يعاني بعض من أهم المؤسسات الثقافية في بروكسل عاصمة الاتحاد الأوروبي، منذ سنوات من مظاهر إهمال مزمن تسبب بتشققات في الجدران وتسرب للمياه، في انعكاس للاختلالات في النظام السياسي البلجيكي.واعتمدت بلجيكا التي تعد 11 مليون نسمة، تدريجياً نظاماً فيدرالياً للتوفيق بين وجهات النظر المتباينة بين الأكثرية الناطقة بالهولندية في إقليم فلاندر (شمال، 60% من السكان) والأقلية الناطقة بالفرنسية في إقليم والونيا (جنوب) وبروكسل.هذه التركيبة السياسية الشديدة التعقيد والتي ولدت نتيجة تسويات كثيرة، توزع الصلاحيات بين نحو اثني عشر حكومة وجمعية برلمانية تواجه صعوبة في التنسيق بسبب تضارب المصالح. ويبلغ هذا التعقيد مستويات كبيرة لدرجة أن المسؤولين عن بعض أبرز منارات الثقافة في البلاد يشكون «تركهم لمصيرهم» من جانب السلطات العامة على المستويات كلها.وتقول المهندسة آن فان لو المديرة السابقة للجنة الملكية للمعالم والمواقع وهي هيئة مكلفة تقديم استشارات للحكومة، في مقابلة مع وكالة فرانس برس «الدولة البلجيكية لم تجعل من الثقافة إحدى أولوياتها. لا يمكننا القول إن هذا النقص في الاهتمام يأتي من العامة، بل على العكس. هذا الأمر مصدره الحقيقي صناع القرار والسياسيون الذين لا يهتمون على ما يبدو بالفنون».وفي بروكسل، تسبب المطر باختراق متكرر لسقف المتاحف الملكية للفنون الجميلة المدرجة على قائمة أكثر مئة متحف استقطاباً للزوار حول العالم.