في كل دول العالم ثمة منظمات ومؤسسات وجامعات ترصد المتغيرات الاجتماعية وتقدم مؤشرات على درجة عالية من الأهمية لا تلبث أن تصبح عناوين لرجال الاجتماع والمختصين في الشأن التعليمي. التغيرات التي حصلت في المملكة على مدى عقود وأسفرت عن منظومة قيم سالبة نتيجة لجملة من الهزات والتحولات في الفضاء الثقافي لم ترصد ولم تراجع!! ليتكون في فضائنا الاجتماعي لائحة قيم جديدة تقوم على أنقاض قيم منقرضة وتستطيع أن ترصد مؤشرات هذا التراجع بلا عناء من خلال ترسخ قيم بديلة كالاسترخاء وعدم احترام الوقت والإغراق في التسلية وعدم الجدية والسهر والمظهرية المفرطة والبذخ والاعتمادية على الغير وضعف قيم الكد والرغبة في الإثراء من أقصر الطرق وغيرها. في كل المجتمعات المعاصرة ثمة أمثلة حية على بعض القيم المتجذرة واللافتة، ففي المجتمع الهندي تقف قيمة «ضبط النفس» على رأس هرم القيم وهي ثابتة على مدى نصف قرن، وفي المجتمع الأمريكي تقف «الحرية» على رأس المنظومة ولها صفة الثبات في الثقافة والسلوك والتشريع العام، وفي المجتمع الكوري تقف قيمة «الانضباط» وحيدة بلا منافس، أما في المجتمع الياباني فهو «العمل الشاق» ولا غيره. طالما أن مؤسساتنا وجامعاتنا غائبة، وليس ثمة دراسات رصينة ترصد الثابت والمتغير في هذا المشهد، ورغم أن موضوع القيم مركب ومعقد، دعوني أقترح عليهم تخمين القيمة الأكثر رسوخا وثباتا في المجتمع السعودي؟.