التوعية الأمنية ودورها في مواجهة التطرف والإنحراف بقلم الكاتبة فوزية بنت حنوني الجابري في ظل الإنفجار الإعلامي العالمي وثورة برامج التواصل الإجتماعي وأمام السيل الهادر من الرسائل السلبية المعادية للدين والوطن كان لزاما على الأجهزة الأمنية سرعة التجاوب مع معطيات العصر والتفاعل مع الأحداث بما يضمن التصدي لهذه الهجمات الشرسة المغرضة بكل قوة وإقتدار وحجة وبيان وعدم السماح لها بالتغلغل في فكر أبنائنا وبناتنا وتلويثه بلوثة التطرف والإنحراف والشذوذ والذي ينعكس سلبا وبشكل خطر على أمن الوطن واستقراره ونمائه وازدهاره . ولاشك أن التصدي لهذه الهجمات المغرضة الشرسة لا يمكن أن يتم إلا بالسعي الحثيث الجاد والمستمر لتطوير سبل وآليات وطرق الإرتقاء بالدور التوعوي الأمني لمختلف مؤسسات المجتمع بشتى أطيافها ولعل من أهم تلك الأدوار الدور الذي تضطلع به إدارات الأمن العام وماتمليه عليها متطلبات العصر من ضرورة التوسع في استحداث الكادر الأمني المتفرغ لهذه المهام من الجنسين للإشراف على سير أداء هذه العملية التوعوية في مختلف مؤسسات الدولة التربوية والإرشادية والإجتماعية وعقد الشراكات التعاونية المستديمة معها لتصميم و تنفيذ هذه البرامج والمتابعة والتنسيق وتشجيع أدائها على الوجه الأمثل . فلعل ذلك أن يكون رافد قوى من روافد إرساء دعائم الأمن الفكري وغرس جذوره في ثقافة وواقع أبنائنا وبناتنا والقيام بشئ من واجبنا تجاه هذا الجانب الحيوي المهم الذي يمس حياة كل فرد من أفراد الوطن بل إن تأثيره يمتد ويبسط نفوذه خارج الوطن فبلادنا المقدسة هي قبلة المسلمين في كل بقاع الأرض ومهوى أفئتدهم وأمنها واستقرارها يهمهم جميعا ويعني لهم الكثير .