مثل سيف الإسلام القذافي، نجل الزعيم الليبي السابق معمر القذافي و22 من المسؤولين الحكوميين السابقين أمام محكمة في طرابلس اليوم الأحد (27 أبريل 2014)، حيث تليت عليهم الاتهامات الموجهة إليهم وتتراوح بين جرائم الحرب والفساد، فيما يمثل اختبارا مهما لمدى التزام الحكومة بسيادة القانون. وبدا سيف الإسلام واثقًا من نفسه، عندما ظهر عبر دائرة تليفزيونية مغلقة من سجن في بلدة الزنتان بغرب البلاد يحتجز فيه منذ ألقى معارضون سابقون القبض عليه. ويرفض المعارضون السابقون تسليمه، قائلين إنهم لا يثقون في قدرة الحكومة على ضمان ألا يهرب، لكنهم وافقوا على محاكمته أمام محكمة في طرابلس. وأجلت المحكمة القضية إلى 11 مايو بعد أن رفضت طلبات محامين بالإفراج عن عدد من المدعى عليهم، بحسب وكالة رويترز للأنباء. وكان قد حضر 22 من المسؤولين السابقين في عهد القذافي إلى المحكمة من داخل سجن الهضبة، الذي يخضع لحراسة مشددة ومنهم رئيس المخابرات السابق عبد الله السنوسي. ومثل 8 آخرون أمام المحكمة عبر دائرة تليفزيونية مغلقة من مدينة مصراتة بغرب البلاد. واستغرق القاضي 20 دقيقة في تلاوة الاتهامات. ووجه الاتهام للمدعى عليهم بإصدار أوامر بتسليح ميليشيات وقتل محتجين سلميين وحبس آلاف المعارضين السياسيين. ووجه لهم الاتهام أيضا بإصدار أوامر بقطع الكهرباء عن المدن الخاضعة لسيطرة مقاتلي المعارضة وإلحاق أضرار بمنشآت نفطية خلال الانتفاضة على حكم القذافي التي استمرت ثمانية أشهر عام 2011. ويساور القلق المحكمة الجنائية الدولية ومنظمات معنية بالدفاع عن حقوق الإنسان بشأن نزاهة النظام القضائي الليبي، رغم فوز الحكومة العام الماضي بحق محاكمة السنوسي داخل ليبيا وليس أمام المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي. وحين سأل القاضي سيف عما إذا كان هناك محام حاضرا للدفاع عنه قال "عندي الله". وقررت المحكمة فيما بعد تعيين محام للدفاع عنه. وإذا أدين بعض المتهمين، فقد يواجهون عقوبة الإعدام. ولم يتضح كيف سينفذ المعارضون السابقون هذا الحكم. واشتكى عدة متهمين منهم السنوسي من عدم قدرتهم على التواصل بشكل كاف مع محامين. وقال عدد من المحامين إنهم لم يتمكنوا من قضاء الوقت الكافي مع موكليهم أو الحصول على نسخ من الاتهامات الرسمية. وأمر القاضي فيما بعد الادعاء بأن يعطيهم نسخا. ومن بين من مثلوا أمام المحكمة البغدادي المحمودي رئيس وزراء القذافي ووزير الخارجية السابق عبد العاطي العبيدي. ولم يمثل الساعدي القذافي امام المحكمة لأن الادعاء لم ينته من التحقيقات معه بعد. واشتهر الساعدي بأنه زير نساء واحترف كرة القدم فترة قصيرة وسلمته النيجر لليبيا اوائل مارس آذار.