×
محافظة المنطقة الشرقية

«مدينة أبوظبي» تطلع «أم القيوين» على تجربتها للتميز المؤسسي

صورة الخبر

مزرعة تشرين (سوريا) (أ ف ب) - على طول ساتر ترابي في قرية صغيرة شمال مدينة الرقة، تنتشر على الارض اقمشة سوداء اللون ليست سوى عبارة عن براقع وعباءات رمتها النساء الفارات من حكم تنظيم الدولة الاسلامية. في قرية مزرعة تشرين على بعد نحو 17 كيلومترا شمال مدينة الرقة، ينتشر مقاتلو ومقاتلات قوات سوريا الديموقراطية في نقطة تبعد كيلومترا واحدا فقط عن مناطق سيطرة الجهاديين على هذه الجبهة المحتدمة. ويروي عناصر من قوات سوريا الديموقراطية (تحالف فصائل عربية وكردية) في المكان رؤيتهم لنساء نزحنّ من مناطق سيطرة تنظيم الدولة الاسلامية يرمين فور وصولهنّ الى أوّل حاجز لتلك القوات نقابهن ولباسهن الاسود لتظهر من تحته العباءات الملونة. ويقول عنصر قوات سوريا الديموقراطية لوكالة فرانس برس في المكان "غالبية النساء يرمين العباءات والبراقع فور وصولهن الينا، وبعضهن يدوس عليها، فهنّ يشعرن اخيرا بالأمان وبتخلصهنّ من داعش". وبدأت قوات سوريا الديموقراطية بدعم من التحالف الدولي في الخامس من تشرين الثاني/نوفمبر معركة لاستعادة الرقة، وتقدمت في قرى وبلدات عدة في المحافظة. ومنذ بدء المعركة، فرّ آلاف المدنيين من المدينة وجوارها مجازفين بحياتهم. في قرية كبش الشرقي المجاورة لمزرعة تشرين، يقول أحمد، وهو شاب في الثلاثينات من العمر وصل قبل يومين بعد فراره من مدينة الرقة، "غالبية المدنيين يريدون الفرار من الرقة، لكن عناصر داعش يمنعونهم، ويتخذون منهم دروعاً بشرية لحماية أنفسهم". ويضيف "عندما هربنا قبل يومين، كنا مجموعة وقتل داعش منا اثنين قنصاً". - "انتحاريون وانغماسيون" - وينتشر مقاتلو ومقاتلات قوات سوريا الديموقراطية في مزرعة تشرين على طول خط التماس، يضعون السواتر الترابية فوق بعضها لحماية انفسهم من سيارات مفخخة قد يرسلها الجهاديون، ومن قناصة التنظيم المتطرف. وشاهد مراسل وكالة فرانس برس مقاتلين يعملون على ردم نفق حفره الجهاديون. ويشرح أحدهم "كان التنظيم يستخدم النفق لنقل المؤن والذخيرة لتفادي قصف طائرات التحالف الدولي". وفي مناطق متفرقة على طول خط الجبهة، من الممكن رؤية جثث قتلى التنظيم مرمية على الارض، وسيارات مدمرة على جوانب الطرق تشير الى المعارك التي شهدتها المنطقة. ويقول أحد عناصر قوات سوريا الديموقراطية "فقد مقاتلو التنظيم الى حد كبير القدرة على الدفاع"، مضيفا "لم تكن المعركة قاسية كثيراً". ويوضح "استطاعت طائرات التحالف القضاء على معظم عناصر التنظيم المتواجدين في هذه القرى، وآخرون تم قتلهم أثناء عمليات التمشيط". وأثناء تواجد فريق فرانس برس في قرية الحزيمة المجاورة، هبت عاصفة غبارية كبيرة أدت الى انعدام تام بالرؤية. وطلب عناصر قوات سوريا الديموقراطية من الصحافيين ان يعودوا أدراجهم خوفا من استغلال الجهاديين للعاصفة لتنفيذ هجوم. وقال احد المقاتلين "نتخد تدابير دفاعية دائماً مع كل موجة مطر أو غبار، لأنهم عادة يهاجمون مواقعنا في تلك الظروف، ان بالانتحاريين او الانغماسيين". - "لن تكون الا لأبنائها" - وتمكنت قوات سوريا الديموقراطية منذ بدء "حملة غضب الفرات" من قطع طرق إمداد للجهاديين الى المدينة من الجهات الشمالية والغربية والشرقية. وسيطرت خلال الايام الماضية على قرى عدة بينها مزرعة تشرين وكبش وحزيمة في اطار المرحلة الرابعة الهادفة الى طرد الجهاديين من ريف الرقة الشمالي. وباتت تبعد حاليا نحو 16 كيلومترا عن الرقة من الجهة الشمالية. ويقول المتحدث باسم قوات سوريا الديموقراطية طلال سلو ان العمل مستمر من اجل التوصل الى تطويق كامل لمدينة الرقة، بعدها تبدأ المرحلة النهائية من الحملة العسكرية. وقال "كلما اقتربت قواتنا من مدينة الرقة، كلما ازداد عدد المستشارين والعسكريين من قوات التحالف". وتنشر الولايات المتحدة حوالى 900 عنصر في سوريا لمساندة قوات سوريا الديموقراطية. ويقول القيادي في حملة "غضب الفرات" أحمد الحسن لفرانس برس "قاربت المرحلة الرابعة على تحقيق اهدافها". ويشير الى ان "التحالف زوّد قيادة قوات سوريا الديموقراطية بأسلحة نوعية كالمدافع والدبابات والصواريخ المضادة للدروع (...) بهدف تسريع وتيرة معارك الرقة، وطرد داعش من معقله الرئيسي في سوريا"، مشددا على ان قوات سوريا الديموقراطية "تملك العدد الكافي لخوض معركة الرقة، ربما اكثر من الحاجة ايضا". ويخلص الى القول "الرقة لن تكون إلا لأبنائها".ايهم المحمد © 2017 AFP