×
محافظة مكة المكرمة

أمير مكة يشيد بجهود رجال الدفاع المدني في رنية وجدة

صورة الخبر

المكانة التي وصلت إليها دولة الإمارات العربية المتحدة على الصعيد الإنساني الدولي، وتقدمها الصفوف الأولى عالمياً في مساعدة الدول والشعوب المحتاجة، عبر مساعدات الإغاثة والتنمية، تجعلنا نتمسك بعدم التراجع عن هذا الإنجاز المستحق، الذي يترجم بصدق جانباً من أخلاق شعب الإمارات وقيادته الكريمة التي لا تدخر جهداً إلا وتبذله، ولا تترك طريقاً للخير إلا وتسلكه، وقد تربى الجميع في مدرسة النبل، والشهامة، والفروسية، والرجولة، بمعانيها الصادقة ومعلمها الأول حكيم العرب، رحمه الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه.والحقيقة أيضاً، أن الخدمات المطلوبة في المجال الصحي لا تخضع للمدرسة ذاتها، ولا تستمد عطاءها من روح تلك المبادئ الإنسانية التي تحتم توفير العلاج الصحي لكل مريض، فلم تتفاعل مظلة التأمين الصحي بعد، ولم تنشر أمنها وأمانها على الجميع، بما دفع الكثيرين من ذوي الدخل المتواضع إلى الرعب من فكرة التعرض لمرض، أو مكروه صحي، وهو أمر لا يطلبه أحد بطبيعة الحال. الكثيرون من أصحاب المهن الصغيرة والمتوسطة لا يستطيعون التأمين على عمالهم لتكلفته المرتفعة نسبياً مقارنة بدخولهم، والسلطات الصحية لم تلزم الجميع بعد بالتأمين، وإن كانت هناك قرارات فإنها غير مفعلة وتصطدم بعقبات ميدانية كثيرة. وزارة الصحة ووقاية المجتمع أمسكت بالعصا من وسطها، عندما لجأت إلى تبني مبادرة عيادات الخير استجابة لروح عام الخير الذي قرره صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وباتت تقدم خدماتها للمرضى عبر جميع عياداتها، بالتنسيق مع الجمعيات والهيئات الخيرية، فأجرت عمليات جراحية وقدمت الفحوص والعلاج لكثير من الأمراض، إلى جانب الاستشارات الطبية المجانية، وتعمل هذه العيادات 3 ساعات يومياً في الفترة المسائية وتقدم خدماتها الاستشارية المجانية للأطفال والبالغين في 20 تخصصاً طبياً. إذا كان القطاع الطبي الخاص - في معظمه - اختار أن يغلب الربحية النفعية على القناعة والإنسانية، فهذا شأن مؤسساته، لكن المؤسسات الطبية الحكومية لا تستطيع أن تكون كذلك، ولم يكن الهدف الربحي وارداً في قاموسها في أي يوم من الأيام، وخير الدولة يغطي الكرة الأرضية، ولا تقبل أن يعيش مريض على أرضها ولا يتلقى العلاج. بمزيد من التعاون والتنسيق والمبادرات الإنسانية الراقية، سيجد كل إنسان على هذه الأرض الطيبة حاجته الضرورية، ويحقق سعادته المشروعة التي تمنحها له القوانين، وسيواصل عطاءه على أرض الأحلام بالحب والتسامح والحرص على الآخر، ويأخذ من النبع نفسه الذي يغدق بالخير والسعادة على الجميع. عيادات الخير مبادرة إنسانية رائعة تستحق الدراسة والتعميم ليستفيد منها كل محتاج. هشام صافي