×
محافظة المنطقة الشرقية

تحويلات الأجانب من السعودية ترتفع إلى 3.8 مليار دولار في مارس

صورة الخبر

* لم أتمالك نفسي من الضحك عندما طلب مني محدثي فجأة أن أناديه بلقب "دكتور" بدلا من "أستاذ"!.. والحق أني لم أضحك لمعرفتي أن محاوري العزيز "دكتور مزيف" من "أبو ثلاثة بعشرة".. بل لأنني كنت أتصور أن اللقب المزيف قد يؤذي مشاعره، لذا كنت أتحاشى هذا اللقب لكيلا أذكرّه بهذه الخطيئة!!.. لكنه حين رفع عني الحرج بهذا الطلب المضحك.. مددت قدميّ على طريقة الإمام أبي حنيفة غفر الله له ولي ولدكتورنا المزيف. * هوسنا بالألقاب وصل حدًا يستدعي التدخل العلاجي فعلًا.. شاهد هذا هو الرواج المذهل لسوق الألقاب المزيفة في عالمنا العربي الذي أمسى بين الأمم كالهر يحكي انتفاخًا صولة الأسد!.. فالقضية لم تعد قاصرة على الألقاب الأكاديمية، بل تعدتها إلى المتاجرة بالانتساب للدوحة المحمدية الشريفة، وشراء الأتباع في تويتر، ناهيك عن ميادين الأدب والفن والرياضة التي تعج بالألقاب والمسميات الجوفاء.. وبالأمس شاهدت أحد الصحفيين وهو يقاتل قتال من لا يخشى الموت لانتزاع لقب رياضي لفريقه المفضل! * الأنكى أن هذه الأفعال لا تمارس فقط على مستوى الشعوب العربية (الغلبانة) التي لجأت للزيف لافتقارها للانتصارات الحقيقية، بل تجدها حتى على مستوى بعض القيادات، فالعقيد القذافي الذي كان يتفنن في اختراع الألقاب لنفسه (ملك ملوك إفريقيا، عميد الحكام العرب... إلخ) كان يصر على تسمية بلاده الصغيرة "الجماهيرية العربية الليبية الشعبية الاشتراكية العظمى".. وكذلك كان بعض الزعماء العرب الذين نسوا أدوارهم التنموية وأغرقوا شعوبهم في مستنقعات الجهل والفقر في خضم بحثهم المحموم عن ألقاب طاووسية جوفاء ذهبت في النهاية إلى حيث ألقت رحلها أم قشعم!. * كلنا يعرف السيد "باراك أوباما" رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، لكن قليلون جدا هم من يعرفون أنه يحمل شهادة الدكتوراه من جامعة هارفارد العريقة، والسبب أنه لم يستخدم هذا اللقب الأكاديمي قط، بعد تركه للتدريس بالجامعة.. وكذلك فعلت المستشارة الألمانية (ميركل) التي تخلت عن الدكتوراه في الفيزياء بعد أن تركت الجامعة هي الأخرى.. ومن يعرف كيف يكتب أساتذة الجامعات في أوروبا أسماءهم دون ألقاب، يدرك حجم الخلل في مجتمعنا الذي يصر فيه حاملو الدكتوراه على ذكر لقب (دكتور) حتى وهم يحللون مباريات كرة القدم! * التورم بالألقاب مرض عضال، أثقل الشخصية العربية وأعاقها عن تنمية ذاتها ومجتمعها، وحرمها رؤية الأمور على حقيقتها.. وهو خلل أزعم أنه لم يغادر أيا من الأجيال السابقة منذ زمن المتورم الأكبر "المتنبي" الذي قال يوما، وذات لحظة عقل: "أعيذها نظرات منك صادقة أن تحسب الشحم فيمن شحمه ورم". m.albiladi@gmail.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (61) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain