مع تجاوز مؤشر سوق الأسهم لحاجز ال(8) آلاف نقطة واستقراره خلال فترة أزمات المنطقة والأسواق المالية مؤخرا ارتفعت الحالة التفاؤلية للمتداولين بالسوق، وبدأ البعض في التفكير في الاقتراض وإعادة التمويل لضخ مزيد من السيولة استغلالا لهذه الموجة التي يرى البعض أنها شهدت نجاحاً لتوصيات بعض معرفات "تويتر" وتأكيد تلك المعرفات "المجهولة" باستمرار ارتفاع السوق والالتزام بإبلاغ المتابعين بأي تطورات وقبل عمليات جني الأرباح لمزيد من الاطمئنان لمن يتابع توصياتهم. فارتفاع مؤشر السوق أعاد اهتمام الخاسرين منذ أكثر (7) سنوات بالأسهم وبدا الجميع يتساءل عن مستقبل السوق وتم تداول بعض المعرفات في تويتر والمنتديات التي رأى المتداولون أن توصياتهم تحققت فعلا وحصلوا على ثقة متابعيهم، بل إن بعض تلك المعرفات كانت تنشر معلومات عن كبار المضاربين وأخبار التحالفات وأهدافها للتأكيد بموثوقيه المعلومات التي تصل للمعرف، والمشكلة انه بعد ارتفاع السوق بدا الاهتمام بشكل كبير بتوصيات تويتر ومنهم من يكون تابعا للمضاربين ومنهم الصادق في تغريداته الذي يعتمد على مايصله من معلومات، كما دخلت معرفات جديدة للتوصيات وبعضهم كان يشترط الاشتراك بمبالغ مالية وبعضهم يوصي عالخاص، وارتفع عدد متابعي تلك المعرفات اعتمادا على ماتم تداوله بنجاح التوصيات خلال فترة صعود المؤشر وهو مايعيد للأذهان توصيات المنتديات والجوال التي استغلت من كبار المضاربين بعد كسب الثقه فيهم للتصريف - حتى وان كان الموصي ليست له علاقة بالمضارب - للإضرار بالمتداولين بانهيار 2006م والانهيارات المتعاقبة للسوق أو لأسهم شركاتهم. وعندما ندقق في الموجة الأخيرة لارتفاع السوق وما نشر إعلامياً عن ارتفاع أسعار الأسهم وتجاوز المؤشر للحاجز النفسي الكبير، سنجد أن الواقع يشير الى ثبات او ارتفاع محدود لأسعار معظم شركات السوق وخصوصا الاستثمارية، وان كل ماحدث هو رفع متوازن ومتواصل لمؤشر السوق وعبر رفع محدد للأسهم المؤثرة على المؤشر لعبور المقاومات الفنية والنفسية ولكن بسيولة يومية متواضعة (5.3) مليارات ريال تقريباً، مما يثير التساؤل حول الإحجام عن التدوير الذي اعتدنا عليه في سوقنا! وهل هناك أخبار او معلومات متسربة عن توجه السوق حينها؟ وقد تبع ارتفاع المؤشر تضاعف أسعار أسهم شركات معينة بعضها بنسبة (100%)! أي إن البنوك ومعظم الشركات الاستثمارية لم تواكب موجة الارتفاع والمؤسف انه لم يستفد من السوق إلا من غامر مع تلك التوصيات التي كانت تركز على الشركات المفضلة للمضاربين. وبعيدا عما يراه معظمنا بان هناك سيولة عالية تبحث عن استثمار بديل للعقار المتضخم وانه قد يكون هناك توجه لإنعاش سوق الأسهم، فان استمرار كبار المضاربين و"القروبات" بإدارة تداولات السوق بطرق تعتمد على التكتل وبث التوصيات لتصريف أسهمهم بأسعار عالية غير استثمارية لايعطي اطمئنانا باستقرار السوق ويتوجب الحذر دائما لتجنب الخداع بشركات المضاربة وكما شاهدنا في العديد من عمليات الانهيار الفردية لأسهم بعض الشركات، والتي تمت بدعم مباشر من توصيات بالمنتديات ورسائل الجوال وانتهت بخسائر فادحة ولم يهتم احد بضحاياهم، والمشكلة الجديدة حاليا أن تغريدات معظم معرفي تويتر معلنه للجميع وبالتالي فالمتداولون سيتعاملون مع توصيات من يثقون فيه بشكل فوري أثناء فترة التداول وهو ماقد يتسبب - وبدون معرفة الموصي او بخداعه بالمعلومات - في استغلال المضاربين والتكتلات لتلك التوصيات بشكل سلبي عبر تلبية سريعة لطلبات الشراء! فنحن لانعلم متى يتم ذلك ولكننا تعلمنا منهم الإبداع في الأفكار والأساليب المتجددة لكسب ثقة المتداولين لتحقيق المزيد من الأرباح والعودة للضغط لتتجدد الفرص بالسوق.