك عشرين مشكلة». الا ان صالح رد حول ما إذا كان هناك خلاف بينه وهادي قائلاً: «لا يوجد تواصل لنختلف.. ولا أحد مننا أعلن أنه مختلف مع الآخر.. لسنا مختلفين مع عبدربه منصور هادي على الاطلاق هو رئيس دولة ونحن معترفون بإنه الرئيس الشرعي في الوقت الحاضر إلى أن تأتي الانتخابات.. لا يوجد خلاف.. لكن هناك من يروج لذلك .. ونحن لم نلتق حتى نختلف». مفضلاً عدم لقائه بهادي. وهاجم صالح حزب التجمع اليمني للاصلاح ، واتهمه بالوقوف وراء مجزرة جمعة الكرامة في العام 2011 بغية الوصول للسلطة. وقال»أن الذي حدث في جمعة الكرامة هو مثل ما حدث مؤخراً في مصر نفس السيناريو الذي حدث في اليمن حدث في مصر، مضيفا «ولهذا كنا نشاهد عبر التلفزيون وهم يقتلون الناس من الخلف بالمسدسات» .. وقال بأن هذا هو سيناريو الاخوان المسلمين وشعارهم هو الدم، وأنهم لايستطيعون الوصول الى السلطة إلا بالدماء، مضيفاً» لقد اصيب الاخوان المسلمون بنكسة في مصر لم يكونوا يتوقعونها ومثلت انتكاسة لهم في الوطن العربي كله». وحذر صالح من تسلل قيادات التنظيم الاخوان المسلمين في مصر الى اليمن بغية الاختفاء في جبالها ومناطقها المحصنة خاصة وان اليمن قد أصبحت منبعاً لجماعة الاخوان بدلاً عن مصر.وكانت انتفاضة شعبية اندلعت عام 2011، اطاحت بصالح من سدة الحكم بعد أن أمضى أكثر من 33 عاماً.وقال صالح إنه كان قادر على حسم الانتفاضة ضده عسكرياً «خلال دقائق» وان الجيش وقوات الأمن كانت مؤيدة له. وفي سياق متصل، كشف الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، أمس الاول ، أن وعداً قطعه زعيم الجناح اليمني لتنظيم القاعدة لزعيم التنظيم أيمن الظواهري بالقيام بهجوم «يغيّر وجه التاريخ»، كان وراء إقفال سفارات غربية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا مطلع الشهر الجاري.واكد مصدر في الرئاسة اليمنية لـ»المدينة»- فضل عدم ذكر اسمه- ان الرئيس هادي قال»ان الرئيس الأمريكي باراك أوباما أبلغه خلال لقائهما في الأول من آب/أغسطس في البيت الأبيض، بأن الاستخبارات الأمريكية اعترضت اتصالاً بين هذين الزعيمين في تنظيم القاعدة».وفي هذا الاتصال قال ناصر الوحيشي، زعيم تنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب ومقرّه في اليمن، للظواهري: «ستسمع شيئاً يغيّر وجه التاريخ»، بحسب الرئيس اليمني. وأشار هادي إلى أن «التطورات أثبتت أن جماعة القاعدة كانوا جهّزوا شاحنتين مفخختين تمت مراقبتهما من قبل طائرات بدون طيار، إحداها كانت مجهزة لتفجير ميناء الضبا شرقي حضرموت»، موضحاً أنه تم إحباط هذا المخطط إثر اعتراض هذا الاتصال. وإغلقت الولايات المتحدة الامريكية 19 بعثة دبلوماسية في بلدان مسلمة بينها اليمن في الرابع من أغسطس، كما عمدت فرنسا وبريطانيا إلى إغلاق بعثاتهما الدبلوماسية في اليمن، لكن تمت إعادة فتح هذه السفارات.وبحسب المصدر فإن الرئيس هادي أبلغ محادثيه الأمريكيين بأنه لا يتوقع حصول أي هجوم خارج اليمن وأن الإجراءات الأمنية الاحترازية التي اتخذتها الولايات المتحدة «مبالغ بها».وأضاف الرئيس الذي كان يتحدث أمام ضباط في الشرطة اليمنية أن القاعدة أعدت شاحنتي صهريج فخخت كلا منهما بسبعة أطنان من مادة «تي إن تي»، وقد اعترضت إحداها طائرة بدون طيار، بينما كانت الشاحنة متجهة إلى ميناء الضبا، في حين أن الأجهزة الأمنية لا تزال تبحث عن الشاحنة الثانية. وأكد هادي أن «السلطات تمكنت من إلقاء القبض على أفراد الخلية الذين كان يفترض بهم تسهيل العملية».ولفت إلى أن الغارات التي شنتها خلال الأسبوعين الماضيين طائرات بدون طيار أوقعت 40 قتيلاً من تنظيم القاعدة بينهم قياديون في التنظيم وجميع هؤلاء كانوا في منطقة صنعاء.وكانت وكالة الأنباء الرسمية «سبأ» نشرت أمس الاول مقتطفات من تصريح هادي أمام الضباط، غير أنها لم تأتِ على ذكر هذه المعلومات.