القاهرة: محمد حسن شعبان حظي المرشح الرئاسي المحتمل حمدين صباحي بدفعة جديدة في مسار المنافسة الرئاسية في مصر، بإعلان حزب التحالف الاشتراكي دعمه في الانتخابات المقرر إجراؤها أواخر الشهر المقبل، غداة جدل واسع بشأن تسجيل صوتي مسرب نقل تصريحات له بشأن تعهده بتقديم منافسه الوحيد، المشير عبد الفتاح السيسي، قائد الجيش السابق، إلى المحاكمة، إذا ما فاز بالمنصب الرفيع. لكن صباحي نفى في وقت لاحق أمس، قائلا خلال مؤتمر صحافي عقد بحزب التحالف الشعبي إنه «مع العدالة الانتقالية، لا انتقامية أو انتقائية ضد من تلوثت أيديهم بالدم أو الإفساد السياسي». يأتي هذا في وقت استقبل فيه المشير السيسي وفدا من الرياضيين في إطار حرصه على التواصل مع مختلف شرائح المجتمع، بحسب بيان رسمي لحملته على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك». وبعد لغط في وسائل إعلام وصحف محلية بشأن تسريب تسجيل صوتي منسوب لصباحي بشأن محاكمة السيسي، قال صباحي في المؤتمر الصحافي أمس إن ما يعنيه هو تحقيق «عدالة انتقالية مبنية على التسامح والعدل وجبر الضرر، ونص الدستور يلزم البرلمان بوضع قانون للعدالة الانتقالية.. ولا أريد ولا ينبغي لي، لأن قضيتي ليست أن أذكر أسماء، وما قيل كان في حضور الجميع. إنني قلت نصا لا أعامل السيسي كمجرم أستهدف محاكمته، ولكن الصحيفة أضافت كلمة لكن». وكانت صحيفة «اليوم السابع» قد بثت على موقعها الرسمي على الإنترنت تسجيلا لصباحي خلال اجتماع جمعه مع عدد من شباب القوى الثورية، وعنونت الصحيفة الموضوع بقولها «صباحي يتعهد بمحاكمة السيسي حال فوزه بالرئاسة». وقال القيادي في حملة صباحي، محمد عبد العزيز، الذي حضر الاجتماع الذي بثت اليوم السابع جانبا مما دار فيه، إن «أي عاقل يمكنه أن يستمع إلى التسجيل، وسيكتشف أن أحد الشباب طالب صباحي بضرورة محاكمة المشير، وكان رد صباحي عليه أنه لا يعتبر السيسي مجرما يستهدف محاكمته». وأضاف عبد العزيز قائلا لـ«الشرق الأوسط» إن «الصحيفة تجاهلت ربما عن عمد استكمال هذا المقطع، وفيه يتحدث صباحي عن أنه يرى السيسي رجلا وطنيا لعب دورا حاسما في ثورة 30 يونيو (التي أنهت عاما من حكم الرئيس السابق محمد مرسي الصيف الماضي)، وأنه لا يرغب في أن يدخل في خصومة مع الجيش». وعما إذا كان لدى حملة صباحي شكوك بشأن طريقة تسريب هذا المقطع الصوتي، قال عبد العزيز، وهو أحد مؤسسي حملة تمرد: «ليس لدينا أي دليل بشأن طريقة تسريب هذا المقطع، ولا يعنينا هذا الأمر طالما أن ما نقوله في الغرف المغلقة لا يختلف عما نقوله في العلن، لكننا نستهجن ونستنكر بطبيعة الحال أن يجري التسجيل دون علم المتحدث، ونعتبر ذلك سلوكا غير أخلاقي». وحذفت صحيفة «اليوم السابع» أمس المقطع الصوتي الذي أثار الجدل، وقالت في بيان نشرته على موقعها الإلكتروني إن «(اليوم السابع) وحرصا منها على التأكيد على حق القارئ في معرفة الحقيقة كاملة وبعد نشر تسجيلات حمدين صباحي حول محاكمات العدالة الانتقالية التي تؤكد مصداقية (اليوم السابع) المهنية، وبعد تأكدنا من وصولها إلى القراء، قررنا رفع هذه التسجيلات ووقف الاشتباك مع حملة صباحي الانتخابية». ويأتي هذا الجدل بالتزامن مع دفعة قوية في مسار صباحي، بإعلان حزب التحالف الشعبي الاشتراكي دعمه في الانتخابات الرئاسية المقبلة. وقال الدكتور عبد الغفار شكر، رئيس الحزب إن قرار اللجنة المركزية للحزب بدعم المرشح الرئاسي صباحي، جاء عقب اجتماع مغلق لها لبحث تأييد صباحي أو السيسي، وانتهى بتأييد صباحي بنسبة 90 في المائة من الحضور. وأضاف شكر في تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط» قائلا: «إن دعم حزب التحالف الشعبي لصباحي هو جزء من رؤية استراتيجية لبناء تحالف واسع من قوى الثورة من أجل انتخابات مجلس النواب (المسمى الجديد لمجلس الشعب الذي بات الغرفة الوحيدة في البرلمان المصري)». وأشار شكر إلى أنه أيا كان الرئيس المقبل لا يمكن للثورة أن تكتمل وتحقق أهدافها إلا بانتخاب مجلس نواب يضم القوى الوطنية، لأن هزيمة تلك القوى على يد تحالف الإسلام السياسي أو فلول الحزب الوطني (الذي هيمن على الحياة السياسية طوال عهد الرئيس الأسبق حسني مبارك) يعني نهاية ثورة 25 يناير. وتابع شكر، وهو أيضا نائب رئيس المجلس القومي لحقوق الإنسان شبه الحكومي، أن حزبه من الأحزاب الفقيرة، مستبعدا أن يكون الدعم الموجه لصباحي ماديا، لكنه أكد مشاركة كوادر الحزب الموزعة على 23 محافظة في البلاد من أصل 27 محافظة في فعالياته الانتخابية، والاستعانة بهم كمندوبين في لجان الاقتراع يومي الانتخابات. وخلال المؤتمر الصحافي الذي عقده حزب التحالف الشعبي لإعلان موقفه في الانتخابات، قال صباحي إنه «إذا لم نصل بالثورة للسلطة بالميادين كما حدث بعد إسقاط رأسين للنظام، فإننا نستطيع الوصول بالصناديق، فالثورة التي لا تصل للسلطة ثورة منقوصة، وحزب التحالف كما كان شريكا في الثورة بالميادين قرر الآن المشاركة لوصول الثورة بالصناديق» وأضاف صباحي: «لن أسمح باستهداف أي مواطن سلمي مهما كان انتماؤه، ومن يحمل سلاحا في وجه الشعب المصري لن نتركه بالقانون، ولن أفرق في هذا الوطن بين المواطنين على أساس رأيهم ما دام سلميا، فلا إفلات من العقاب لمن أجرم ولا عقاب جماعيا لأحد». ومن جانبه، قال شكر خلال المؤتمر الصحافي المشترك إن «حرص صباحي على تحقيق الاستقلال الوطني، والتنمية المستدامة، والديمقراطية، والفصل بين العمل الدعوي والسياسي، هي أهم أسباب دعم الحزب له، مشيرا إلى أن حزبه يؤيد صباحي لأنه يريد انتخابات تنافسية نزيهة لا تؤدي إلى عودة الشمولية». وكان حزب الدستور الذي أسسه الدكتور محمد البرادعي النائب السابق للرئيس المصري، قد أعلن قبل أيام دعمه لصباحي، قبل أيام من تقديم المرشح الرئاسي المحتمل أوراق ترشحه إلى اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية. وأعلنت اللجنة العليا للرئاسة قبل نحو أسبوع قائمة مبدئية للمرشحين ضمت متنافسين اثنين هما صباحي والمشير السيسي. ومن المقرر أن تعلن اللجنة 2 مايو (أيار) المقبل القائمة النهائية لمرشحي الرئاسة. وفي غضون ذلك، استقبل المشير السيسي، أمس وفدا من الرياضيين يضم عددا من رؤساء الأندية والنقاد الرياضيين، ونجوم الألعاب الجماعية والفردية، وممثلين عن الإعلام الرياضي، وأبطال أولمبيين، ومهتمين بالشأن الرياضي في مصر. وقالت الحملة الانتخابية الرسمية للسيسي، في صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، إن الزيارة تأتي في إطار حرص المشير على الاهتمام بالتواصل مع شرائح المجتمع. وأشارت الحملة إلى أن السيسي استمع إلى رؤيتهم حول مستقبل الرياضة في البلاد خلال الفترة المقبلة، ودورها في بناء شباب قادر على مواجهة الصعاب والتحديات، التي تواجه الوطن. وذكرت الحملة أن اللقاء حضره أكثر من 60 شخصية من الرياضيين «الذين أعربوا عن بالغ تقديرهم للمشير السيسي، وشكروا دعوته لهم وحرصه على الاهتمام بقضايا الرياضة في مصر» بحسب بيان أصدرته حملة المشير.