×
محافظة المنطقة الشرقية

البنك السعودي البريطاني “ساب” يعلن بدء مناقشات مع البنك الأول لدراسة اندماج البنكين

صورة الخبر

سهل النعمان بينما يحتدم الصراع الطائفي في العراق وسوريا وتستنفذ الأدوات ذخيرتها المعنوية على الأقل من باب جدوى الاقتتال , يذهب الكبار كما هي العادة الى منطقة محايدة لوضع ترتيبات قواعد اللعبة الدولية . اللعبة ليست كما يتخيلها البعض على رقعة الشطرنج بتحريك البيادق الخشبية أو تقاسم الكعكة بين فريقي أهل العريس والعروس , لقد تم استهلاك اغلب مخازن السلاح التقليدي وتحركت عجلات الصناعات العسكرية لتضخ بأقصى طاقتها ما يساوي جلب موارد النفط التي تتربع عليها إدارات الوكالة الاستعمارية بتفويض قيادة الشعوب المسحوقة . ومع ان الثورات التي سميت بالربيع العربي لم تكن دينية ولا طائفية ولا حتى من اجل تحرير فلسطين العربية إلا أن اغتيالها كان ضروريا لاستمرار اللعبة الوسخة . تعطلت أجندة القومية العربية واليسار انقلب على عقبيه ليحتل قيادة التيارات الرجعية بمهارة القتل العبثي وحققت الصهيونية أكبر انتصاراتها بتدمير جيوش المنطقة التي كانت تشكل خطرا على وجودها . كل ما تبقى هو ركام من مخلفات التدمير وملايين من المهجرين وبقايا من البشر اللذين تنهال على رؤوسهم ومساكنهم كل انواع قذائف الجحيم , وكذلك بقي على الساحة من تم توظيفهم لأداء اقذر مهمات السياسة وتنفيذ المخطط الاستراتيجي في ادارة شؤون الموت والفقر والفساد والانحطاط الكامل . المرحلة المقبلة تفرض ايجاد حالة استقرار وتسوية وتغيير واقع بكل الوسائل المتاحة ومهما كانت التكاليف وخلاف ذلك تتجه المنطقة بكاملها الى الدمار الشامل ولا أحد يستطيع أن يطوّق انتشار الحريق ليشمل العالم وخصوصا اوربا وآسيا . ان وضع المنطقة بكاملها مريب جدا وهو مشحون بعوامل تفجير حرب اقليميّة قد تحدث نتيجة سبب غير محسوب أو خطأ لا يمكن تلافي نتائجه وتداعياته . هنالك محاولات تجري لإعادة تكرار الأخطاء التي انتجتها السياسة الامريكية السابقة في ترتيب صفقات سريّة تضمن مصالحها الإستراتيجية على حساب الشعوب وضمان أمن اسرائيل وهذه الصفقات تستند الى مشروع التقسيم وإعادة رسم جغرافيا تتناسب مع التوزيع الطائفي المتشابك في كل حيثياته الاجتماعية والعرقيّة وهذا التقسيم لا يساوي أكثر من تأجيل للحرب الإقليمية لأنه سيؤدي الى إعادة تنظيم لقوى الصراع وتحشد لمرحلة حرب أكبر لأسباب متعددة لا تنتهي عند اشكالات الحدود فقط . الجميع يدرك بأن مشروع التقسيم لا يمكن أن ينجح لأنه يتعارض مع مشاريع إقليمية ولا ينسجم مع المشاعر الوطنية لشعوب المنطقة وأن فرضه يتطلب إنزال قوات أجنبية مما سينتج حالة أخرى من الرفض على اعتبارها قوات احتلال ويخطئ من يتصور بأن السنة في العراق او سوريا سيرحبون بذلك بعد أن تم ترويضهم من خلال تركهم فريسة للعدوان الطائفي ومنع أي امداد لهم حتى في الجانب الإنساني وهذا مخطط معروف جرى تمريره بعد الهزائم التي منيت فيها القوات الأمريكية ضمن مناطقهم لتنسحب وتترك الساحة فارغة للتدخلات الإيرانية ضمن صفقة تأجيل المشروع النووي الإيراني الذي حققت ايران بموجبه انتصارا كبيرا سمح لها باحتلال عواصم عربية ومد نفوذها إقليميا الى أن وصل مستوى الخطر ليشمل كامل جزيرة العرب ويقف بانطلاق عاصفة الحزم التي لا تزال تستهلك القدرات السعودية . الذيول فقط هي التي تهتز ترحيبا بإنزال قوات أمريكية لتحمي ما يسمونها مناطق السنة من إيران في العراق وسوريا . هنالك وعي وطني يدرك ما هو الحجم الحقيقي والكم النسبي في العامل الطائفي الذي استهلك ديناميكية وجوده وتأثيره في كيان الأمة ولم يتبقى له سوى وجود ضمني يدور في فلك المشروع الإيراني القومي وفي دهليز الصناعة الصهيونية لإنتاج أدوات الفساد والتدمير المفصلة على قياساتنا نحن فقط في هذا العالم . فقط هم العرب اللذين يجب منع وحدتهم والأمة الوحيدة التي لا يسمح لها أن تعيش في سلام وأن يتم سلب جميع قدراتها ومقومات وجودها الإنساني .