فتحت القوات العراقية فجر أمس الخميس (4 مايو/ أيار 2017) جبهة جديدة شمال غرب مدينة الموصل التي تخوض معارك ضارية منذ ستة أشهر لاستعادتها من تنظيم «داعش». ويضيق الهجوم الجديد الحصار على الإرهابيين في وسط المدينة القديمة حيث يتحصن الإرهابيون ويستخدمون عدداً كبيراً من المدنيين دروعاً بشرية. وقال المتحدث باسم قيادة العمليات المشتركة، العميد يحيى رسول في تصريح متلفز «اليوم انطلقت العمليات باتجاه المناطق الشمالية للجانب الغربي لمدينة الموصل». وأضاف «التقدم كبير لقوات الفرقة المدرعة التاسعة كما هناك مشاركة للطيران العراقي وضربات موفقة لطائرات القوة الجوية استهدفت مقرات قيادة وسيطرة وتجمعات قتل فيها العشرات من التنظيم الإرهابي». وأشار رسول إلى أن «الساعات القادمة فيها انتصارات ستكون بها بشرى نزفها للشعب العراقي». وجاء في بيان لقيادة العمليات المشتركة «على بركة الله بالساعة السادسة (03،00 ت غ)، شرعت قطع الجيش المتمثلة من الفرقة التاسعة المدرعة واللواء الثالث والسبعون من الفرقة 15 وقوات الشرطة الاتحادية المتمثلة بقوات الرد السريع باقتحام شمال الساحل الأيمن لمناطق مشيرفة والكنيسة والهرمات». ويأتي فتح الجبهة الجديدة بعد أن تباطأت العمليات من المحور الجنوبي لدى بلوغها المدينة القديمة التي تضم شوارع ضيقة جداً ومباني متلاصقة لا يمكن للآليات العسكرية المرور عبرها. وأضاف بيان القيادة «الآن أبناؤكم يخوضون المعارك في دك تحصينات العدو وتدمير قدراته، وهم مستبشرون فرحون: إما النصر أو الشهادة، من أجل تحرير ما تبقى من مدينة الموصل من براثن الإرهابيين الدواعش». وقال قائد الشرطة الاتحادية، الفريق رائد شاكر جودت في بيان «تتقدم قطع الرد السريع والفرقة الآلية من الشرطة الاتحادية من المحور الشمال الغربي في منطقة احليلة باتجاه الهرمات وتحرر قرية حسونة ومعمل غاز نينوى». ومن شأن استعادة كامل مدينة الموصل التي أعلن منها زعيم تنظيم «داعش» ابو بكر البغدادي «الخلافة» قبل نحو ثلاث سنوات، أن توجه ضربة قاسية إلى التنظيم الإرهابي في العراق. وتخوض القوات العراقية معارك شرسة في غرب الموصل حيث يرجح وجود بضع مئات من الإرهابيين، فيما لا يزال مئات الآلاف من المدنيين محاصرين في هذا الجانب من المدينة. وكشف وزير الهجرة والمهجرين جاسم محمد الجاف الاثنين أن اعداد النازحين بلغت 600 ألف منذ انطلاق عمليات «تحرير نينوى» عاد 133 ألفاً منهم إلى مناطقهم بعد انسحاب الإرهابيين منها. وقال الوزير في بيان «إن العدد المتبقي من النازحين في المخيمات منذ انطلاق عمليات تحرير نينوى وصل إلى 467 ألف نازح، بينهم 425 ألفاً نزحوا منذ بدء عمليات تحرير الجانب الغربي من الموصل»، مشيراً إلى أن 42 ألف نازح فقط لم يعودوا إلى منازلهم في الشطر الشرقي. ويعد الجانب الغربي أصغر مساحة من الجانب الشرقي من الموصل لكنه أكثر اكتظاظاً. ومن شأن استعادة الأحياء الشمالية تضييق الخناق بشكل كبير على الإرهابيين في المنطقة القديمة، وستجعل، إذا تحققت، المنطقة بحكم الساقطة عسكرياً.