لعلها مأساة كل التلفزيونات الرسمية، ولا تقتصر على التلفزيون السعودي فحسب، فهي تتبنى وجهة النظر الرسمية وتلتزم التوازن والهدوء بعيدا عن التشويق والإثارة، وكانت النتيجة أن سحبت منها القنوات الخاصة والتجارية البساط، واختطفت منها المشاهدين وأقصتها عن المنافسة. ولكن هل يعد التلفزيون السعودي أو يعده القائمون عليه في دائرة المنافسة؟. قد تبدو إجابة السؤال: لا، على اعتبار أنه كغيره من الأجهزة الرسمية يباشر مهمة رسمية موكلة خصوصا في مجال الأخبار، لم تعد تغري المشاهد الذي أصبح أمام سيل كبير من المصادر المعلوماتية المختلفة. وزاد من الطين بلة، غياب التلفزيون السعودي عن عمقه المحلي، فلا تغطي أخباره الأحداث اليومية في المدن والمناطق باستثناء أخبار المطر والأحوال الجوية، وهذه مساحة مهمة تركت لبقية القنوات للتحرك فيها، وبالتالي سحب المشاهد بسهولة. وقد تبدو الإجابة أحيانا: نعم، فهو التلفزيون صاحب الميزانية الضخمة وما زال يحضر منافسا في الأعمال الدرامية الرمضانية، ودخل مؤخرا على خط برامج المسابقات والتصويت من خلال البرنامجين الجديدين "ماستر شيف العرب" و"نجم الكوميديا" لعله يستعيد عددا من مشاهديه. وحين احتفلت قبل أيام هيئة الإذاعة والتلفزيون بمرور 50 عاما على بث التلفزيون السعودي، قدمت مسيرته المؤثرة طيلة تلك الأعوام، وكيف أنه شارك في صناعة تاريخ البلاد وإنسانها، لكنها لم تقدم أي فكرة عن ما سيقدمه التلفزيون السعودي في سنواته المقبلة.