تحت عنوان «في أي دولة يلقي الجيش بطفل على قارعة الطريق في ساعات الليل المتأخرة على بعد 15 كيلومتراً من منزله من دون نقود أو هاتف»، كتبت صحيفة «هآرتس» في تقرير أمس عن حادث اعتقال الطفل محمد تميمي (14 عاماً) من قرية دير نظام التابعة لمحافظة رام الله في الضفة الغربية، والقريبة من مستوطنة «حلميش». واوضحت أن قوات الاحتلال اعتقلته بشبهة إلقاء الحجارة في الشارع القريب من قريته، واقتادته إلى مركز الشرطة، ثم نقلته بعد انتهاء التحقيق واكتشاف انه اعتقل خطأ، بمركبة عسكرية إلى مسافة تبعد عن منزله 15 كيلومتراً، وألقت به هناك على قارعة الطريق. وأفاد التقرير أن والد الطفل وعمه توجها إلى القاعدة العسكرية المجاورة التي اقتيد إليها بداية، وحاولا استيضاح مصير الطفل، غير أن جنود الاحتلال على مدخل القاعدة طردوهما من المكان بالقوة وتحت تهديد السلاح، مضيفة انه في الساعة التاسعة من مساء اليوم ذاته، تلقى الوالد اتصالاً هاتفياً من شرطي أبلغه بأن عليه القدوم إلى مركز الشرطة لاصطحاب ابنه، وبأن عليه الوصول إلى مفرق النبي صالح غير البعيد عن قرية دير نظام حيث انتظر ساعتين من دون أن يأتي أحد. وتابعت انه في الساعة الحادية عشرة ليلاً، تلقى الوالد اتصالاً هاتفياً من أحد سكان قرية أبو عين قال فيه إنه عثر على ابنه يسير وحده في شارع مظلم، وتبين أن جنود الاحتلال نقلوا الطفل إلى مفرق بيرزيت البعيد عن منزله مسافة 15 كيلومتراً، وألقوه هناك على قارعة الطريق. وقال الناطق باسم شرطة المنطقة أنه لا علم لديه بالحادث، في حين قال الناطق باسم جيش الاحتلال إنه سيتم فحص الموضوع. وأشار التقرير إلى أن اعتقال الأطفال الفلسطينيين بات أمراً مقلقاً حتى في الدول التي تعتبر صديقة لإسرائيل، مثل أستراليا وهولندا. فبحسب تقرير لـ «يونيسيف» نشر قبل نحو عام، اعتقلت إسرائيل في العقد الأخير ما لا يقل عن 7 آلاف طفل، أي بمعدل 700 طفل سنوياً، واصفاً التعامل معهم بأنه «غير إنساني وقاس». كما أشارت الصحيفة إلى أنه وصل البرلمان في هيغ قبل أسبوعين تقرير لجنة مختصين هولندية زارت الضفة الغربية وإسرائيل اخيراً، وفحصت قضية اعتقال الأطفال الفلسطينيين. وبين تقرير اللجنة أن تعامل جيش الاحتلال مع الأطفال الفلسطينيين المتهمين بارتكاب مخالفات يشكل خرقاً خطيراً لحقوقهم، ودعا الحكومة الهولندية إلى محاولة دفع إسرائيل إلى تبني توصيات التقرير الذي تضمن سلسلة طويلة من الإجراءات للحفاظ على حقوق الطفل. كما ثارت عاصفة مماثلة في إستراليا قبل أسابيع في أعقاب بث فيلم وثائقي أعده مبعوث صحيفة «ذي اوستراليان» في الشرق الأوسط جوهان ليونيس، والذي تركز على اعتقال الأطفال الفلسطينيين. وأطلق على الفيلم «عدالة باردة كالحجر» وبثته شبكة «غيه بي سي» الأسترالية. وقبل بدء البث حذر المذيع من أن الفيلم يتضمن مشاهد قاسية قد تزعج المشاهدين. وقال معد البرنامج الذي عرض الفيلم إنه «يتشكل جيل جديد من الكراهية ... تخيلوا أنه في مدينة مركزية في أستراليا أو في أي مجتمع حضاري آخر، يتم اقتحام بيوت العائلات ليلاً، ويدخل جنود مسلحون ويقتادون أطفالاً مكبلين وعيونهم معصوبة للتحقيق ... تخيلوا المعتقلات العسكرية التي تضم أسرى في جيل 12 عاماً وهم مقيدون ... هذه هي الحياة ... بعد أكثر من 40 عاماً من الاحتلال العسكري». كما يتضمن الشريط اعتقالات ليلية، وإطلاق قنابل الغاز من جنود الاحتلال على الأطفال العائدين من المدارس، واعتقال أطفال في جيل 5 و 6 سنوات، ومداولات لا تزيد عن دقيقة لتمديد اعتقالهم في المحاكم العسكرية. ويشير إلى أن هناك ملايين المشاهدين للتلفزيون في أستراليا، الدولة الصديقة لإسرائيل. إسرائيلفلسطينالاستيطان