المؤتمر الصحفي لـ(وزارة الداخلية) الذي احتضنه الأسبوع الماضي، حَـمَـلَ الإعلانَ عن تفاصيل تَفْـتِـيْــت بعض المجموعات الإرهابية، وإحباط العديد من عملياتها الإجرامية؛ ذلك المؤتمر أراه قد أكّد على ما هو ثابِـت وأكِيـد، ومن ذلك:* (لا جَـدِيْد) فشجاعــة وتضحيات رجال أَمْـنِـنَـا، وكفاءتهم وقدرتهم - بعد توفيق الله تعالى - على الوصول للخلايا الإرهابية النائمة في جحورها، وحماية الـوطن من مخططاتها أصبح مَـفخَـرة ومدرسة تُـفِـيـد منها كُبْـرَيَـات الدول حَول العَالَم.* (لا جَدِيْد) فالجماعات الإرهابية (داعِـش وأخواتها) ما زالت تستهدف (المملكة العربية السعودية) قِـبْـلَـة المسلمين، وبــلاد الحرمين الشريفين، بينما الواقع يشهد بأن (إسـرائيل، وإيَـران) دائماً بعيدة عن نظر وأيدي تلك الجَمَـاعَات؛ وهنا لا يكفي حضور كُلّ علامات الاستفهام (؟؟؟).* (لا جَدِيْد)؛ فرغم أنّ زَبَانِـيَة الإرهاب (الذين يرفعون بزعمهم راية الإسلام) يَـقتلون الأبرياء من المسلمين وغيرهم، ويستهدفون المساجد، بل الحَرم النبوي الشّريف، ومع أنهم يَـنحـرون حتى أتباعهم، ويمثلون بِجُـثّـثِهم إلا أنهم لايَـزالون قَـادرين على استقطاب الأتباع مِــن شَـبَابِـنَا، وهـذا يـسـتـدعي جميع علامات الـتَّـعَجـب (!!!!).* (لا جَدِيْد)؛ فكل الجهود الفكرية التي بُـذلت وتبذل لترسيخ الأمن الفكري، وتحصين الشباب من الأيدلوجيات المنحرفة - مع تقديرها - لم تستطع منع الأدوات والوسـائل التي بها يَـسْـتَدْرِج (دعَـاة الإرهَــاب) مُـرِيْـدِيْـهِــم من أبنائنا، ومن ثَـمّ الاستيلاء على عقولهم وقلوبهم، وجَعْـلِ أجسادِهم قنابلَ تُـمَـزّق حتى أهليهم.!* (لا جَدِيْد)؛ فالجهود الأمنية في حربها على (الإرهَـاب) ناجحة - ولله الحمد - بامتياز، أما (الفكرية) فعليها أن تتخلى عن التنظير ورداء الـوَعْــظ، وَصَــفّ التوصيات المنمقة بالمؤتمرات والندوات، عليها أن تعمل بصدق وبلغة الحِـوار المباشر لمعرفة احتياجات الشباب، وفتح ملفات معاناتهم بشفافية، وعليها أن تَـصِــل لتلك الثغرات التي يَـتَـسَـلّـل منها (فِــكْـر الإرهاب) إليهم، وبالتالي معالجتها ببرامج تطبيقية عـصـريّــة.* صدقوني إذا فعـلنا ذلك، وتضافرت الجهود والمبادرات، وتكاملت دينياً وتربوياً وثقافياً واجتماعياً وإعلامياً؛ فحينها سيأتي الجَديـد والـمُـفِـيـد، ومنابع الإرهاب سَـتَجِفّ بالتأكـيد.