×
محافظة المنطقة الشرقية

الهلال الأحمر يضع خطة متكاملة لنهائي الأهلي والشباب

صورة الخبر

لا ندري إن كانت زلة لسان من وزير خارجية أمريكا حين قال: «إن فشل المفاوضات بين الإسرائيليين والفلسطينيين سيجعل من إسرائيل دولة عنصرية» وهي الحساسة من هذه الاتهامات والأوصاف لتبدأ بتجييش عناصر قوتها داخل أمريكا بإعلان الاتهامات للوزير، وحتى لو كانت وجهة نظر عامة فإنها لا تقبلها أو تهضمها.. المشكلة مع القضية ليست أقوالاً تفرط من قائلها، أو تأتي كاختبار نوايا إذا كانت أمريكا نفسها أعلنت مع إسرائيل عن سخطهما من التقارب بين حماس وفتح، والتهديد بقطع المعونات والانسحاب من عملية السلام، أي أن ما يدور بين الحليفين ليس ما يظهر على الواقع وللاستهلاك السياسي في حوارات طرشان لإضاعة الوقت بين رأي وفكرة، ثم الانسحاب منهما وقت أن تقترب أي حالة انفراج بين الطرفين، أي مثلهما تجري في الحروب العسكرية الساخنة حالة استنزاف بشري ومادي، هناك ما ينطبق على هذه الحالة بالاستنزاف السياسي للفلسطينيين.. فإسرائيل دولة عنصرية باعتراف أممي ودولي، وممارساتها شاهد عليها، وليس الأمر مقتصراً على عنصرية مع الفلسطينيين فقط، وإنما مع اليهود الفلاشا، وهم من وضعوا أنفسهم شعب الرب المختار دون كل الأجناس والشعوب وحلل لهم وفق مقدساتهم، استعباد البشر لأنهم بمثابة العبيد، وهذا لا يخفي على أي قارئ لتاريخ إسرائيل ومنافذ فكرها وتاريخه.. دعونا نذهب للأبعد، فكل شيء له علاقة بمكسب لدولة إقليمية أو كبرى يوضع في ميزان المصالح أولاً، ومثلما يحدث مع إسرائيل جاء الموقف الأمريكي من زوال حكم مرسي والإخوان المسلمين حاداً وساخناً، لأن أمريكا كانت وإسرائيل على علاقة تدخل في الشأن المصري أيام حسني مبارك، وعاد الأمر بنفس السيناريوهات مع حكم الإخوان فكانت حالة الاستفزاز غير عادية، لأن النظام الوريث قلب المعادلات، ولم يعد ذلك المسيّس المطواع، وهذا يتطابق تماماً مع عودة الفصائل الفلسطينية مع بعضها ما يعني أن الخارطة بدأت تتغير، والملهاة لم تعد قابلة للتكرار، وحتى تصريحات كيري ربما وضعت في موقعها الآخر أي استفزاز إسرائيل في تنسيق مسبق لإفشال المفاوضات أصلاً ليأتي الاتهام على الوزير الأمريكي بدلاً من نتنياهو وفريق عمله.. من يظن أن أمريكا ساعية لحل إشكالات المنطقة يبني تصوراته على فهم مغلوط وخاصة أن الرئيس أوباما أكثر صراحة من سابقيه في التعاطي مع الشأن العربي، سواء أكان فلسطينياً غارقاً في هموم معقدة متجذرة، أم أحوال العراق بعد احتلاله له، أم سورية التي اعتمدت هذه السياسة في حرب استنزاف طويلة تغرق سورية بدمار شامل قد تحتاج معه إلى نصف قرن لإعادة الإعمار والسلامة النفسية للمواطن المشرد أو المولود لحظة هذه الحرب، أو المكلوم من قتلاه القريبين، وهي لا تختلف عن موقف روسيا من حيث بناء سياسات على جثث ومصالح وتاريخ شعب.. إسرائيل في قلب الحدث، وهي مهمة لأمريكا وأوروبا معاً، لأنها الممثل للقوة والثقافة والامتداد الديني والعرقي، وبالتالي فبقاؤها هو قوة ضغط واستيطان ورأس حربة في الحرب الباردة والساخنة، كما تبقى الاحتياطي الشامل لتمرير جميع أهداف الغرب، ولمدى بعيد وطويل.. الفلسطينيون هم ضحية أنفسهم ومن يفاوضونهم، وعملية أن المشكل سياسي أو استيطاني أو استعمار بمساعدات أجنبية، فإنها تبقى مصطلحات سياسية يستهلكونها، لكن الواقع هو أن إسرائيل وجدت لتبقى، وتعمر مدى الحياة..