سمر المرادي (1) هل يدرك المرء كيف تموت روحه ويبقى جسده حيا؟ هل يميز قرارا اتخذه بقلبه لا بعقله؟ هل يدرك وجودية المنفى في أعماق القريب؟ هل قارئة الكف ميزت خطوط الدمع على عيني ومجرى الهلاك بينهما؟ هل السفر حتمي لمن فقد سقف منزله وبات بين المحيط وشاطئه آسفا على قاربه العاجز؟ هل التوهم أحيانا يفقدني غاية النبل في المعركة، ويقودني إلى جرائم فاسقة؟ (2) أحاول رؤية ألوان مبهجة بين أكفان من الأبيض والأسود تمرد اليوم بغلو التمني والتلون. أحاول الإنصات إلى معزوفة حلم تنشد بقول التغزل في أبيات وردية ورؤى تبصرية وسراب حلم، لا أريد مزيدا من روايات السعادة ولا أتقن حوارات المبالغة والغموض، فلا أرى قمما تلوح بنجاح ولا أريد النطق بأساطير عشق وزخرفيات حب مبتذل. (3) كيف لي اتخاذ مظلة الدمع على سطوح التبسم، وعقلي وقلبي في مأدبة الخلاف كقارتين تضاربتا في آرائهما وتعاقدا في تضاريسهما وهجاء عشقي بينهما في بهتان مبين، مغشيا على غلو التبصر وإيحاء إلى رؤى التغيب وعظمة الاستنارة حين يجول في حقول العتمة بحثا عن ذبذبة ضوء. (4) تبادل الكبرياء وتقاسم الأرواح واستنجاد اللذة بنداءات التمرد إيلام زماني يوقد مدفأة قلبي، ورواية فقدي من أول فصولها خاسرة. فضربا على طاولة اليأس حين تركع النفس لعصا التربح، والدنيا زائلة!