×
محافظة المنطقة الشرقية

محافظ الأحساء يُكرِّم الفائزين بوسام البر

صورة الخبر

شخصياً لم أتمنى أن تصل الأمور لإيقاف زميل إعلامي عن الكتابة أو الظهور الفضائي لأن هذا يمثل تكميماً للأفواه ومنعاً للحريات وهو أمر لا يمكن أن يحدث في القرن الحادي والعشرين.. ـ وفي نفس الوقت لم أتمنى أن يتجاوز النقاد الحدود والخطوط الحمراء ويتحول النقد إلى (بربسة)، فالناقد من حقه أن ينتقد دون حدود طالما هو ينتقد في مجال العمل دون (شخصنة) أو خروج عن السلوك القويم وأدب الحوار.. ـ أيضاً لم أتمنى أن تصل الأمور إلى صدور حكم قضائي بسجن زميل إعلامي وجلده لأن هذا أيضاً يعكس مدى التوتر الذي بات وسطنا الرياضي يعيشه لدرجة أننا وصلنا إلى قاعات المحاكم.. ـ وفي نفس الوقت لم أتمنى أن يسيء ذلك الزميل الإعلامي استخدام قناة من قنوات التواصل الاجتماعي بأسلوب هابط لا يعكس ثقافة الحوار الراقي مع من يختلف معهم.. ـ أكرر ما قلته منذ سنوات بأننا في الإعلام الرياضي السعودي مغبوطين على مساحة وسقف الحرية الممنوحة لنا من قبل الجهات الرسمية مقارنة ببقية الزملاء الكتاب والنقاد في مجالات أخرى.. ـ لكننا وبصراحة تامة كنقاد رياضيين نسيء كثيراً استخدام هذه المساحة وذلك السقف (شبه اللامحدود) من الحرية من خلال خروج متكرر عن السلوك النقدي المقبول والمنطقي بل إنه يعد خروجاً غير مبرر وغير مقبول في كثير من الأحيان.. ـ حتى في أكثر دول العالم انفتاحاً وديمقراطية تبقى هناك حدود للنقد لا يمكن تجاوزها متى تعلقت بالأمن الوطني ولحمة الشعوب وشخوص موضع النقد.. ـ للأسف أن كثيراً من زملاء المهنة (الإعلام الرياضي) نسوا أو تناسوا الرقيب الذاتي المتمثل في فهم الناقد لحرية النقد وأسلوبه.. ـ متى نجح الناقد في مزج الرقيب الذاتي مع الفهم الحقيقي للنقد فإنه سيصبح قادراً على تحقيق أعلى مستوى من النقد الإيجابي الذي يريحه كناقد ويحقق للمجتمع الفائدة المرجوة.. ـ قنوات التواصل الاجتماعي ووسائل النقد (صحافة وإذاعة وتلفزيون) تمثل وسائل نقدية سهلت كثيراً من الوصول للشخص موضع النقد كما أنها منحت الناقد تعدد الوسائل فربما يبدع هنا بشكل أقل لكنه يبدع هناك ويوصل فكرته بشكل أدق وأوضح.. ـ علينا كنقاد رياضيين ألا نخسر مساحة وسقف حرية الإعلام الرياضي وذلك من خلال تفهمنا لحدود وأساليب النقد دون تجاوز وفي نفس الوقت دون خوف أو تردد.. ـ نريد أن يصل النقد للمواقف والأشخاص لكن دون أن نمنح الآخرين فرصة (تحجيمنا وتحجيم حريتنا) وما يمنحهم ذلك هو فهمنا الخاطئ للحرية الإعلامية وخروجنا عن النص.. ـ نريد أن ننتقد دون حدود وفي نفس الوقت لا نمنح الآخرين فرصة (إيقافنا) أو سحبنا للمحاكم.