عند الحديث عن الخطر لا يمكن تجزئة أسبابه وعوامله وطرق مواجهته وهزيمته عن بعضها البعض، في هذا السياق الفكري يمكننا إدراك مضامين كلمة سمو الأمير محمد بن نايف ولي العهد في كلمته التي افتتح بها الاجتماع المشترك لوزراء الداخلية والخارجية والدفاع في دول مجلس التعاون الخليجي، والتي تمثل خطاب رجل اتفق العالم على تسميته بـ(جنرال الحرب على الإرهاب). الأمير محمد دق ناقوس الخطر الأكبر الذي يواجه الدول وهو تهديد الوحدة الوطنية، مؤكداً أن التحدي الأكبر لأي دولة في عالمنا المعاصر هو المحافظة على هذه الوحدة بعيداً عن أي مؤثرات أو تهديدات داخلية أو خارجية، وهو الخطر الذي التهم دولاً بأكملها ومزق وحول أخرى إلى بحيرات دم كنتيجة طبيعية لانخفاض مستوى الولاء للوطن مقابل ارتفاع مستويات الولاء للشخصيات أو العرق أو المذهب. وكما اعتاد الجميع في أسلوب إدارة الشأن السعودي على الصعيدين الداخلي والخارجي فإن الحلول حاضرة، ومعها أدوات تحقيقها، وهو ما تمثل في نظرة السياسي المحنك والخبير الأمني عندما وصف متطلبات الوحدة الوطنية حيث أشار إلى أنها يجب أن تبدأ بإدارك كل فرد لواجباته تجاه وطنه وأمته، ويشترك الجميع من أجل تحقيقها في العمل على أمن واستقرار المجتمع في مواجهة المؤثرات السلبية والتوجهات الفكرية المنحرفة دفاعاً عن دينه وحماية لوطنه لدحر الأعداء وردع شرورهم. هذه الرسالة التي وجهتها المملكة تعكس حجم الإدراك والوعي بالأسباب التي ساهمت في انتشار الإرهاب بكافة صوره وأدواته، وفي مقدمتها الإخلال بالمفاهيم الوطنية، فمتى نجح منظرو الإرهاب في ضرب هذه المفاهيم، وخلط الأوراق فقد كسبوا في صفوف أتباعهم فرداً ليس سوى قنبلة موقوتة أو حزام ناسف تم تجهيزه لقتل وطن بأكمله.