×
محافظة مكة المكرمة

جدة.. مدينة «حايرة»!

صورة الخبر

بلادنا من أوائل الدول التي عممت التعليم المجاني، فيما مضى. وكان تلميذ الثانوية والمعاهد يأخذ معونة حكومية بالإضافة إلى مجانية الكتب. أقول فيما مضى لأن العلم أصبح - في قطاع كبير منه - بفلوس، وليست كأي فلوس بل عجائب وإبداعات. وحديثي طبعا عن التعليم الأهلي. أما التعليم الرسمي فالتلميذ أو التلميذة لا يدفع فلوسا، لكنه يدفع "زحمة" وصول إلى معهده وعرقا وويلاً من التأخر والزحمة لكي يعود إلى بيته، وكأن هذا ضريبة التدليل التي تمتعنا بها، فسبحان مُغيّر الأحوال.  أولئك الصغار الذين آثر آباؤهم، وأغلبهم من ذوي الدخول المرتفعة، هم أيضا أصبحوا ضحية معاناة الوصول إلى المدرسة والعودة منها، فالثروة وضعتهم في موقع مُترف، لكن البيئة المرورية والتباعد أوجدا مخاطر الطريق، التي لا يفترقون بها عن غيرهم، فالإنزال عند المدرسة وحرص السائق على تقريب التلميذ، وأيضا حرصه على الوقوف على عتبة المدرسة عند الخروج أوجدت بيئة غير سوية ولا سليمة ويندر وجودها في بلدان أُخرى، حتى جهاز المرور نفض يده، وفشل في إيجاد قياس نظامي يلجأ إليه (كل ذلك نتيجة التعلم وطلب العلم) - بعد أن كنا ندفع المكافآت لتشجيع الدارس. الزحمة في الشوارع، خاصة وقت انصراف الأبناء من المدارس، وأصبحت الرحلة التى تستغرق عادة عشر دقائق تأخذ منا ساعة، وهذا إهدار للوقت والجهد. (لكن من طلب العلى سهر الليالى). وللاسف نجد ان أغلبية من يصطحب الأطفال هم الخدم وليسوا الوالدين. صحيح ان الحياة تغيرت في شوارعنا عن ذي قبل، مع أن التعليم يجب أن يُصاحبه الهدوء، يبقى ان الزحمة تسبب ارتفاع ضغط الدم والسكر وزيادة حالة النرفزة، والنزاع المستمر بين سائق وآخر، وشتائم من العيار الثقيل أمام الطفل أو الطفلة.