عالم كرة القدم يتأثر بالتفاصيل مهما كان حجمها، لأنها تنعكس على أرض الواقع وتكون سبباً في تغيير المعطيات، لذلك فإن بعض مسؤولي الأندية يكرس جهده على كيفية الاستفادة من التفاصيل، لكن الرغبة ليست كافية للنجاح في كسب هذا الأمر، لأنها تحتاج إلى شخصية قوية وكاريزما مختلفة، على سبيل المثال نادي الشباب دائماً ما يكسب المعارك مع الخصوم، لأنه يملك رئيساً قادراً على أن يكون هو البطل في كل الأحداث، كان آخرها تلك التصريحات التي حملت كثيراً من الإثارة قبيل نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين للأندية الأبطال، حمل كل الضغوط فوق ظهره ليجعل الفريق يظهر في النهائي بأجمل حلة. ظهر الرئيس المقاتل خالد البلطان بعد المباراة مؤكداً أنه كان طعماً تلاعب فيه بخصمه، وقال "ذكرت للاعبين أنني سأتصدى للضغوط مقابل أن يكون تركيزكم داخل المستطيل الأخضر، وهو ما حصل أمام الجميع في ظل تفوق الشباب في المباراة، وحققنا لقباً في موسم لم يكن فيه الفريق في أفضل حالاته"، تلك الكلمات كانت دلالة على أن هناك عملا آخر خارج الملعب كان مؤثراً في داخله، وهي المهمة التي دائماً ما ينجح خلالها رئيس نادي الشباب، الذي ألهب الحماس داخل فريقه بعد أن ردد كلمة "قادح"، وجعل تأثير تلك الكلمة على خصمه أيضاً في المباراة. حول ذلك يقول الإخصائي النفسي عمر المطوع "الأمور البسيطة في كرة القدم تؤثر بشكل كبير، كلمة "قادح" التي أطلقها رئيس الشباب كانت هي سر الفوز باللقب، لأنه جرد فريقه من الضغوط وتصدى لها وحده، في المقابل شتت تركيز الأهلي في المباراة وهو ما كان واضحاً بشكل كبير، لأنهم يفكرون في الفوز على البلطان قبل تفكيرهم في الفوز على ناديه، وهذا يشكل ضغطاً رهيباً على اللاعبين الذين تأثروا بما يدور في الإعلام وبين الجماهير". تلك التصريحات التي أطلقها خالد البلطان كان تأثيرها في أندية أخرى، بعضها تعاطف معه والبعض الآخر يتمنى أن يخسر خسارة تاريخية، لأن الشخصية المثيرة يكون وقعها على الجميع دون استثناء ما بين مؤيد ومعارض، وفي نهاية الأمر فإن الخصم يكون متأثراً بالضغوط بشكل أكبر. يقول المطوع "جماهير بعض الأندية كانت تريد أن يحقق الأهلي اللقب أكثر من جماهير الأهلي نفسه، لأنهم يخشون انتصار الشباب وبالتالي انتصار رئيسه خالد البلطان، وذلك يؤثر سلباً في لاعبي الأهلي لأن دافعهم وحماسهم أصبح أكثر، مما جعل الضغوط تتمكن منهم وهو ما ظهر خلال دقائق المباراة منذ البداية وحتى النهاية". وختم المطوع "من خلال السنوات الماضية التي عمل فيها خالد البلطان رئيساً لنادي الشباب، أكدت أنه يستطيع تجهيز فريقه بشكل مميز للمباريات المهمة، وهذه قدرات شخصية عند البعض يستطيعون من خلالها التأثير في المجموعة بأكملها، عبر زرع الروح ولغة التحدي دون أي تأثيرات سلبية في الفريق، وهي مهمة يتميز فيها بعض المدربين في الأندية العالمية في المباريات المصيرية".