صراحة واس : أطلق 29 باحثاً وباحثة من السعودية ومصر والجزائر والأردن والعراق والبحرين والمغرب وماليزيا اليوم جلسات المؤتمر العالمي الثاني لمكافحة الإرهاب (حلول فكرية ومراجعات عمليّة) الذي تنظّمه الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة ويستمر لمدة يومين , بحضور نخبة من المسؤولين والعلماء والمفكرين والإعلاميين، بهدف بناء إستراتيجية علمية برؤية إسلامية للمعالجة الفكرية للإرهاب من خلال التعرف على نقاط القوة والضعف وفرص النجاح والمخاطر المحيطة بكل مراجعة فكرية أو جهد دعوي أو رؤية أو آلية جديدة معززة لإعادة المنحرفين، ودرء الخطر عن المستقيمين، بما يحقق الانتقال بالمعالجات الفكرية من مرحلة التنظير إلى مرحلة التطبيق. وتخلل الجلسة الأولى التي رأسها معالي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبد الرحمن بن عبد العزيز السديس أبحاثاً ركّزت على المراجعة الفكرية حول قضايا مثل قضية الخلط بين الإرهاب والجهاد وقضية التشهير بالحكام، وتقويم فاعلية دور كل من المناهج الدراسية الجامعية والدراما العربية والأسرة والرعاية اللاحقة للمنحرفين في معالجة ظاهرة الإرهاب حيث قدّم الدكتور أحمد عبد الكريم شوكه الكبيسي من جامعة إب باليمن بحثاً بعنوان المراجعة الفكرية حول قضية الخلط بين الإرهاب والجهاد حدّد فيه مفهوم الجهاد الصَّحيح , مؤكداً ضرورة تسمية الأشياء بمسمّياتها الصَّحيحة والبُعد بها عن مجال التأويل الفاسد والتزييف اللفظي والتدليس البياني،والتنبيه على ما يترتب من تفريطٍ في حصر الجهاد على القتال فحسب من نتائج عكسيَّةٍ تؤدي إلى الإساءة للإسلام، وكشف زيغ المتخبطين والجاهلين من المتطرِّفين وفضح أباطيلهم ولاسيِّما وهم يستندون إلى تأويلات تعسفيَّة وأقاويل وشواهد ضعيفة وفتاوى عاطفية ومواقف نفسيَّة، والرّجوع بهم إلى أصالة ونقاوة هذا الدين الحنيف. واتَّبع الباحث من خلال طرحه المنهج الوصفي التحليلي بعد الاستقراء اللازم في التعرُّف على قضية الإرهاب ومحاولة إبراز مفاسده ومواطن ضعفه وخلله، كما حاول الخروج بتعريف واضح للجهاد وفق القرآن والسنَّة الصَّحيحة، مع التأكيد على نقاط التمايز بين قضية الإرهاب والجهاد من خلال الأدلة الشرعيَّة ومواطن القوَّة، فضلاً عن أثر الغلو التعسفي على التصوّرات الفكريَّة وجرأة التأويل الباطل. وقدّم الدكتور خالد بن مفلح آل حامد الأستاذ بالمعهد العالي للقضاء بحثاً بعنوان : المراجعة الفكرية لقضية التشهير بالحكَّام بيّن فيه مواطن القوة في المراجعة الفكرية لقضية التشهير بالحكام وحصرها في التأصيل الشرعي المبني على الكتاب والسنة، ومنهج السلف الصالح ووجود القدوة المعاصرة للأئمة الكبار، ووجود الطرق المتعددة والناجحة في إصلاح الأخطاء كما استعرض مواطن الضعف في هذه المراجعة من خلال الخلط بين النقد والتشهير، وبين المداهنة والمداراة وعدم إدراك فقه إنكار المنكر، وعدم التفريق بين المتشابه والمحكم من النصوص، وعدم القدرة على الموازنة بين المصالح والمفاسد. وأشار آل حامد إلى فرص النجاح الحقيقية لتلك المراجعة الفكرية كالتوعية الإعلامية المكثفة ببيان خطأ هذا المنهج، وإثبات فشل هذه الطريقة في قضايا الإصلاح باستقراء التاريخ الدال على فشلها وأنها كانت من أعظم وسائل الإفساد، واستغلال الأحداث المعاصرة في إثبات ذلك، وعرض تجربة المملكة في نشر العدل ورفع الظلم بالوسائل المشروعة سوى هذه الطريقة , موضحا أن من فرص النجاح بيان المنهج الصحيح من خلال الحوار ودحض الشبهات المتعلقة بذلك، وتفعيل الفتاوى ونصوص العلماء حولها، وتكثيف توعية الطلاب في جميع المراحل الدراسية من خلال تضمين المناهج الدراسية المنهج الشرعي في علاقة الحاكم بالمحكوم. وذكر الباحث المعوقات الداخلية والخارجية الحقيقية والمحتملة ومنها تقديم وسائل الإعلام لهذه الوسيلة على أنها من أهم وسائل الإصلاح، وثورة الاتصالات التي تسهم في نشر الشبهات والأكاذيب، إضافة إلى تقرير بعض الدعاة لهذه الطريقة والاستناد إلى بعض النصوص العامة أو المتشابه منها، ووجود الثقافة العامة عند الكثير من الناس أن الشجاعة والقوة تكون في إظهار المخالفة للحاكم، والتعتيم الإعلامي على المنهج الصحيح، وعدم الوضوح في الطرح لبعض القضايا،والجهل بالمنهج الشرعي في بيان أخطاء الولاة، والقدوة السيئة في تقرير منهج التشهير بالحكام. وألقى الدكتور رفعت محمود بهجات من جامعة جنوب الوادي بمصر بحثاً حول تقييم الكفاية الداخليَّة والكفاية الخارجية للمناهج الدراسيَّة الجامعيَّة باستخدام أسلوب مواطن الضعف والقوة والفرص والتهديدات، هدف فيه إلى فحص نوعية المناهج الدراسية الجامعية من زاوية الكفاية الداخلية ومعايير الجودة الأكاديمية المختلفة في مستوى التعليم والمعارف والمهارات والقيم وفعالية الأداء وقلة الإهدار، من خلال فحص العوامل الفاعلة في تحقيق الكفاية الداخلية للمنهج الدراسي كأهداف المنهج ومحتواه واستراتيجيات التعلم وأساليب التقويم. كما ركز البحث على الكفاية الخارجية للمنهج الدراسي الجامعي ومدى قدرته على مقابلة معايير الجودة التنموية ومساهمته في تعزيز الاتجاهات والقيم التي يغرسها في المواطن للواقع المعاصر والمتغير وللمستقبل و تقييم مدى أهمية الحاجات المختلفة للشباب التي ترتبط بالموضوعات العلمية والتكنولوجية من خلال تحليل مواطن الضعف والقوة والفرص والتهديدات المرتبطة بكل منها. ولخّص الباحث أهم الأدوار وأولويات العمل اللازمة للانتقال بالمنهج الدراسي الجامعي من مرحلة التنظير إلى مرحلة التطبيق من خلال تحديد أولويات العمل التي تقع داخل النظام التربوي (الجامعة)، وتحديد أولويات عمل أخرى تقع خارج النظام التربوي (المجتمع). وطرح الدكتور محمد زين العابدين رستم من جامعة السلطان المولى سليمان بالمغرب ورقة بعنوان : المعالجة الفكرية لظاهرة الإرهاب من خلال الدراما العربيَّة (دراسة تقويميَّة)،تناول فيها دور الإعلام ووسائله، ومنها الدراما، في تشكيل الوعي الجمعي في تلقي المعلومات والأفكار لدى الجمهور، وبيان دور الدراما في إيصال الفكر المعتدل،والمنهاج الوسطي إلى شريحة عريضة من المتلقين. كما شرح حدود المعالجة الفكرية المقدَّمة في بعض الأعمال الدرامية لمقاومة ظاهرة الإرهاب , مبينا مواطن القوة مقدما نظرة تقويمية للمراجعة الفكرية لظاهرة الإرهاب في الأعمال الدرامية موضحاً مواطن الضعف فيها، من خلال عرض تفاصيل المراجعة الفكرية، وذلك بالاعتماد على ذكر النماذج والأمثلة، و بيان أثر ذلك في مقاومة الفكر الإرهابي، واستطلاع رأي شرائح من المتلقين مع التركيز على فئة الشباب من سن 16-30 سنة حول مدى وجاهة الجهود المبذولة في العمل الدرامي لمقاومة الإرهاب. وقدّم رستم خلال طرحه مقترحات عملية لتلافي القصور في المقاربة الفكرية لظاهرة الإرهاب من خلال الدراما وذلك للمساهمة في تهيئة فرص النجاح وتكثيرها، والحد من المخاطر والمعوقات وتقليلها. وطرح الدكتور السعيد سليمان عواشرية من جامعة باتنة بالجزائر بحثاً بعنوان : دراسة تقويميَّة لمدى نجاح الإصلاح التربويّ الجزائريّ في تضمين كتب اللغة العربيَّة بأدب المواطنة (كتاب اللغة العربيَّة للسنة الرابعة إعدادي أنموذجًا)، بيّن فيه ما مرّت به الجزائر كالكثير من الدول العربية والإسلامية من هجمة غير مؤسسة من أفراد فقدوا الحكمة في تناول الأمور من خلال إشاعة فكر ضال متطرف منحرف، أدى إلى انتشار ظاهرة الإرهاب نتيجة توفر عوامل مساعدة من أهمها ضعف روح المواطنة لدى المواطنين. وأوضح أن المواطنة ليست تعريفاً بالهوية في البطاقة الشخصية، وإنما المواطنة هي الشعور بالانتماء الصادق المخلص للوطن والولاء له، وأن المسؤولية الكبرى تقع على عاتق المؤسسات التعليمية، من خلال مساقات متعددة أهمها ما تتضمنه محتويات كتب اللغة العربية من أجناس أدبية مختلفة، لما لها من دور في تنمية روح المواطنة لدى النشء. وحاول الباحث في دراسته الإجابة على أسئلة حول دور الأجناس الأدبيّة في تعزيز وتنمية روح المواطنة لدى المتعلم، وإلى أيّ مدى نجح الإصلاح التربوي الجزائري من الإفادة من محتوى مادة اللغة العربية في ذلك،وطرح مقترحات لتنمية المواطنة لدى تلاميذ التعليم الإعدادي خاصة والنشء عامة اعتماداً على مختلف أجناس الأدب، ومتطلبات ذلك في ظل تسليمنا بأن المواطنة كممارسة تبقى مهددة وهشة، والأدب العربي والإسلامي هش أيضاً، ومكانته في المجتمع (كمكون ثقافي)، وهما معاً (المواطنة والأدب)، مرتبطان بصيرورة المجتمع وسياقاته وسياساته العامة. وفي بحث للدكتورة أحلام محمود علي مطالقة من جامعة اليرموك حول آليَّات تأهيل الأسرة لتحقيق الأمن النفسي والفكري لدى الأبناء منهج مقترح، ناقشت الباحثة ضعف قدرة الأسرة على التعامل مع الجوانب النفسية والعقلية لأبنائها والاكتفاء بإشباع الحاجات الجسدية ظنًّا منها أن إشباعها كفيل بإيجاد شخصية متكاملة ممّا شكل شخصيات غير متوازنة سهلة الانقياد لأفكار متطرفة، مما يتطلب إعادة النظر في تأهيل الأسرة لتطوير قدرتها للتعامل مع هذه الجوانب. واستعرضت الباحثة آليات تأهيل الأسرة لتحقيق الأمن الفكري، وآلية تعزيز مبدأ الحوار والتشاور في ألأسرة وآلية تعزيز التفكير المستقلّ بدلاً من التقليد وفرض الرأي، وتعزيز التفكير الموضوعي بدلاً من التفكير التبريري , إضافة إلى آليات العملية لتأهيل الأسرة بعقد دورات تأهيلية إجبارية للمقبلين على الزواج، وإيجاد دليل تثقيفية للزوجين وللعاملين مع الأسر، وتوفير خط سريع ومجاني للاستشارات الأسرية، وتفعيل دور مؤسسات وجمعيات رعاية الأسرة. وحول الجهود المبذولة برعاية المنحرفين قدّم الدكتور عبد العزيز بن عبد الرحمن الهليل مدير إدارة المبادرات والبرامج بالإدارة العامة للأمن الفكري بوزارة الداخلية في ختام الجلسة الأولى بحثاً بعنوان تقويم جهود الرعاية اللاحقة للمنحرفين هدف فيه إلى التعرف على مواطن القوة والضعف وفرص النجاح والمخاطر (المعوقات) في واقع الرعاية اللاحقة للمنحرفين من الموقوفين أمنياً، وسعى لتحقيق أهدافه من خلال الإجابة على تساؤل الرئيس: ما واقع جهود الرعاية اللاحقة للمنحرفين من الموقوفين أمنياً، والأسئلة الفرعيّة التي تهدف إلى التعرّف على واقع مواطن القوة ومواطن الضعف وفرص النجاح والمخاطر في جهود الرعاية اللاحقة للمنحرفين من الموقوفين أمنياً. وفي الجلسة الثانية التي رأسها معالي الدكتور ساعد العرابي الحارثي مستشار سمو وزير الداخلية، ركزت أبحاث المشاركين فيها على مراجعة وتقويم عدد من البرامج الموجّهة لمعالجة الإرهاب في محاولة لتطوير تلك التجارب مثل التجربة الماليزية في هذا المجال، وتجربة المملكة في حملة السكينة لتعزيز الوسطية، وتقويم قواعد الاتفاقيات الدولية وإستراتيجية الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب، ودور الداعيات في وزارة الأوقاف، وأثر منهج التاريخ في المرحلة الثانوية والأنشطة اللاصفية في معالجة الظاهرة. وقداستعرض معالي الأستاذ الدكتور عبد الله بن محمد زين المستشار الديني لرئيس وزراء ماليزيا في بحثه الذي قدّمه في المؤتمر بعنوان منهج الوسطية في مواجهة الحركات والجماعات الإرهابيَّة خبرة ماليزيا تجربة بلاده في مواجهة الجماعات الإرهابية، حيث ابتدأ بحثه بذكر التغيُّر الذي طرأ على المجتمع الماليزي في القرن التاسع عشر الميلادي؛ حيث انقسم إلى مجتمع متعدد الأعراق والديانات، بعد أن أدخل الإنجليزُ الصينيين والهنود إلى ماليزيا للعمل في مناجم القصدير وحقول المطاط. وحول دخول الإرهاب إلى ماليزيا، بيَّن الباحث أنَّ الإسلامَ لا يروج للإرهاب لأنه دين يدعو للسلام والأمان. ولكن إذا شعر المسلمون بالظلم والاضطهاد فهم بالتأكيد سيثورون ويجاهدون لتحرير أنفسهم والدفاع عن حرماتهم كما يفعل أي شعب من شعوب العالم. وعرَّج على ذكر بعض الحوادث الإرهابيَّة التي حصلت في ماليزيا، وخلص إلى أنّ التعصب الشديد لمنظمة ما أو فرقة ما أو حتى لشخصٍ معيّنٍ، يتسبب في عرقلة التوازن العقلي والتفكير المنطقي،وضياع النضوج العلمي في التقدير والبحث. وأوضح الباحث أنَّ حكومة ماليزيا تعاملت مع الجماعات المتورطة في الإرهاب بتحفظ وحذر شديدين ونالت تأييدا ودعما واسعا من المسلمين وغيرهم من الشعب الماليزي. ولم تحتج ولم تلجأ إلى مساعدات خارجية أو تدخل أي جهة معينة لأنها كانت قادرة على حل هذه القضية بنفسها. وقال : إن تعامل ماليزيا مع الأعمال الإرهابية ليس فقط للقضاء عليها وعلى من قاموا بها , بل وضع الخطط لتصحيح مفاهيم وأفكار من لديهم ميول إرهابية لإزالة الغموض أو اللبس أو الأفكار الدخيلة عليهم أخذًا بمبدأ الوقاية خير من العلاج . ويشمل ذلك توعية العامة بتعريف الإرهاب وكيفية تحول الإنسان وتطرفه حتى يقع في حبائل الإرهاب , وذلك ليكون كل فرد في المجتمع قادراً على التمييز ويستطيع محاربة هذا الفكر بنفسه , والمحاربة لا تعني فقط القتال المباشر للإرهابيين بل تشمل أيضا كسب قلوبهم وعقولهم والسيطرة عليها ومقارعتهم بالحجج الدامغة , وهذا يعمل على كسر حدة التأثر والإعجاب بتلك العمليات الإرهابية بالنسبة للذين لا يمتلكون وسائل غيرها لإصلاح معاناتهم المعيشية. وفي نهاية البحث ذكر الباحث أنَّ نجاح التجربة الماليزية في مواجهة الإرهاب والتطرف هي حصاد تمسكها وتطبيقها لمبدأ الوسطية منذ أكد دستورها الأول على ذلك بنصه على أن الإسلام هو دين الدولة الرسمي مع السماح لأصحاب الديانات الأخرى بحرية إقامة شعائرهم في أي جزء من أرض ماليزيا . وقال الدكتور عبد المنعم بن سليمان المشوّح مدير حملة السكينة لتعزيز الوسطية، إن الحملة أسهمت في تصحيح أفكار 1500 من أصل 3250 تمت محاورتهم، مؤكداً أن جميع الحوارات والمراجعات موثقة ضمن مشروع وثائقي السكينة لفائدة الباحثين والمختصين، مع ملاحظة اختلاف نسبة التصحيح والتراجع لدى المُستهدفين , مضيفاً أن الحملة نشرت 300مادة علمية لتأصيل الفهم الصحيح لمسائل النوازل التي حدث بها الخلل الفكري والزلل المنهجي. وفي ورقته التي قدمها في المؤتمر بعنوان حملة السكينة لتعزيز الوسطية ذكر المشوح نبذة عن تاريخ الإرهاب الإلكتروني , مبيِّنًا أنَّ عام 2003م كان بداية انطلاقة مواقع وشبكات الإنترنت للجماعات والتنظيمات المنحرفة داخل المملكة , فهي السنة الذهبية في تاريخ الجماعات المتطرفة في عالم الإنترنت حيث شكلت أعلى نسبة مواقع وانتشار وهي السنة التي انطلقت فيها حملة السكينة عبر الإنترنت كحملة شعبية اجتماعية تقوم بالمواجهة الفكرية والعلمية للتيار الفكري المنحرف عبر الإنترنت فهي حملة إلكترونية مستقلة تحت إشراف وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد في المملكة . وقال : إن فكرة الحملة تقوم على التخصص في عالم الإنترنت والانتشار في مواقع ومنتديات ومجموعات الإنترنت، ومن خلال هذه المواقع والمنتديات يتم بث المفاهيم الصحيحة ومناقشة الأفكار المنحرفة، مع التركيز على المضمون الشرعي، بالإضافة إلى الأدب في الحوار ومراعاة التفاوت في ثقافة المخاطبين , مضيفا أنه وبعد 10 سنوات من الحوار والتأصيل والتفاعل مع عملية تعزيز الوسطية ومواجهة أفكار التطرف، كانت النتيجة المساهمة في تصحيح أفكار 1.500 من أصل 3250 تمت محاورتهم وأن جميع الحوارات والمراجعات موثقة ضمن مشروع وثائقي السكينة لفائدة الباحثين والمختصين، مع ملاحظة اختلاف نسبة التصحيح والتراجع لدى المُستهدفين , وتمَّ نشر 300 مادة علمية لتأصيل الفهم الصحيح لمسائل النوازل التي حدث بها الخلل الفكري والزلل المنهجي. كما نفذَّت الحملة برنامج درء الفتنة لمواجهة دعاوى الفوضى والفتن، حيث استفاد منه أكثر من مليون زائر عبر الفيسبوك، وهو برنامج يركّز على توكيد الأصول وحفظ الحقوق وجمع الكلمة ودرء كل أسباب الفتن. وحول الأهداف العامة لحملة السكينة، قال المشوح إنها تسعى إلى التصدّي للأفكار والمناهج المنحرفة المؤدية إلى العنف والغلو، ونشر المنهج المعتدل وتكريس قواعده وضوابطه ومفاهيمه،وبناء شخصية إسلامية متوازنة مُنتجه وإيجابية وواعية، وتعميق مفاهيم الولاء والانتماء. أما الأهداف الخاصة للحملة فتشمل بث المفاهيم والأحكام الشرعية الصحيحة السليمة في مسائل الفتن والنوازل ونشرها بشكل واسع، وكشف الشبهات التي يعرضها أصحاب الاتجاهات المنحرفة،فتح الحوار والنقاش في القضايا المُشكِلة بأساليب شرعية وأخلاقية راقية، التصدي لمن يبثُ أفكاره المنحرفة بالرد والبيان، ومعالجة الأسباب التي تؤدي إلى الغلو والانحراف سواء كانت فكرية أو اجتماعية أو نفسية، ورصد الحركة الفكرية وتحليلها ودراستها. وطرح اللواء محمد فتحي عيد عميد كلية علوم الأدلة الجنائية خلال الجلسة الثانية بحثاً بعنوانتقويم قواعد الاتفاقيَّات الدوليَّة لمكافحة الإرهاب، حاول فيه تقديم تقويم للاتفاقيات والبروتوكولات المعنية بالإرهاب من خلال أسئلة أجاب عليها عشرة من الخبراء في مجال الإرهاب والقانون الدولي. وتناول المبحث الأول القواعد العالمية الحاكِمة لمكافحة الإرهاب وتقويم القواعد العالمية الحاكمة ومواطن الضعف وفرص النجاح، مؤكداً أنه تبيّن من التقويم أن الاتفاقيات لم تضع تعريفا للعمل الإرهابي واكتفت بذكر الأفعال التي طالبت الدول بتجريمها. وركّزت الدراسة على أن استخدام القوة من جانب دولة ضد دولة أخرى لا يكون مشروعاً إلا في حالة الدفاع الشرعي وطبقاً لشروطه وضوابطه على أن تقوم الدولة بإبلاغ مجلس الأمن لكي يتخذ مايراه ضرورياً لحفظ السلم والأمن الدوليين أو إعادته إلى نصابه. ورأى الباحث أن من فرص النجاح أن تتضمن الاتفاقية الأممية الشاملة لمكافحة الإرهاب تعريفاً للإرهاب تتفق عليه الدول وأن يتضمن هذا التعريف حق الكفاح المسلح وأن تتضمن الاتفاقية تجريم الإرهاب الدولة إذا استخدمت القوة في غير حالات الدفاع الشرعي أو تنفيذ القانون , إضافة إلى تضمين الاتفاقية أحكاماً خاصة في مجالات تنفيذ القانون وحماية الشهود ومساعدة ضحايا الإرهاب والتعاون بين الدول في مجال تبادل المعلومات وضبط القضايا والتحقيق فيها وغير ذلك من أوجه المساعدة القانونية المتبادلة. ودعا إلى العمل على اتخاذ ما يلزم نحو تشكيل لجنة تنبثق من الجمعية العامة للأمم المتحدة تسمى لجنة مصالح المجتمع الدولي، تتكون من عشرين دولة عضواً من أعضاء الأمم المتحدة بينهما لدول الأعضاء الدائمة في مجلس الأمن وتتولى اللجنة تقويم استخدام حق النقض ومدى تغليبه لمصالح المجتمع الدولي على مصلحة الدولة التي استخدمته أو مصلحة الدولة التي تسير في ركابها. وقدّم الدكتور إبراهيم عبد الفتاح رزق من كليَّة التربية بحفر الباطن بحثاً حول تقويم دور مناهج التاريخ في المرحلة الثانويَّة في مكافحة الإرهاب، أوضح فيه الدور الذي يمكن أن تقوم به مناهج التاريخ الإسلامي في معالجة الفكر المتطرف ومكافحة الإرهاب لدى طلاب المرحلة الثانوية، منطلقاً من أن التاريخ الإسلامي بمثابة سجل لتنزيل أحكام الإسلام على أرض الواقع، حيث يُبيّن متى التزم المسلمون بوسطية هذا الدين في عبادتهم وتعاملاتهم مع بعضهم البعض ومع الآخر، ومتى انحرفت بعض الفئات عن تلك ألوسطية كما ُبَيِّن ازدهار الحضارة الإسلامية ووصل ضوؤها مشارق الأرض ومغاربها في ظل الوسطية والاعتدال، وكيف تسببت الجماعات والفئات التي اتخذت نهج الغلو والتطرف في عرقلة المسيرة وتوقف حركة النهوض والارتقاء الحضاري التي قادها المسلمون لقرون عديدة. وهدف البحث إلى بناء إستراتيجية علمية برؤية إسلامية لدور مناهج التاريخ في المرحلة الثانوية في التعليم السعودي في مكافحة الإرهاب من خلال التعرف على نقاط القوة والضعف، وفرص النجاح وأوجه القصور في المناهج الحالية، وتقديم تصور لتفعيل دور مناهج التاريخ في مكافحة الإرهاب بما يحقق الانتقال بالمعالجات الفكرية من مرحلة التنظير إلى مرحلة التطبيق، مقدِّماً تصوراً مقترحاً لمناهج التاريخ في المرحلة الثانوية لتفعيل دورها في مكافحة الإرهاب. ومن القاعة النسائية طرحت الأستاذ الدكتور رقية سليمان عواشرية من جامعة باتنة بالجزائر إستراتيجية الأمم المتحدة في مكافحة الإرهاب بين صرامة النصوص وموازين القوى، بيّنت فيه أن تضرّر دول العالم من الإرهاب وخطره أدى إلى اعتماد إستراتيجية عالمية للأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب من قبل جميع الدول الأعضاء وذلك في سبتمبر2006،لتكون بذلك المرة الأولى التي تتفق فيها البلدان في مختلف أنحاء العالم على نهج استراتيجي موحد لمكافحة الإرهاب. وأكدت أنه بالرغم من صرامة بنود هذه الإستراتيجية في مكافحة الإرهاب، إلا أن الواقع العملي أثبت أن هذه الإستراتيجية تبقى إلى حد ما نظرية وحبيسة أدراج الأمم المتحدة لأن موازين القوى هي سيدة الموقف على مستوى العمل الدولي، وإلا لما كان هناك إرهاب محمود نغضعنه البصر، وآخر مذموم نعد له ما استطعنا من قوة. وقدّمت الباحثة أميرة فوزي علي دراسة بعنوان تقويم دور الداعيات لدى وزارة الأوقاف في التوعية بمخاطر الإرهاب والحدّ منه، هدفت إلى تقويم الدور الذي تقوم به الداعيات العاملات لدى وزارة الأوقاف المصرية بمحافظة المنوفية في التوعية بمخاطر الإرهاب والحد منه، وذلك من واقع الخطة الدعوية الموضوعة من قبل وزارة الأوقاف والنشرات الدورية وبالاعتماد على تحديد نواحي القوة والضعف والوقوف على العوامل الداخلية والخارجية المؤثرة على هذا الدور. كما قدّمت مقترحات وتوصيات لتوضيح كيفية الوصول إلى الفرص المتاحة واستغلالها والتغلب على التحديات من أجل زيادة فاعلية دور الداعيات في التوعية بمخاطر الإرهاب والحد منه. وشاركت الدكتورة رقية طه العلواني من جامعة البحرين ببحث بعنوان: الأنشطة اللاصفيَّة، ودورها في معالجة الإرهاب (نشاط جمال الشباب أنموذجًا)، تناولت فيه فاعلية الأنشطة اللاصفية في معالجة الإرهاب لدى الطلبة في المرحلة الجامعية على اعتبار أنها جزء متمم للعملية التعليمية التربوية لا ينبغي إهماله،مؤكدة أن دور المؤسسات التعليمية لاينبغي أن يقتصر على مجرد التأهيل العلمي للطالب من خلال مقررات دراسية فقط،بل يفرض عليها أن تُسهم في تكوين شخصيته من خلال حثه على المشاركة والإندماج والتفاعل مع زملائه ومع الهيئة التدريسية والإدارية في الأنشطة الطلابية متعددة المجالات، من خلال رؤية تقوم على مساعدة الطالب وتهيئته معرفيًّا وسلوكيا واجتماعيا لمعالجة أي فكر انحرافي كالإرهاب. وقدّمت في ورقتها أنموذجا لدراسة ميدانية للأنشطة اللاصفية، قامت بها الباحثة تحت عنوان : جمال الشباب، وقالت إن أهميته تأتي من كونه قد تم تطبيقه على مدى ستة فصول دراسية، اكتسب خلالها ممارسة ومراجعة ميدانية، كشفت جوانب القوة والضعف وما يمكن تطويره في خدمة معالجة الانحرافات الفكرية ومنها الإرهاب لدى الطلبة في المرحلة الجامعية تحديداً. وهدفت الباحثة إلى الخروج بتوصيات وخطوات إستراتيجية في تقديم أنموذج واعد للنشاط الصفي، يمتلك فاعلية متميزة في معالجة الانحرافات الفكرية ومحاصرتها. من جانب أخر يشهد المؤتمر جلسات للمراجعة الفكرية لعدد ممّن تأثروا بالفكر التكفيري والإرهابي المتطرف سابقاً وعادوا إلى منهج الصواب بعد جهود المناصحة وإعادة التأهيل، حيث سيتحدثون عن تجربتهم في الخروج من نفق الإرهاب المُظلم , إضافة إلى تنظيم الجامعة على هامش المؤتمر مسابقةً دولية للخط العربي في كتابة نصوص القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة التي تحرّم الإرهاب وسفك الدماء المعصومة وتدعو إلى الحوار والتعايش مع الآخر، ومعرضاً للأعمال واللوحات المشاركة التي بلغت حوالي 100 لوحة من 13 دولة. ويصاحب المؤتمر أيضاً وقفة طلابية داخل الجامعة، يشارك فيها أكثر من 1000 طالب يمثلون أكثر من 200 جنسية ولغة من مختلف بلدان العالم، يحملون لافتات بلغاتهم يُعلنون فيها إدانتهم للإرهاب والتطرف.