×
محافظة المنطقة الشرقية

انطلاق مسابقة الطفل المسرحي في الدمام.. الليلة

صورة الخبر

في أزمنة غير بعيدة مضت كانت النساء يتوجّهن للمساجد في ليالي رمضان للتراويح والتهجُّد عبر شوارع وأزقّة ضيقة شبه مظلمة، إلاّ من فوانيس قليلة يعلّقها محسنون لتضيء الطريق، وكانت كثير من المساجد تجعل التراويح والتهجُّد على ثلاث فترات من الليل، ما يعني أنّ النسوة يخرجن للصلاة ثلاث مرات في الليل وهنّ في كامل السكينة والطمأنينة والأمان، لا يخشين أذى ولا سطوة لص أو متحرِّش، بل إنّ كل من في الطريق بمثابة الوالد والأخ حارس لهنّ من عثرات الطريق وليس من العدوان، إذ لا مجال للتفكير فيه في الأصل لانتفائه بينهم في تلك السنين الماضية، التي كان فيها التعرُّض للنسوة اعتداءً على الحي والقرية كلها، غير أن تطور حالة المجتمع وتعكّر نسيجه بفئات من المتسللين والمخالفين لأنظمة الإقامة والعمل، ومن قدموا بنية الإفساد وتحقيق مآرب مشبوهة بجمع المال بطرق غير مشروعة كالسرقات والتزوير والترويج للمحرّمات والممنوعات وخلافها، جعل الأمر مختلفاً كثيراً، فلم تَعُد مصلّيات النساء بالمساجد آمنة من اعتداء ضعاف النفوس وقساة القلوب ممن أعميت ضمائرهم بشغف الحصول على المال لتقديمه ثمناً للّهو والملذّات والمجون، حتى إذا ما قارب المال المسروق على النّفاد بدأ التخطيط لمغامرة جديدة حتى لو كان على حساب نسوة آمنات متعبّدات، هنّ من كنّ يصنعن وجبات إفطار لمخيّمات تفطير العمالة والفقراء بجانب المساجد، وأولئك هم أول من يقتحم سفرة الإفطار الجماعي الخيري، لكنهم لا يتقوون للعبادة بل للإيذاء والسطو والإفساد الذي أول ما يطال من قدّمن لهم أشهى الطعام، هذا الواقع يحتّم على الجهات المسؤولة العزم على حسم أوضاع مصلّيات النساء لحمايتهن من الحثالة الباغية التي شوّهت وعكّرت أمن البلاد بأكملها، وحماية النساء جزءٌ من خطط مكافحة شرورهم حتى تطهير أراضينا منهم ومن دنسهم، اسمع من يقول إنّ بعض المساجد زوّدت بمتطوّعات للحراسة والتنبيه، إلاّ أنّ هذا غير كافٍ في ظل تكاثر العناصر المتسلّلة والأنفس الشريرة، فالإجراء المجدي هو في البدء بتصحيح أوضاع المصلّيات النسائية، من حيث الموقع وتأمين المداخل، وأن لا تكون في نهاية المسجد بعيداً عن الأنظار بحجة عدم تعرُّض النساء لأعين الفضوليين من القادمين للصلاة من الرجال، وإن لم يكن من ذلك بدٌّ فهو بالتأكيد أهون من تعرُّضهن لأيدي وسكاكين ومشارط الحرامية والسارقين، ثم التفكير الجدِّي بتعيين حارسات أمن يتبعن ادوائر الأمنية أو الشركات الأمنية، خاضعات لتدريب نوعي متخصص يمكنهن من الحد من صلف المجرمين وتعطيل حركتهم على الأقل، ثم إنه على النساء المصلّيات الاحتياط بعدم حمل الأشياء الثمينة والنقود، ويتحجّج بعضهن بأنها كانت تنوي التوجُّه للتسوُّق بعد التراويح مباشرة فتعرّضت للسرقة، وعصابات السرقة يدرسون أوضاعنا وتفكيرنا وعاداتنا، وهناك من يلقِّنهم قبل التسلُّل عبر الحدود وما جاءوا إلاّ لهذا الغرض، ولعل الجهات المعنية تبدأ تعاوناً ملموساً مع جهات التدريب الأمني بتنظيم دورات لتزويد العاملات والمتدرّبات في هذا المجال وأمثاله بمادة الثقافة الأمنية، وتنمية مهاراتهن بأمن المنشآت والمواقع محل الاهتمام، وبكيفية الوقاية من الاستدراج، ومهارات الاتصال والتعامل مع الجمهور حسب الشريعة وتعريفهن بالأنظمة واللوائح المعمول بها. t@alialkhuzaim Ibrturkia@gmail.com