أقف كثيرًا عند حسن تعامل رسولنا الكريم مع المرأة في المجتمع ومع زوجاته في بيته، وأتذكر كذلك في العصر الجاهلي وفي جزيرة العرب، من قال عنه رسولنا الكريم محمد صلوات ربي وسلامه عليه عندما سأل بعض الصحابة عنه "استغفروا الله له فأنه يبعث يوم القيامة أمة وحده" وقد مات في الجاهلية ألا هو "زيد بن عمرو بن نفيل العدوي القرشي" ذلك الرجل الذي اهتم بشأن المرأة قبل ظهور الإسلام. فالإسلام الحنيف لم يترك لأتباعه مجالاً فيه نفع إلا دلهم عليه ولا مجالا فيه ضرر إلا حذرهم منه، ولو تتبعنا ذلك في آيات القرآن الكريم والسنة المطهرة لوجدنا الكثير من الأمثلة، ومنها تعامل الناس بعضهم مع بعض من أجل أن يعمر الكون، ولأن قوام الكون الذكر والأنثى ولكي يسود التآلف بينهما لفائدة الطرفين خاصة والمجتمع عامة فقد وجه الإسلام إلى ضرورة الاهتمام بالمرأة شريكة الرجل في كل شيء وأولها عبادة الله تعالى، وقد أكدت تعاليم الإسلام ذلك من أجل أن نوجد نساء صالحات قد نالت كل واحدة منهن حقها الطبيعي بمفردها ثم ضمن عموم المجتمع الذي تعيش فيه كي تؤدي ما عليها كفرد أولًا ثم ضمن مجموعة بنات جنسها مع شريكها الرجل في المجتمع، وليعلم من غفل أو تغافل عن حق المرأة إما بإفراط أو تفريط أنه بقدر ما تنصف المرأة وتعطيها حقوقها التي وهبها إياها الله تعالى، وبقدر ما تشعرها به من احترام وتقدير لأدوارها المختلفة في بيتها أو في المجتمع سوف تعطي، فالمرأة في كثير من الأحيان تؤدي أدوارًا مهمة ومختلفة ربما يعجز عنها بعض الرجال لما أهلها الله به من أجل أن تقوم بهذا الدور أو ذاك وعلى رأس هذه الأدوار دور الأمومة وما أعظمه من دور فإن قامت به خير قيام صلح المجتمع والعكس صحيح، ثم تأتي الأدوار الأخرى المختلفة. وهنا كلمة حق تقال عن اهتمام قيادتنا وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين وولي عهده وولي ولي العهد ومعظم قطاعات الدولة شرعية أو خدمية من الاهتمام بدور المرأة حيث نالت الكثير من حقوقها حسب شرع الله القويم، والقادم لها أفضل بإذن الله. أخيرًا، آمل ألا يفهم البعض أنني أريد أن تعطى المرأة أكثر مما أعطاها الله ورسوله وأن تسلم لها قيادة أمور في المجتمع ليس للمرأة علاقة بها إلا ما كان يخصها ويخص بنات جنسها وما تستطيع القيام به بشرط ألاّ يخالف شرع الله ولا يخرجها عن أنوثتها وحشمتها، ومن الجانب الآخر أريد أن يكون البعض منا رجالا مع النساء وليس ذكورًا فقط، والله المستعان.