مجرد الدخول إلى سوق المواشي بمكة المكرمة على طريق جازان العام تكتشف ملامح العشوائية، وكأن الزائر في سوق بدائي يفيض بالفوضى لا يرتقي لتطلعات المستهلكين وسط صور قاتمة السواد لم تطمس منذ سنين. ففي الوقت الذي أصبح فيه موقع السوق الحالي واجهة تجارية وسكنية على مدخل مكة المكرمة الجنوبي يبتعد عن الحرم أقل من 8 كم إلا أن وضعه لا زال يتفاقم دون حراك بلدي من أمانة العاصمة المقدسة، السكان المجاورون للسوق يشتكون من انبعاث الروائح المنتنة من حظائر الأغنام وقربها من سوق السمك والخضار والفواكه ومحلات بيع المواد الغذائية مطالبين بنقل الموقع وتحويل الموقع الحالي لواجهة تجارية حديثة وحضارية. واقع السوق تتناثر داخله جملة من الصور العشوائية لعل في مقدمتها المصلى المتواضع على جزيرة وسطية بين الطريق الرئيس وتحول واجهات الشارع لمشاجب لتعليق ثياب الجزارين الوافدين الذين يستقبلون العملاء بثيابهم الحمراء على قارعة الطريق للذبح العشوائي خارج المسلخ، وعلى سفوح الجبال المحيطة ما يكتنف ذلك من رمي أحشاء ومخلفات الذبائح دون التخلص منها بطرقة صحية. محمد الزهراني مراقب للسوق كشف عن هدر لحوم المواشي التي يذبحها المعتمرون بغية التوزيع الخيري بسبب هيمنة العمالة الوافدة بالتقاط الذبائح ومن ثم بيعها على المترددين، ويشير بدر العولقي من سكان حي قريب إلى أن المعاناة تبلغ الذروة عند تأثر حركة المرور حيث يقع سوق المواشي على المدخل المؤدي لحلقة الخضار والفواكه والأسماك في مدخل يعتبر الأهم لأكبر سوق تمويني بأم القرى. ويرى حسام دهلوي، متردد، أن تمدد النطاق العمراني بمكة إلى كل الجهات وخاصة الجهة الجنوبية حيث اتساع مساحة الأرض الحرم يرفع الطلبات إلى استثمار موقع الحلقة الحالي ببناء أبراج سكنية حضارية تستوعب الأعداد الهائلة في قوائم انتظار الحصول على مسكن مشيراً إلى أن أهمية تحرك أمانة العاصمة في البحث عن موقع بديل ملائم وإنشاء أكثر من مسلخ بمكة المكرمة حيث ثمة مواقع مأهولة بالسكان بحاجة لمسالخ ودراسة إمكانية السماح للمطابخ المطبقة للمواصفات الصحية بالذبح تفاديا للزحام خاصة في المواسم مثل شهر رمضان المبارك حيث يرتفع الطلب على اللحوم.