احتضنت مملكة البحرين فعاليات المؤتمر التربوي الدولي «دور المعلم في كفاءة التعليم»، والذي ينظمه المركز العربي للبحوث التربوية لدول الخليج بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم والصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي، بمشاركة خبراء وباحثين تربويين من منظمة «اليونسكو» وعدد من دول العالم، وأكثر من 300 قيادي تربوي ومعلم من الدول الأعضاء بمكتب التربية العربي لدول الخليج. وخلال حفل الافتتاح، رحب سعادة الدكتور ماجد بن علي النعيمي وزير التربية والتعليم راعي المؤتمر بالمشاركين في هذا المحفل التربوي الكبير، الذي يهدف إلى الاطلاع على أهم التطورات التربوية العالمية في مجال الارتقاء بكفاءة التعليم، من خلال تطوير أداء المعلم ومعالجة مشكلة الفاقد التعليمي، مشيداً بجهود القائمين على تنظيم المؤتمر. وأكد الوزير أن مملكة البحرين حققت نتائج مشرّفة في مواجهة الفاقد التعليمي الذي يمس حق الطلبة في الحصول على التعليم المناسب، حيث أشارت التقارير الأخيرة الصادرة عن منظمة اليونسكو إلى تحقيق المملكة نسبة منخفضة للتسرب من التعليم بلغت 0.04%، ونسبة عالية للتمدرس وتكافؤ فرص التعليم بين الجنسين، مع تحقيق نسبة 2.46% للأمية بين الكبار، وهي إحدى أفضل النسب عالمياً. وفيما يتعلق بتعزيز التأهيل العلمي والتربوي للمعلمين، أشار الوزير إلى المشروع الرائد الذي أطلقته المملكة من خلال مشروعها الوطني لتطوير التعليم والتدريب وهو: كلية البحرين للمعلمين، التي أسهمت منذ تدشينها في تخريج معلمين على قدر عال من الكفاءة المهنية، مزودين بأحدث المهارات والاستراتيجيات التربوية والتعليمية العالمية، بما أسهم في إحداث نقلة نوعية في جودة أداء المؤسسات المدرسية، وفقاً لتقارير هيئة جودة التعليم والتدريب، وهي هيئة مستقلة. من جانبه، أعرب الدكتور علي بن عبدالخالق القرني المدير العام لمكتب التربية العربي لدول الخليج عن شكره وتقديره لمملكة البحرين ممثلةً بوزارة التربية والتعليم لتوفيرها كل التسهيلات اللازمة لاحتضان المؤتمر، الذي ينظمه أحد أجهزة المكتب المهمة وهو مركز البحوث التربوية، بما يؤكد اهتمام المملكة بتعزيز العمل الخليجي المشترك في شتى المجالات، مشيراً إلى أن تنظيم هذا المؤتمر يأتي في سياق جهود مكتب التربية العربي للنهوض بمستوى التعليم ومخرجاته في الدول الأعضاء، ويركّز على الارتقاء بكفاءة المعلم باعتبارها حجر الأساس لأي منظومة تعليمية متميزة. بدوره، أكد الدكتور سليمان العسكري مدير المركز العربي للبحوث التربوية لدول الخليج أن المدخل الذي يتبناه هذا المؤتمر لمناقشة قضية الهدر في التعليم يتجاوز البحث عن إصلاحات جزئية مؤقته إلى آفاق أرحب، تساعد في الوصول إلى نظام تعليمي خليجي ذو كفاءة عالية، قادر على اللحاق بركب المستقبل الذي يتميز بسرعة التغيير وشدته، ويكون به المعلم هو المحور الرئيس للتخلص من أغلب مسارب الهدر التعليمي. من جهتها، عبّرت الدكتورة مانتسيتسا ماروبي مديرة مكتب التربية الدولي التابع لمنظمة اليونسكو في جنيف عن اعتزازها بالمشاركة ضمن المتحدثين في هذا المؤتمر، مؤكدةً أهمية تطوير عملية تأهيل المعلمين في ظل التطورات التكنولوجية المتسارعة، مع توفير قيادات تربوية تحفزهم على الإبداع والتميز في مجال عملهم. ثم تم تبادل الدروع والهدايا التذكارية بهذه المناسبة. هذا ويناقش المؤتمر على مدى ثلاثة أيام، وعبر عدد من الورش التدريبية وأوراق العمل، العديد من الموضوعات الهامة ضمن محورين رئيسين وهما: الفاقد التعليمي وأداء المعلم، ومنها واقع الفاقد التعليمي في الدول الأعضاء بمكتب التربية العربي لدول الخليج، والمداخل المتبعة في علاج هذا الفاقد، وآليات دراسته بشقيه الكمي والكيفي، وتبيان دور التنمية المهنية للمعلمين وتقويمهم المستمر في مواجهته، فضلاً عن استعراض أحدث الاستراتيجيات المتبعة في عملية إعداد المعلمين الأكفاء.