فاليتا – أثار تجدد حملات الاعتقال في تركيا استياء أوروبا التي سبق أن انتقدت هذه السياسة التي تتبعها أنقرة منذ محاولة الانقلاب الفاشلة، حيث انتقدت والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل والأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ الإجراءات التعسفية الأخيرة التي طالت عددا كبيرا من الأتراك بتعلة الانتماء للداعية فتح الله غولن. وأعلنت المستشارة الألمانية انغيلا ميركل الخميس أن العلاقات بين الاتحاد الأوروبي وأنقرة "تأثرت بشكل كبير" بالتطورات السياسية الأخيرة في تركيا، وذلك غداة حملة توقيفات على نطاق واسع في تركيا. وقالت "العلاقة بين ألمانيا وتركيا وأيضا العلاقة بين الاتحاد الأوروبي وتركيا تأثرت بشكل كبير بالتطورات في الأسابيع الأخيرة"، في إشارة خصوصا إلى تبني إصلاح دستوري مثير للجدل يوسع صلاحيات الرئيس رجب طيب اردوغان والتوقيفات الأخيرة التي قامت بها السلطات التركية. وطالب ينس ستولتنبرغ تركيا الخميس بـ"احترام كامل لدولة القانون"، غداة عمليات توقيف جديدة جرت على نطاق واسع في صفوف مؤيدين مفترضين للداعية فتح الله غولن الذي تتهمه أنقرة بالوقوف وراء محاولة انقلاب فاشلة. وصرح ستولتنبرغ عند وصوله للمشاركة في اجتماع للاتحاد الأوروبي في مالطا "من المؤكد أن لتركيا الحق في الدفاع عن نفسها وفي ملاحقة المسؤولين عن محاولة الانقلاب الفاشلة، لكن ذلك يجب أن يتم في إطار الاحترام الكامل لدولة القانون". واعتقلت السلطات التركية الأربعاء حوالي 1120 شخصا يشتبه في انتمائهم إلى شبكة الداعية فتح الله غولن الذي تتهمه الحكومة بالوقوف رواء محاولة الانقلاب الفاشل في تموز/يوليو الماضي. وفي المجموع، صدرت مذكرات توقيف بحق أكثر من 3200 شخص وتحرك 8500 شرطي لاعتقالهم، وفق المصدر ذاته. من جهة ثانية، أوضحت الشرطة التركية في بيان على موقعها الإلكتروني أنه تم تعليق مهام أكثر من 9100 شرطي لسبب يتعلق بالأمن الوطني، إذ انه يشتبه في أنّ لهم صلة أو اتصال مع شبكة غولن. وتأتي هذه الحملة الأكبر في الأشهر الأخيرة، بعد عشرة أيام على فوز مثير للجدل لاردوغان في استفتاء على تعديل دستوري لتحويل النظام من برلماني إلى رئاسي. وشككت المعارضة في شرعية فوز اردوغان. وأكد ستولتنبرغ في مالطا حيث سيلتقي وزراء دفاع الاتحاد الأوروبي أن "تركيا حليف أساسي ولعدة أسباب، خصوصا بسبب وضعها الجغرافي الاستراتيجي كونها تقع على حدود العراق وسوريا مع كل الاضطرابات وأعمال العنف التي نشهدها، لكن أيضا قريبة من روسيا على البحر الأسود. وأضاف أن "تركيا شهدت عدة هجمات إرهابية. لم يشهد أي حليف آخر عددا مماثلا". وتركيا هي ثاني قوة عسكرية في حلف شمال الأطلسي بعد الولايات المتحدة.