مع اتساع مساحة المناطق التي تشهد كوارث طبيعية أو نزاعات مسلحة أو مجاعات شديدة وزيادة عدد اللاجئين والنازحين والمنكوبين في العالم، كان لابد من تضافر جهود الجمعيات الإنسانية والخيرية لإغاثة أكبر قدر ممكن من هؤلاء المحتاجين والحد من معاناتهم. وكانت الجمعيات الإنسانية والخيرية الخليجية في مقدمة الجمعيات التي ساهمت في تقديم العون والمساعدة لملايين المنكوبين بفضل توجيهات قيادات بلادها والحملات الشعبية فيها خاصة في الدول العربية التي شهدت صراعات مأساوية مازالت آثارها باقية حتى الآن. تنسيق وتعاون ولعل التعاون والتنسيق الدائمين في هذا المجال بين جمعيتي الهلال الاحمر الكويتي والقطري، خير مثال على التعاون بين الجمعيات الإنسانية الخليجية لإغاثة المنكوبين وتقديم المساعدات المتنوعة للاجئين والنازحين خاصة في الداخل السوري ودول جوار سوريا. وفي هذا الصدد أشاد الأمين العام للهلال الأحمر القطري علي الحمادي بالتعاون الدائم بين الجمعيتين، إذ تعد الجمعية الكويتية أبرز شركاء الهلال القطري خليجيا ودوليا في العديد من المشاريع الإغاثية. واضاف أنه «في خضم الأزمة الإنسانية، التي كان يعانيها السوريون في مدينة حلب المنكوبة على سبيل المثال، توافقت أفكار وإرادة المسؤولين في الهلالين القطري والكويتي للتدخل الفوري لإغاثة الشعب السوري الشقيق تحت مظلة الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي، وتم إدخال قوافل من المساعدات المتنوعة وتشغيل عيادات طبية متنقلة». عطاءات مشهودة ولفت الحمادي إلى تعاون الجانبين في لبنان لتأهيل مخيمات اللاجئين السوريين بالعوازل الحرارية، إذ نجحا حتى الآن في توفير الدفء لأكثر من 12 ألف لاجئ سوري في البقاعين الأوسط والغربي، فيما سيتم تركيب ألواح العزل الحراري داخل أكثر من ألفي خيمة لجوء هشة. وعن تقييمه لعطاء الكويت في مجال العمل الإنساني قال الحمادي: إن «تاريخ الكويت وإسهاماتها الجليلة في المجال الخيري والإنساني جلية وواضحة في كل مكان، ويشهد بها القاصي والداني سواء من العاملين في المجال الإنساني أو من المنكوبين الذين نالتهم قطرات من فيض المساعدات الإنسانية الكويتية». (كونا) الكويت نموذج إنساني اعتبر الحمادي أن تكريم الأمم المتحدة للكويت بإعلانها «مركزا للعمل الإنساني» وإطلاق لقب «قائد للعمل الإنساني» على سمو أمير البلاد، خير دليل على دور الكويت في العمل الإنساني وعدم تأخرها عن مساعدة أي دولة منكوبة أو الوقوف إلى جانب أي شعب يتعرض لأزمة أو دعم مختلف المنظمات الإنسانية الدولية. وأوضح أن ما تبذله الكويت من جهد محترم ومنظم لخدمة الإنسان في كل مكان، يجسد بحق المثل العليا والسامية التي تؤمن بها الكويت عبر مسيرتها في العطاء وإغاثة المحتاج.