كل الخبراء في مجال العلاقات الإنسانية والاجتماعية والوظيفية، يؤكدون أنّ محاولة إرضاء الآخرين من حولنا، من أهم أسباب (الفشل)؟!. بكل تأكيد الإنسان لا يعيش بمعزل عن محيطه وخبرات من حوله، ونحن هنا لا ندعو (للأنانية المقيتة)، حيث لا يهتم الإنسان إلاّ بنفسه فقط، ولكن يجب الحذر من العمل (طوال الوقت) من أجل الآخرين، فالبحث عن إرضاء الآراء المحيطة، بمختلف درجاتها وصلاتها، يجب أن لا يأتي على حساب حياتنا الخاصة، أو مستقبلنا، حتى تنجح يجب أن تبقى على حقيقتك، فمعظم الناجحين كيّفوا محيطهم مع إمكاناتهم، ولم يتصنّعوا بحثاً عن النجاح..!. الناس تريدك أنت، تحبك أنت، تحترمك أنت، مستعدة أن تتكيّف معك أنت، بشرط أن تكون (أنت فعلاً أنت) بعيداً عن المثاليات، مشكلتنا الكبرى أنّ معظمنا لا يعلم من يكون، بإمكاناته ومكانته، التائهون بيننا كثر، والسبب أننا ابتعدنا عن شخصياتنا الحقيقة، وأصبحنا نعيش في قوالب تحددها وتتحكم فيها آراء وأذواق الآخرين، عبر قوانين وعادات نحن غير ملزمين بها في الأصل؟!. القضية شائكة وصعبة، في مجتمعاتنا العربية خصوصاً، لأنّ (العاطفة والعلاقات المثالية) تتحكم أكثر من الحقائق والواقع، وهو ما يجعلنا (منافقين) دون أن نشعر، بإخراج خلاف ما نبطن، بعيداً عن إمكاناتنا الحقيقة، خوفاً من نظرة المجتمع، أو انتقاد بعض أفراده.. لماذا يخشى الإنسان اللوم وهو لم يخالف أمر الله؟ ولا الفطرة السليمة؟ ولم يخالف التيار الاجتماعي أو القانوني؟ الحقيقة أنّ بعضنا يدفع الثمن وحده، ويتجرع مرارة اتخاذه (لقرار مصيري) نيابة عن الآخرين، متكبداً خسائر ذلك طوال حياته..!. أخشى أنّ القيام بدراسة (عينة من المجتمع) ستظهر حقائق غائبة ومؤلمة، حول نسبة من درسوا تخصصاً لا يريدونه من أجل إرضاء من حولهم ؟! منهم أطباء و مهندسون .. الخ، ونسبة من ارتبطوا بزواج لا يريدونه من أجل إرضاء من حولهم ؟! منهم آباء وأمهات .. الخ، القائمة تطول، وقد تصل بنا لحقائق مرة أكثر!. حتى لا تفشل واجه الحقيقة بشجاعة.. واعرف من أنت؟ وماذا تريد بالضبط ؟! بعيداً عن ماذا يريدون هم؟!. وعلى دروب الخير نلتقي..