كشف وكيل وزراة الخارجية للشؤون الإقليمية ومجلس التعاون السفير السابق حمد العامر أن صاحب فكرة تأسيس مجلس التعاون الخليجي هو المرحوم سمو الأمير عيسى بن سلمان آل خليفة أمير البلاد الراحل. وشدّد في تصريحات حصرية لـ«الأيام» أن هناك إنجازات كببرة حققها مجلس التعاون الخليجي على مدى 36 عامًا يجب ألا ننتقص منها بل يجب ان نبني عليها ومن الممكن ان تكون هناك خلافات معينة بين الدول ولكن أي خلاف في الاطار الاخوي يمكن الوصول الى حلول إليه لأن الامور لا يمكن ان نقيسها كما تتناولها وسائل الاعلام بل يجب ان نكون دقيقين وواضحين ومتصارحين في بعض قضايانا التي هي من اهتماماتنا ويجب التوصل الى حلول للوصول الى تكامل او اتحاد. وتابع: لكنني اعتقد ان النية قوية وأن دول المجلس كلها تسعى الى هدف واحد، وهو التماسك في ضوء الظروف الصعبة التي تمر بها المنطقة، حيث تحيط بنا التحديات من كل جانب، واليوم الوحدة الخليجية يجب أن تستمر، وأعتقد أنه مع تغير الموقف الأمريكي في المنطقة وبعد القمم الثلاث التي تمّت في الرياض مؤخرًا والاتفاق على مقاومة الارهاب وإنشاء المركز الكبير في السعودية اعتقد انها توجهات صحيحة لعودة مجلس التعاون الى بناء قوته مع الكفاءة الاستراتيجية في المنطقة والدول الصديقة. وتابع: وأعتقد أن تماسك دول مجلس التعاون وموقف دول المجلس الموحد والرأي الموحد والتكاتف الخليجي والتكامل والاتحاد الخليجي هذه هي أوراق دول مجلس التعاون للوقوف أمام التهديدات الإيرانية، وعندما نستطيع ان نصل الى ذلك يمكن القول إنه لدينا القدرة على حماية دولنا وإرغام ايران على احترامنا. جاء ذلك على هامش الاحتفال الذي نظمته جمعية ذخر البحرين امس الاول - الخميس - بفندق الريجنسي، حيث تحدث وكيل وزارة الخارجية للشؤون الاقليمية ومجلس التعاون سابقًا السفير حمد العامر، وبحضور رئيس جمعية ذخر البحرين عيسى القاضي وأدارت الندوة د. هالة صليبيخ، وبحضور سفير المملكة المغربية وعدد من الدبلوماسيين العرب، وممثلي جمعيات المجتمع المدني وحشد من طلاب العلوم السايسية ببعض الجامعات البحرينية وممثلي الصحافة المحلية. وخلال الندوة تناول العامر الى أسباب تأسيس مجلس التعاون الخليجي، حيث أشار الى أنه في عام 1968م قرّرت بريطانيا الانسحاب من المنطقة بسبب النفقات المالية الهائلة لقواعدها العسكرية ومراكزها في آسيا والعالم، كما قرّرت الانسحاب من منطقة الخليج، مشددًا أن هذا الانسحاب من الخليج شكل هاجسًا وقلقًا كبيرًا لدى ما كان يسمى انذاك بـ«الامارات المتصالحة» على الساحل الجنوبي، وكان الهاجس بسبب وجود قوة كبرى وهي ايران، والتي كانت تحت حكم شاه ايران محمد رضا بهلوي، والذي كان يطلق عليه «شرطي الخليج» وأيضاً من ناحية اخرى وجود العراق خاصة بعد ان تم انقلاب دموي ازاح النظام الملكي في العراق ووصل الى سدة الحكم حزب البعث، ومن هنا كان القلق بين الامارات المتصالحة. وتابع: وتم تشكيل ما يسمى بالاتحاد التساعي وهو الامارات السبع الى جانب البحرين وقطر عام 1971م، وفشل هذا الاتحاد التساعي ومن هنا جاء تأسيس دولة الامارات العربية المتحدة عام 1971م، وفي عام 1981م طرح سمو الأمير الراحل الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة فكرة انشاء تجمع خليجي بين الدول الست وأرسل سمو الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة وكان وزيرًا للخارجية آنذاك الى السعودية، حيث التقى جلالة الملك خالد - ملك السعودية آنذاك - وطرح عليه الفكرة واقترح ولي العهد الأمير فهد بن عبدالعزيز طرح الفكرة على سمو الشيخ جابر الأحمد الصبح أمير دولة الكويت الذي كلّف جامعة الكويت بإعداد النظام الأساسي لمجلس التعاون لدول الخليج العربية وأشرف عليه السفير د. عبدالله يعقوب بشارة مندوب الكويت لدى الأمم المتحدة آنذاك، مضيفًا «تم تسميته بمجلس التعاون لدول الخليج العربية حتى لا يعترض شاه ايران، كما بارك التسمية الرئيس العراقي انذاك صدام حسين، ومرجعًا أسباب تأسيس مجلس التعاون الخليجي أيضًا الى قيام الحرب العراقية - الايرانية عام 1980».