زار وفد من مجلس الأمن الدولي اليوم الأحد منطقة تجميع الأسلحة التي سلمتها القوات المسلحة الثورية الكولومبية (فارك) بمنطقة ميتا الإدارية وسط البلاد، في خطوة جديدة لتثبيت اتفاقية السلام بـ كولومبيا. ويتألف الوفد الذي زار منطقة "لا ريفورما" لتجميع السلاح من ممثلي الدول الأعضاء بمجلس الأمن، ورئيس البعثة الأممية لكولومبيا جان آرنو، ووزيرة الخارجية ماريا أنجيلا هولغوين، ويشارك بالمقابل من طرف "فارك" كبير مفاوضي الحركة إفان ماركيز. وأعرب الممثل الدائم لـ أورغواي بمجلس الأمن -والذي تتولى بلاده حاليا رئاسة المجلس في مايو/أيار الجاري- عن ترحيبه الكبير لكونهم من بين الشهود على مسيرة سلام كولومبيا التي حولت الأطراف المشاركة فيها "الأحلام إلى حقيقة". ويوم 4 من الجاري، التقى وفد الأمم المتحدة الرئيس الكولومبي خوان مانويل سانتوس بالقصر الرئاسي بالعاصمة بوغوتا، بالإضافة إلى لقائه منظمات المجتمع المدني المحلية والمؤسسات المعنية بتطبيق اتفاق السلام بين "فارك" والحكومة. اتفاق سلام معدّلووقّع المفاوضون الممثلون لقوات "فارك" اتفاق سلام معدّل مع الحكومة يوم 24 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، لوضع نهاية للصراع المسلح. وبموجب الاتفاق، بدأ المتمردون من مختلف أنحاء البلاد في فبراير/شباط الماضي التوجه نحو نقاط تسليم السلاح، في عملية من المفترض أن تكتمل بحلول يونيو/حزيران المقبل. ويعود الصراع لعام 1950، عندما هرب العديد من الثوار الليبراليين والشيوعيين من هجمات العسكريين التابعين للسلطات الحكومية إلى المناطق الشرقية غير المأهولة، وأعلنوا إقامة دولة مستقلة بعيدا عما أسموه "ظلم الطبقة الحاكمة البرجوازية". وعام 1966، أعلنت قوات "فارك" عن نفسها رسميا، واستمرت مواجهاتها المسلحة مع الجيش الحكومي حتى توقيع اتفاق وقف النار مؤخرا. وأسفر الصراع المسلح بين الجانبين عن مقتل ثلاثمئة ألف شخص وتشريد نحو 6.5 ملايين مواطن، وفق تقديرات رسمية.