القول يُطلقه عامة الناس على من يبحث عن أمور قضت وفات زمنها، أو قضية طُويتْ لعله يحصل من وراء بحثه على مغنم أو اسم. وأحدّث نفسى أن أبدأ - هذا إذا عرفت أصول اللعبة - بأن " أدوّر في الدفاتر العتّق "وأقلب الأوراق لعلي أعرف أسباب سكوت منظمات حقوق الإنسان ومنظمة العفو الدولية وأطباء بلا حدود عن مد يد العون - ولو بالكلام - عند شن الحرب على العراق، تلك الحرب التى توجّهت إلى الإنسان والسدود والترع المائية والأهوار وحقول نخيل البصرة وملويّة سامراء، ودورة نهر دجلة وسدوده فضربوه بوسيلة السجادة (carpet bombing) وهم يبحثون عن أسلحة دمار شامل لا وجود لها. ثم و- بكل سعة وجه - يقولون إنهم خُدعوا واستقرأوا الظن من تقارير لا رأس ولا قدم لها. قال هذا الكلام البريطانيون قبل الأمريكيين. فلماذا لا نُفتش في الدفاتر القديمة ونسحب الفاعلين إلى ساحات القضاء؟ ألم تأمر محكمة العدل الدولية بجلب رئيس السودان البشير إلى القضاء وتعميم عدم حراكه عبر البلدان؟ ونحن لا نعلم على وجه التحديد ماذا فعل البشير. أظن فقط لأنه عربي..!! في سورية دام بحث ارسال لجنة تقصّي الحقائق حول استعمال الأسلحة الكيميائية أكثر من ثلاثة شهور. وفي أقل من ثلاثة أيام قامت الإنسانية وحقوق الإنسان في العالم الغربي حينما قرر الجيش المصري النزول إلى الشارع وحفظ أمن البلد، فهذا ينادي بمقاطعة مصر وآخر نادى بقطع المعونة، وثالث طالب بسحب السفير أعني بقولي هذا الاتحاد الأوروبي والأمريكي. قال شاعر: أكاذيبُ السياسة بيِّناتٌ تكيد بها الحكومة ما تكيد وُعودٌ كلها كذبٌ وزورٌ فكم وإلام تخدعُنا الوعود؟ وسألوا حكيما أن يُعرّف السياسي فقال: هو رجل يحاول حل مشاكل لم تكن موجودة لولا وجود السياسيين..