×
محافظة المنطقة الشرقية

من سيملأ فراغ داني ألفيس في برشلونة!

صورة الخبر

إبراهيم الملا (أبوظبي) من يستفيد من الآخر: الرواية أم الدراما التلفزيونية، وما حدود التلاقي والافتراق بين النص الإبداعي والشاشة، وكيف يمكن للسينما أن تخدم تجليات الكاتب، وكيف يمكن للمسلسل الدرامي أن يقلل من قيمة المحتوى الأدبي والأثر الجمالي للقصص والروايات؟ هذه الأسئلة وغيرها كانت محل نقاش في ندوة «الملتقى» بمعرض أبوظبي الدولي للكتاب، مساء أمس الأول، وشارك بها الروائي الكويتي إسماعيل فهد إسماعيل، والكاتب والروائي الإماراتي الدكتور حمد الحمادي. استهلّ إسماعيل فهد إسماعيل مداخلته برأي حاسم وقاطع، وهو أنه متى ما تحوّل الروائي إلى كاتب تلفزيوني، انتهى روائياً، وعلّل هذا الرأي بسيطرة المشهدية على الكتابة التلفزيونية، بينما الرواية شيء مختلف تماماً، ولا يمكن حصرها في القالب المشهدي فقط. وأضاف إسماعيل أنه مرّ بتجارب كثيرة فيما يخص الكتابة الروائية المستقلة، والكتابة الموجهة للتلفزيون، والأخرى للمسرح والإذاعة، والكتابة النقدية، واكتشف أن السينما هي الوسيط الأكثر كفاءة وقدرة على نقل الرواية إلى الشاشة بحمولاتها الجمالية والرمزية وتحولات شخوصها وأزمنتها، مع وجود شرط مهم، يتمثل في توفّر المخرج السينمائي الموهوب، القادر على تنفيذ النص الروائي بحرفية عالية وبوعي عميق يلامس أبعاد وتفاصيل الرواية، وأن لا يكون هذا المخرج متنازلاً عن خياراته الفنية لصالح شروط المنتج ولمقاييسه الربحية والجماهيرية، مضيفاً أن الكاتب عندما يشرع في نقل روايته إلى الصيغة السينمائية، فإن اشتغاله على سيناريو الفيلم سوف يغنيه إبداعياً ولن يفقره، على عكس ما يحدث مع السيناريو التلفزيوني، لأنه اشتغال قاحل وجاف ويخلو من الديناميكية السردية، ومن حيوية الرؤية والخيال. واعترف فهد إسماعيل بأن كتابته لسيناريوهات المسلسلات، كان مبعثها الحصول على مردود مادي لأن التلفزيونات تدفع كثيراً لكتاب الدراما، أما كتابته الروائية المستقلة، فهدفها شخصي بحت، وتحقق له المتعة الذاتية والإشباع الروحي. أما الروائي حمد الحمادي فقال إن روايته «ريتاج» التي تحولت إلى مسلسل تلفزيوني العام الماضي بعنوان: «خيانة وطن»، لم يخطط لتحويلها إلى عمل درامي، وأضاف الحمادي أنه بعيد عن أجواء الدراما التلفزيونية، ولم يشاهد أي مسلسل خلال السنوات العشر الماضية قبل إنتاج «خيانة وطن»، وأكد أنه لم يشترك في كتابة سيناريو العمل الذي تصدى له الكاتب المعروف إسماعيل عبدالله، وكان دوره فقط هو الإشراف. ونوّه الحمادي إلى أن الرواية ورغم تصديها لموضوعة حساسة تتعلق بجهاز الأمن وبخلية الإخوان المندسين بيننا، إلا أنه كان واثقاً من تفهم السلطات الأمنية لحيثيات الرواية، كونها جهة حكومية رسمية، تهدف لكشف الظواهر السلبية أمام القارئ، وتحذيره من المخاطر المحيطة بالمجتمع والصادرة من بعض الفئات الضالة والتخريبية. وقال الحمادي إن تحويل روايته إلى التلفزيون كان الهدف منه مخاطبة شريحة واسعة من المجتمع، وخصوصاً أولئك الذين لا يتابعون الأخبار المكتوبة أو الأفلام الوثائقية المتعلقة بأسرار ومخططات ومخاطر حركة «الإخوان المسلمين»، وبالتالي ساهم المسلسل ولأسباب تتعلق بتوقيت العرض في شهر رمضان، وبأسلوبه الإخراجي المشوّق، في الإقبال الكبير الذي حظي به العمل، ومن هنا كما أشار الحمادي فإن الصيغة الدرامية المرئية يمكن لها أن تخلق دعاية كبيرة للنص الروائي الأصلي وأن تضيف إليه، كما أن هناك أعمالاً تلفزيونية أخرى يمكن أن تسيء للنص الأصلي ولا تعطي الرواية الجيدة حقها من التميز الفني والتوهج الإبداعي. ‏‭