في أقوى تهديد منذ اندلاع أزمة أوكرانيا، لوّح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف باستخدام القوة العسكرية إذا تعرضت مصالح بلاده في البلد الجار لهجوم، وقال: «الهجوم على مواطني روسيا هجوم على روسيا، وسنرد عليه مباشرة كما حصل في أوسيتيا الجنوبية (المنطقة الانفصالية في جورجيا التي دخلتها الدبابات الروسية عام 2008). لا أرى طريقة أخرى إلا الرد ضمن احترام القانون الدولي». وأسفرت الحرب الروسية – الجورجية عن فصل أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية عن جورجيا، وبررتها موسكو بتعرض مواطنين روس لهجوم من جورجيين. (للمزيد) تزامن ذلك مع إطلاق البحرية الروسية مناورات مفاجئة لأسطولها لمدة أسبوع في بحر قزوين، بمشاركة عشر سفن حربية و400 بحار، في مقابل وصول 150 عسكرياً من اللواء المجوقل 173 في الجيش الأميركي إلى بولندا، تنفيذاً لقرار واشنطن نشر 600 جندي لإجراء تدريبات في بولندا ودول البلطيق بهدف طمأنة حلفائها في شرق أوروبا القلقين من تحركات موسكو في أوكرانيا. وبعد ساعات على استئناف القوات الأوكرانية عملية «مكافحة إرهاب» ضد الانفصاليين الموالين لروسيا في الشرق، أعلنت السلطات «تحرير» مدينة سفياتوغيرسك التي تبعد نحو 20 كيلومتراً من سلافيانسك معقل الموالين للروس، من دون سقوط ضحايا. وعلّق لافروف على استئناف كييف العمليات في الشرق قائلاً: «لا سبب يمنعنا من تصديق عدم إدارة الأميركيين مباشرة هذا المشهد»، فيما تحدثت الخارجية الروسية عن «قاعدة جديدة واضحة في حملة كييف التي أطلقتها في 13 الشهر الجاري، بعد زيارة رئيس وكالة الاستخبارات الأميركية (سي آي إي) جون برينان، ثم استأنفتها بعد زيارة جو بايدن، نائب الرئيس الأميركي». واتهمت الوزارة أوكرانيا واميركا بـ «تشويه» اتفاق جنيف الذي أبرم الأسبوع الماضي بهدف نزع فتيل الأزمة، وقالت: «ما زالت موسكو تعتقد بأن الغرب جدّي في شأن السعي إلى السلام في أوكرانيا، لكن الحقائق تفيد عكس ذلك، إذ تصرّ كييف وواشنطن وحكومات أوروبية على نزع سلاح الأوكرانيين الذين يدافعون عن حقوقهم في جنوب شرقي البلاد» فيما يغضون النظر عن الاستفزازات المتواصلة لمقاتلي القوات اليمينية الراديكالية». إلى ذلك، أعلنت المجموعات الانفصالية في مدينة سلافيانسك شرق أوكرانيا أنها تحتجز الصحافي الأميركي سايمون أوستروفسكي المختفي منذ أيام. وقال فياتشيسلاف بونوماريوف الذي عينه الانفصاليون محافظاً للمدينة: «أوقف ناشطو لجان الدفاع الشعبي أوستروفسكي، الذي يحمل جنسية أميركية إسرائيلية مزدوجة بعدما جمع معلومات لمصلحة متطرفي القطاع الأيمن». إلى ذلك، اتهمت وزارة الداخلية الأوكرانية جهاز الاستخبارات الخارجية الروسي بقتل شخصين في بلدة سلافيانسك (شرق)، أحدهما النائب في المجلس المحلي للمدينة سيرغي ريباك الذي عثر على جثته مقطوعة الرأس، وكشف التحقيق تعرضه مع زميله للتعذيب قبل قتلهما. وأشارت الوزارة إلى أن التحقيق الأولي أظهر اعتقال مجموعة عمليات خاصة تابعة للجهاز الروسي الرجلين، وتعذيبهما لأيام قبل قتلهما. أوكرانياروسياموسكو