عمّان: «الخليج»ينفرد شارع «الرينبو» في العاصمة الأردنية عمّان، باستيعابه مزيجاً من الاهتمامات العصرية، وسط منطقة عريقة، وتحتفي الأمانة الكبرى أواخر الشهر الجاري بمرور 10 أعوام على تحويله إلى منطقة جذب سياحي يكتظ بالمرتادين بعدما كان موقعاً عابراً. تعود تسمية الشارع إلى سينما قديمة أُطلق عليها «الرينبو» في القرن الماضي، مبناها الأساسي لم يعد موجوداً، وانتقل مقرها إلى مبنى جديد، وهي تعرض من حين لآخر مجموعة أفلام أردنية وعربية وأجنبية أغلبها مستقلة، ترتبط بفعاليات تقيمها جهات فنية وثقافية، في مقدمتها الهيئة الملكية للأفلام، ومنتدى عبدالحميد شومان الثقافي، ومقرهما بين مطلع الشارع وآخره.في العام 2007 حوّلت أمانة عمّان الكبرى الشارع إلى منطقة جذب سياحي عبر رصفه بالحجارة أولاً، ومنح حوافز للجهات الراغبة في افتتاح محال مختلفة ثانياً، ونقل العديد من الفعاليات بين تفرّعاته ثالثاً، بما في ذلك مهرجان «سوق جارا» السنوي، عدا عن اعتماده منطقة مخصصة للمشي، مع السماح أحياناً بدخول السيارات في مناسبات معينة.وحسب سجلات الأمانة العامة، فإن الشارع تم تبليطه بحجر البازلت على امتداد نحو 800 متر، عدا شمول ذلك بعض تفرّعاته لا سيما التي تحتضن معارض فنية متنوعة، وتضم مقاهي ومحال للتحف والتقنيات الحديثة. ويؤكد القائمون على المشروع نجاحه بصورة كبيرة في تحول المكان إلى نقطة التقاء إنسانية ثرية للفعاليات الاجتماعية والترفيهية، دون سكون، واختصار اهتمامات الأردنيين خصوصاً خلال موسم الصيف في ظل انتشار مساحات زراعية تكفل أجواء حافلة بالمتعة وسط الطبيعة.تشير لوحة كبيرة مضاءة عند مدخل الشارع إلى خريطة تقسيمه وتفرّعاته ومساره المستقيم، إلى جوارها مجسم زجاجي مثلث الشكل تدل رمزيته الجمالية على روح المكان. وسط الشارع تقريباً وبعد تجاوز مبنى عريق كان مقراً لإحدى السفارات العربية، يظهر في المقابل ما يشبه «التراس» على إطلالة وارفة، حيث اعتاد عازفون تقديم فقرات موسيقية ضمن مساحة مفتوحة لذلك دون قيود.يحفل الشارع بالعديد من الجهات الفنية والثقافية والاجتماعية، بينها «دار الأندي» وملتقى «نهر الأردن» وإحدى جمعيات حماية الطبيعة، وهناك زوايا جانبية مخصصة لهواة «الغرافيتي»، وينتهي تفرّعه قبل الأخير يميناً إلى تلة مرتفعة تطل بصورة وارفة على منطقة جبل القلعة في عمّان.