دبي: «الخليج» تحت رعاية حرم صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، سمو الأميرة هيا بنت الحسين، ينطلق القارب «مايْدِين» بطاقمه النسائي الذي نجح في دخول موسوعة الأرقام القياسية في العام 1999 بقيادة الربان ترايسي إدواردز، صاحبة يجوب خلالها مناطق عديدة من العالم من أجل دعم هدف نبيل وهو حق الفتيات في الحصول على التعليم الأساسي بينما ستحمل الرحلة اسم «مايْدِين فاكتور». يأتي هذا الدعم من سمو الأميرة هيا إحياءً لذكرى والدها الراحل الملك الحسين بن طلال، طيّب الله ثراه، وفي إطار حرص سموها على المساهمة في جهد عالمي من شأنه رفع مستوى الوعي بأهمية التعليم وحق الفتيات في الحصول على أبسط أشكاله وهو التعليم الأساسي، وفق ما تدعو إليه المواثيق والمعاهدات الدولية وما يمليه الضمير الإنساني نحو المرأة وحقوقها الأساسية في المجتمع. ومن المنتظر أن يستغرق إعداد القارب «مايدين» قرابة العام من العمل لإعادته إلى هيئته الأصلية التي كان عليها قبل نحو 27 عاماً، حين انطلق في السباق الذي جاب بحار العالم ومحيطاته بطاقم نسائي بالكامل، وستتم عمليات الصيانة اللازمة في «ساوثهامبتون» بالمملكة المتحدة، الموطن الأصلي للقارب بإشراف ربانه ترايسي إدواردز التي قادت طاقمها النسائي في سباق حول العالم في العام 1999 أحرز فيه المركز الثاني فيه وكان سبباً في دخوله إلى موسوعة الأرقام القياسية. وقالت سمو الأميرة هيا بنت الحسين: أعتقد أن والدي الملك الحسين، رحمه الله تعالى وأسكنه فسيح جناته، كان ليتقدم داعمي هذه المبادرة نحو تحقيق هدف رفيع وهو تأكيد حق الفتيات في التعلم. فأنا أذكر الدعم الذي قدمه والدي للرحلة التاريخية للقارب في سباقه حول العالم قبل سنوات طويلة، والذي صنع من خلالها إنجازاً مهماً سيظل سجل التاريخ الرياضي في العالم يحفظه، ويبقى دعمه للمرأة وحقوقها بالتوازي مع الرجل وثيق الصلة بواقع الحياة في أيامنا هذه.وأضافت سموها: كم كان والدي ليسعد إذا ما كان بيننا اليوم وعلم أن ترايسي إدواردز ستكون في مقدمة طاقمها البحري الذي أحرزت به قبل سنوات بعيدة ذلك السبق الرياضي الرائع، وإني على ثقة أنه كان سيشجعني على المساهمة في دعم هذا المشروع الهادف الذي نعتزم القيام به لما له من انعكاسات إيجابية على مستقبل الفتيات والمرأة بصورة عامة حول العالم. وأكدت سموها سعادتها بكونها جزءاً من هذه المبادرة النبيلة وقالت: «ومع اعتزازي بكوني ابنة الملك الحسين، هذا الرجل العظيم الذي نسأل الله أن يجزيه خير الجزاء على كل أعماله الخيّرة، أشعر بالفخر بمشاركتي في إحياء مشروع «مايدين» ليضيف فصلاً جديداً إلى سجل الرياضات البحرية. فخروج هذا القارب التاريخي في هذه الرحلة المهمة لا يعني فقط إحياء ذكرى والدي، ولكنه يعني أيضاً أننا نملك فرصة مثالية لإبراز مدى الحاجة لتمكين الفتيات من الحصول على فرص متوازنة من التعليم في كافة أنحاء العالم، في ضوء قناعة كانت مترسّخة لدى والدي أنه لا يوجد مستحيل.وتعتبر ترايسي إدواردز من الرموز المُلهمة للنساء حول العالم، كونها وقفت بشجاعة وإصرار في وجه كافة الانتقادات التي وُجهت إليها وشككت في قدرتها على قيادة طاقم بحري جميع أعضائه من النساء في سباق حول العالم يعتبر من أعتى التحديات التي يمكن أن يمر بها محترفو الرياضات البحرية حتى من الرجال وأشدها قسوة في اختبار قوة تحمل البشر، وفاز القارب «مايدين» بجولتين من السباق وحل ثانياً في ترتيبه النهائي العام، محرزاً أفضل نتيجة لقارب بريطاني منذ العام 1977، ورقماً قياسياً لم يتم تحطيمه إلى اليوم.وأعربت ترايسي إدواردز عن الشكر لسمو الأميرة هيا بنت الحسين، لدعمها الكبير ورعايتها لهذا المشروع الإنساني وقالت: إنه لمن دواعي الفخر والاعتزاز أن نحظى بدعم ومساندة سمو الأميرة هيا بنت الحسين، إذ لم يكن هذا المشروع ليتحقق لولا وقوفها إلى جانبه، في امتداد للدعم الذي قدمه الملك الحسين لمشروع «مايدين» قبل سنوات بعيدة ليحقق ما وصل إليه من إنجازات وما سجله من تاريخ. وأضافت: حقيقة صادمة أن نعرف أن هناك نحو 61 مليون فتاة حول العالم لا يمكنهن الوصول إلى أحد أبسط الحقوق وهو التعليم. فالصراع الذي مررنا به قبل سنوات بعيدة لإشراك «مايدين» في سباق يبحر حول العالم يجسّد تلك المعوّقات التي تعترض طريق أولئك الفتيات، ويثبت في الوقت ذاته للعالم أنهن قادرات على قهر التحديات وتحقيق نجاحات كبيرة مثلما تمكن طاقم «مايدين» النسائي من قهر تكهنات كل من تنبأ لهن بالفشل في تجربتهن، ليحرزن سبقاً تاريخياً مهماً في تاريخ الرياضة البحرية. وأوضحت: واجهت عضوات طاقم «مايدين» في الماضي تحديات صعبة وتحيزاً واضحاً ضدهن، فلم يقتنع سوى قليل من الناس بقدرة طاقم مكوّن من النساء على إكمال سباق بحري صعب؛ ولكننا لم نثبت للمشككين خطأهم فحسب، ولكننا أيضاً أحرزنا الفوز في جولتين من السباق، ونجحنا في الفوز بالمركز الثاني ضمن الترتيب العام النهائي للسباق. واليوم، هدفنا أن نبرهن قدرة النساء حول العالم على الإنجاز لاسيما الفتيات المحرومات من حقهن في التعليم والفرصة لتوظيف كامل قدراتهن وتحقيق طموحاتهن في الحياة.