مناقب الملك عبدالله بن عبدالعزيز لا يمكن حصرها في مقال واحد، لأن بها سيرة رجل عظيم، ورمزًا عربيًّا نبيلاً، ومشوارًا مليئًا بالإنجازات التي ستظل محل اهتمام الباحثين والمحللين السياسيين لفترة طويلة من الزمن؛ لأنها تعبّر عن مرحلة من أهم وأدق مراحل النمو والتطور في المملكة العربية السعودية، والمنطقة العربية ككل. وسيرة الرجال العظام -كما هو معلوم- تدرس في إطار المرحلة التاريخية، والتحوّلات الهامّة، والإنجازات العظيمة التي تشكّل سمات المرحلة، والانطباعات التي يضعها القائد على أبناء شعبه، وآثارها في مجريات الأحداث المحلية والدولية. والملك عبدالله بن عبدالعزيز بحسّه الفطري الصادق وضع رؤية انطباعية شفافة في الذاكرة العربية والإسلامية، ستظل محل تقدير وإعجاب، ومثلاً تقتدي به الأجيال القادمة. وبمناسبة الذكرى التاسعة لتوليه مقاليد الحكم في المملكة العربية السعودية، من المستحق التمعّن بعمق في القفزة النوعية التي حصلت في عدة مجالات، من أبرزها التعليم العالي، وما سيحدثه -بإذن الله تعالى- من تغيير جذري في المجتمع. وعندما نستعرض بعض الجوانب ممّا حصل خلال أقل من عقد من الزمن في عدد من المجالات تحت رعاية وتوجيه الملك عبدالله بن عبدالعزيز يتّضح لنا التالي: 1- فتح باب الابتعاث لخريجي الثانوية العامة بأعداد كبيرة غير مسبوقة عالميًّا، مع التركيز على تخصصات الطب والهندسة، وعلوم الحاسب والقانون سيدفع بعشرات الألوف من الخريجين والخريجات إلى سوق العمل، ويحدث التحوّل المنشود في إدارة مشروعات الدولة، ويحد من اعتماد القطاع الخاص على الخبرات الوافدة، ويبقي مليارات الريالات داخل الوعاء الاقتصادي المحلي، بدلاً من تحويلها إلى الخارج. 2- توسيع قاعدة التعليم العالي بفتح ما يزيد على ثلاثين جامعة محلية في جميع مناطق المملكة، وهذا أيضًا رقم قياسي غير مسبوق من حيث العدد والفترة الزمنية. وميزة هذا التوسع أنه يراعي حاجة المناطق، ويساعد على تنمينها، ويَعِد بنشاط اقتصادي أفضل، وفرص توظيف محلية، ويخفف الضغط عن المدن الكبرى وجامعاتها. 3- وانطلاقًا من الرؤية الحكيمة للتركيز على التعليم النوعي في أرقى جامعات العالم، سيشهد الوطن -بإذن الله تعالى- تغيُّرًا كبيرًا في شتّى المجالات، عندما يعود الألوف من أبناء الوطن المبتعثين، وينخرطون في ميدان العمل بكل ما اكتسبوه من علم وتجارب خلال رحلتهم التعليمية في الخارج. 4- تُعدُّ العناية بالتعليم -بصفة خاصة- من أهم شؤون المجتمعات الإنسانية، والسباق في مضماره لا يتوقف، ومن أعطاه حقه نال الفوز واعتلى منصات التفوّق في المجالات الأخرى.. وهو من ركائز الأمن والاستقرار والتنمية المستدامة التي بدونها تظل المجتمعات مستهلكة، ومعتمدة على منتج الغير، بعيدة عن المواكبة وتحسين أحوالها. ومن أتيح له متابعة نظرة الإعلام والاحتكاك بالمجتمعات في الخارج يدرك مدى الانطباعات الإيجابية والمبهرة عن مشروع الملك عبدالله للابتعاث الخارجي، وتوقعاتهم لتغيير جذري في المجتمع السعودي نتيجة لذلك المشروع العظيم. إن التركيز على التعليم العالي لا يقلل من قيمة وأهمية القرارات التاريخية الأخرى، مثل عضوية المرأة في مجلس الشورى، والإنجازات في مجالات تُعنى بالإصلاح الإداري، وتوسعة الحرمين الشريفين، وتلمّس حاجة مستحقي الضمان الاجتماعي وأصحاب الدخل المحدود من أبناء الوطن. لقد حلّت علينا نافذة الفرص التاريخية في وقت الوفرة المادية، ووجود القيادة المتوثّبة للإقدام على مبادرات تاريخية من شأنها أن تغيّر الصورة النمطية المعتادة، وتضع المجتمع على طريق التطوّر والنماء بثقة واطمئنان على الثوابت.. ومن حسن الطالع أن الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله وأبقاه- هو فارس المرحلة، وحامل رايتها الشامخة الخفاقة. Salfarha2@gmail.com Salfarha2@gmail.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (23) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain