رئيس الحكومة التونسية يوسف الشاهد الخميس بزيارة إلى مركز محافظة تطاوين (جنوب)، حيث أعلن وسط أجواء مشحونة عن إجراءات لفائدة هذه المحافظة الصحراوية الحدودية مع ليبيا والجزائر، التي تشهد منذ أسابيع احتجاجات للمطالبة بالتنمية. واستقبلت مدينة تطاوين رئيس الحكومة الذي رافقه نحو 10 من وزرائه بينهم وزراء الطاقة والتشغيل والاستثمار، بإضراب عام. وأعلن الشاهد في خطاب ألقاه بمقر المحافظة وحضره مسؤولون وعدد من مواطني المنطقة حزمة إجراءات ومشاريع قال إنها ستوفر "حوالي 2000 موطن شغل بشكل شبه فوري" في هذه المحافظة حيث نسب البطالة من بين الأعلى في تونس. وتطاوين محافظة منتجة للبترول وصحراؤها غنية بالمواد الإنشائية، وفق السلطات. وأقر الشاهد بأن سكان تطاوين لا يستفيدون "بالحجم الكافي" من "مواطن الشغل التي يتم بعثها في اطار النشاط النفطي". ومنذ 23 أبريل/نيسان يعطل مئات المعتصمين عبور الشاحنات والسيارات إلى حقول النفط في تطاوين، وفق علاء الدين الونيسي أحد المتحدثين باسم المعتصمين. ونصب المعتصمون خياما في منطقة "الكامور" التي تمثل نقطة عبور الشاحنات الرئيسية نحو حقول البترول. وبحسب الونيسي، يطالب المعتصمون بتخصيص نحو 70 بالمئة من الوظائف بالشركات البترولية في تطاوين لسكان المحافظة و20 بالمئة من عائدات النفط لتنمية المنطقة. وفي خطابه بمقر المحافظة، أعرب يوسف الشاهد عن تفهمه لمشاعر "الضيم" التي يحس بها سكان تطاوين التي يقطنها نحو 150 ألف نسمة وتبلغ نسب البطالة فيها نحو 26 بالمئة، وفق آخر تعداد للسكان أجري سنة 2014. وحاليا يبلغ المعدل العام للبطالة في تونس 15.5 بالمئة. وأعرب مواطنون حضروا خطاب الشاهد عن عدم رضاهم عن الاجراءات التي أعلنها ولوحوا بـ"التصعيد". "نصيبنا من البترول" وقال مواطن متوجها بالخطاب إلى رئيس الحكومة "نصيب تطاوين من البترول لم يأت. لماذا لا نأخذ حقنا من البترول.. التنمية منعدمة في تطاوين". وأضافت امرأة "شبابنا إما يموت مهاجرا بحرا قبل بلوغه الضفة الشمالية للمتوسط أو يحرق نفسه بالبنزين" في اشارة إلى حالات الانتحار حرقا التي برزت في تونس خلال السنوات الأخيرة. وندد مواطن غاضب بعدم إيفاء الحكومات المتعاقبة على تونس منذ ثورة 2011 التي أطاحت بنظام الرئيس الأسبق زين العابدين بن علي، بوعود التنمية. وقال "يجب محاسبة العصابة الحاكمة" قبل أن يردد أغلب الحاضرين "شغل، حرية، كرامة، وطنية" وهو أحد الشعارات الرئيسية للثورة التونسية. وقال وزير الشؤون الاجتماعية محمد الطرابلسي "نعم لقد كان الجو مشحونا، لكن يجب الاستماع إلى هؤلاء الناس. هم ينتظرون توفير وظائف للجميع في المؤسسات البترولية لكن هذا غير ممكن". وشهدت تطاوين إضرابا عاما في 11 ابريل/نيسان للمطالبة بالتنمية. والخميس كانت الأسواق والبنوك والمحلات التجارية مغلقة في المحافظة. وكانت بقايا اطارات مطاطية محترقة ببعض الطرقات التي أغلقها محتجون في الأيام الماضية، شاهدة على جانب من الاحتجاجات. وشهدت عدة مناطق بتونس في الفترة الأخيرة احتجاجات للمطالبة بالتنمية واستحداث وظائف، وسط اتهامات لأطراف سياسية منها الرئيس السابق منصف المرزوقي بتأجيج التوترات الاجتماعية.