واصل الجيش اليمني أمس لليوم الثاني على التوالي حملته على مواقع تنظيم»القاعدة» في محافظتي أبين وشبوة، جنوب البلاد، وذلك في سياق تغيير استراتيجية المواجهة مع التنظيم، والانتقال إلى الهجوم، أملاً في الحد من هجماته المتصاعدة على المواقع الأمنية والعسكرية. إلى ذلك، أحبطت قوات الأمن محاولة لخطف القائم بأعمال سفارة الإمارات العربية المتحدة في صنعاء. وفيما نجا قائد المنطقة العسكرية الأولى اللواء محمد الصوملي وعدد من القادة العسكريين والأمنيين من محاولة اغتيال استهدفت موكبهم أمس، وسط وادي حضرموت، قالت مصادر عسكرية لـ «الحياة»، إن «عملية الجيش في محافظتي أبين وشبوة ستستمر حتى إكمال السيطرة على كل المناطق التي ينتشر فيها مسلحو القاعدة». وكانت وزارة الدفاع أكدت في بيان على موقعها الإلكتروني «سقوط العشرات من العناصر الإرهابية بين قتيل وجريح» في اليوم الأول من العملية، وأعلنت أن القوات المسنودة بسلاح الجو ومقاتلي اللجان الشعبية (مليشيا قبلية) «تواصل مطاردة العناصر الإرهابية في محافظتي أبين وشبوة موجهة ضربات موجعة وساحقة في مناطق الماطر وميفعة وعزان وسناح والمعجلة». إلى ذلك، عثر سكان محليون أمس على جنديين مذبوحين في محافظة شبوة يعتقد بأن مسلحي»القاعدة» أعدموهما انتقاماً من هجوم الجيش، في حين بث التنظيم تسجيلاً مصوراً على الإنترنت ظهر فيه مسؤول أمني وولده كان اختطفهما في وقت سابق من مدينة عتق، عاصمة محافظة شبوة، وجاء فيه اعترافهما بتجنيد عناصر في أوساط التنظيم لزرع شرائح إلكترونية سهلت مهمة استهداف عناصره بضربات الطائرات الأميركية من دون طيار. وفي صنعاء، استمر أمس مسلسل الاغتيالات، وأفادت مصادر أمنية وشهود أن «مسلحين كانا يستقلان دراجة نارية أطلقا النار على جندي في القوات الجوية بالقرب من قاعدة الديلمي في مطار صنعاء ما أدى إلى قتله على الفور فيما استولى المسلحان على سلاحه ولاذا بالفرار». إلى ذلك، أكدت وزارة الداخلية أمس إحباطها مخططاً لتنظيم «القاعدة» لاختطاف القائم بأعمال سفارة دولة الإمارات العربية المتحدة في صنعاء، وأعلنت أنها أوقفت خلية مكونة من ستة أشخاص كانت تعمل على تنفيذ العملية وضبطت بحوزة عناصرها «أسلحة وجوازات سفر مزورة وعملة يمنية مزورة». وقال المدير العام للعلاقات العامة والإعلام الأمني في الوزارة العميد محمد القاعدي، إن «عدد ضحايا الأعمال الإرهابية في الشهرين الأخيرين بلغ 148 قتيلاً و173 جريحاً من الجيش والأمن والمواطنين». وأضاف القاعدي «أن 72 إرهابياً قتلوا في الفترة ذاتها بينما أوقفت أجهزة الأمن 26 آخرين وأحبطت انفجار 12 عبوة ناسفة وضبطت عدداً من الأسلحة والمتفجرات والسيارات».