×
محافظة المنطقة الشرقية

افتتاح مؤتمر التغذية العلاجية بالهيئة الملكية بينبع

صورة الخبر

يقول صديقي وهو مسرحي وقاص لافت «أعطني مسرحاً حقاً أهبك حياة أجمل»، توقفت عند هذه العبارة توقف اقتناع وإعجاب بالطبع، فأنا واحد من الذين مروا على المسرح المدرسي سنين متتابعة وباندماج تام حد الذوبان فيه، وإن كان ساعتها من يهمس بأذني دائماً بأن العمل الذي نشارك به أو نستمتع بمشاهدته منكر ولا يصلح لجيلنا الذي يفترض به أن تكون همته في مكان آخر، لم يشر إلى هذا المكان بالطبع، إنما لم تعجبني وسائل الإقناع وفتاوى التحريم والإنكار لأنها لا تتوافق مع الحالة المزاجية ليس إلا. السؤال المتكرر دوماً... المسرح السعودي.. إلى أين؟ وقد أقف أستدعي سؤالاً شخصياً آخر، لأن هناك احتمالاً كبيراً برمي السؤال المتكرر وما وراءه في سلة المهملات.. سؤالي الآخر يقول:- «هل نحن بالفعل نريد مسرحاً؟»، بعد النفي والإيجاب نستطيع أن نضع آلية عمل صريحة واضحة لا مختفية وبعيدة عن الأنظار. المشكلة الكبرى تكمن في أن مجتمعي الحبيب يتأزم في أي طرح للمسرح كفن أدبي راق، بل أب حنون لكل الفنون فهو المواجهة المباشرة التلقائية مع المتلقي، والوسيلة المبهجة للتعبير الفني، ولنتجاوز أزمة تعاملنا معه يلزمنا جهد جبار وعمل مضاعف وتحد لكل الحواجز التي تقف ربما في الطريق بشكل عشوائي أو بفعل فاعل، فيستحيل أن نتقدم خطوة للأمام في هذا المجال «العِشْق» ونحن ندس من تحت الطاولات أنه لا يمكن أن نستقيم بمسرح! ننتقل بعد السؤال الشخصي الذي نجيب عنه تجاوزاً: نعم نريد أن يكون لدينا مسرحاً نشطاً! فهل ما بين أيدينا ونشاهده أحياناً ونسمعه أحياناً أخرى يعكس مسرحاً مقنعاً أم مجرد حركة مسرحية مضطربة لضعف الدعم والنص؟ أم أن الأمر لا يعدو كونه رغبات فردية خجولة يكون خاتمتها التوقف والإحباط لنمو من يعشق لغة الهجوم ولا يحترم مطلقاً حرية الدفاع. ربما تكون المنهجية القادمة «الذكية» أن نضع مسرحاً إسلامياً قد نقنع الغالبية العظمى بأن المسرح خير كامل، ونمرر هذه الفن بطريقة معقولة كما نحن مررنا أناشيدنا الطربية الخالصة تحت مفردة إسلامي وصرنا نذوب معها ومع مفرداتها وأصواتها، ومن ثم نستطيع أن نعيد للمدارس مسارحها المفقودة أو المغيبة ونستعيد أنشطتها الجاذبة ومواهبها المدفونة والمغضوب عليها، وتصبح المسارح ضمن اهتمامات وزارة التربية والتعليم وأحد أنشطتها الثابتة لا الملغية والمتحركة. نريد عملاً جاداً لا اختلافاً على رموز ومسميات ونصوص، هذا إذا أردنا أن نعرف أين هو المسرح السعودي الآن، أما أن نأخذ جولة دائرية على محور الحديث دون أن نذهب مباشرة لقطر الدائرة ونتصارع هناك بالحوار واللغة الهادئة المتزنة والاتجاه لتحقيق الرغبات فلن نتفاءل أو نقفز من المربع الذي ينام فيه المسرح السعودي، فالحديث والعناوين اللافتة شيء والواقع شيء آخر مختلف لا يحتاج إلا أن نصدق مع أنفسنا حين نتماس أو نتواجه معه. (*) كاتب في صحيفة الحياة.