حذر عضو هيئة التدريس في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الشيخ الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز آل الشيخ من دجل السحرة والكهنة. لافتا في خطبة الجمعة في جامع الإمام تركي بن عبدالله في الرياض أمس إلى أن النفوس فطرت على حب الاستطلاع ومحاولة معرفة الغيب، ولذلك يذهب بعض ضعاف النفوس إلى السحرة والكهنة من أجل معرفة الغيب، فهيهات أن يحصل لهم ذلك لأن الغيب إنما هو لله سبحانه وتعالى. وأبان آل الشيخ أن الناس في الرؤيا على ثلاثة أضرب، الرؤيا الصالحة واختزال الشيطان وحديث النفس. وإذا رأى المسلم ما يحب فعليه أن يحمد الله ويستبشر برؤيته ويخبر بها من يحب. وإذا رأى ما يكره فليتعوذ بالله منها ومن الشيطان وينفث على يساره ويتحول إلى شقه الآخر ولا يخبر بها أحدا. وقال إنه مما يلاحظ على الناس أن كثيرا منهم يعبرون الرؤى ولا علم لهم بذلك. ومما يؤخذ على الناس في تعبير الرؤى أنهم يحرصون على التعبير فإن كانت خيرا اغتروا بها وإن كانت غير ذلك أمرضتهم، لما رأى بعض السلف الإمام مالك وهو يسير خلف النبي صلى الله عليه وسلم وخطوته على خطوته فلما بلغه ذلك بكى وقال ذلك رؤيا المؤمن تسره ولا تغره. ولفت إلى أنه مما يلاحظ على الناس أيضا الكذب في الرؤى وما علموا أن هذه كبيرة من كبائر الذنوب، لقول الرسول صلى الله عليه وسلم «من تحلم بحلم لم يره كلف يوم القيامة أن يعقد بين شعيرتين وما هو بفاعل». وتابع: هناك بعض المبشرات من الرؤى يأتي بها الملك الموكل بذلك فحسبك بها من أهمية ما رواه عبادة بن الصامت قال: سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن قوله تعالى لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة قال: «ذلك الرؤيا الصالحة يراها المؤمن أو ترى له». ولذلك فإن إبراهيم الخليل عليه السلام رأى رؤيا عظيمة أن يذبح ابنه إسماعيل في الآية: (قال يا بني إني أرى في المنام إني أذبحك فانظر ماذا ترى قال يا أبتي افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين). وكذلك يوسف عليه السلام في الآية (قال إني رأيت أحد عشر كوكبا والشمس والقمر رأيتهم لي ساجدين قال يا بني لا تقصص رؤياك على إخوتك فيكيدوا لك كيدا). مشيرا إلى أن الناس في مجال الرؤيا ما بين مفرط ومفرط والمعبرون ما بين متعجل وما بين متأن والناس قد يكثرون من السؤال عن الرؤى حتى يغلب على سؤالهم عن الأحكام وهذا خطأ كبير، وبعض الناس يفرط في ذلك ولا يعد الرؤيا شيئا. وتطرق آل الشيخ إلى وصايا النبي الكريم قائلا إنه صلى الله عليه وسلم كان يحرص على نافلة الوتر ويداوم عليه سفرا وحضرا. ومن أعظم الوصايا حرصه على الحفاظ على حياة الإنسان، ومن هذه الأمور ما جاء في الحديث النبوي «أطفئوا المصابيح وأوكئوا الطعام والشراب وأغلقوا الأبواب». وأمره بنفض الفراش قبل النوم والتسمية لقوله: «إذا أوى أحدكم إلى فراشه فليأخذ داخله إزاره ولينفض بها فراشه وليسم فإنه لا يدري ماذا خلفه من بعده». ومن أعظم هذه الوصايا كذلك نهيه صلى الله عليه وسلم عن نوم الأشخاص متجاورين جاء في الحديث: «مروا أبناءكم بالصلاة لسبع واضربوهم عليها لعشر وفرقوا بينهم في المضاجع». وأكد الدكتور آل الشيخ أن للوصية أهمية عظيمة خصوصا في ضبط الحقوق والمحافظة عليها ولذلك جاء في الحديث قوله صلى الله عليه وسلم «ما حق امرئ مسلم له شيء يوصي فيه يبيت ليلتين إلا ووصيته مكتوبة عنده».