أسفرت قرعة الدور نصف النهائي لمسابقة دوري أبطال أوروبا التي سحبت أمس في نيون السويسرية، عن تجدد الموعد بين ريال مدريد الإسباني وجاره اللدود أتلتيكو اللذين تواجها الموسم الماضي في المباراة النهائية وحسمها الأول بركلات الترجيح.في المقابل، سيجمع نصف النهائي الثاني يوفنتوس الإيطالي وموناكو الفرنسي، في استعادة لنصف نهائي المسابقة نفسها عام 1998.وتقام مباراتا ذهاب نصف النهائي على ملعبي ريال وموناكو في الثاني والثالث من مايو/ أيار قبل أن يحتضن يوفنتوس وأتلتيكو مبارتي الإياب في 9 و10 منه على التوالي. وستكون العاصمة الويلزية كارديف مسرحاً للمباراة النهائية المقررة في الثالث من يونيو/ حزيران المقبل.سبق لريال أن تواجه مع أتلتيكو في نهائي 2014 وفاز عليه 4-1 بعد التمديد، في مباراة كان الأخير متقدما خلالها 1-صفر حتى الدقيقة الثالثة من الوقت بدل الضائع قبل ان يدرك سيرخيو راموس التعادل ويجر الفريقين إلى شوطين إضافيين سجل فيهما فريقه ثلاثة أهداف.وتواجه الفريقان في نصف نهائي المسابقة بصيغتها القديمة (كأس الأندية الأوروبية البطلة) خلال موسم 1958-1959 حين فاز ريال ذهابا 2-1، ورد أتلتيكو ايابا 1-صفر، فاحتكم الطرفان إلى مباراة فاصلة (لم يكن معتمدا حينها فارق الأهداف المسجلة خارج القواعد)، وفاز النادي الملكي في حينه 2-1.وتحدث لاعب اتلتيكو السابق ومديره الحالي كليمنتي فيلافيردي الذي مثل النادي في القرعة، عن مواجهة ريال قائلا «مشجعونا ولاعبونا اختبروا خسارتين في النهائي ويدركون ما يحتاجه الأمر للوصول إلى هناك النهائي: الكثير من العمل».أضاف «نأمل في ان نمنح ملعب فيسنتي كالديرون الوداع الذي يستحقه»، لأن مواجهة الإياب ستكون اللقاء القاري الأخير لأتلتيكو على ملعبه الحالي، إذ سيتركه فريق المدرب الأرجنتيني دييغو سيميوني في نهاية الموسم بعدما كان معقله 50 عاما.واشترى أتلتيكو ملعب «لا بينيتا ستاديوم» مقابل 30 مليون يورو، وسينتقل إليه الموسم المقبل وباسم جديد هو «واندا ميتروبوليتانو»، على اسم الشركة الصينية العقارية الراعية للنادي «داليا واندا غروب».أما أسطورة ريال ايميليو بوتراغينيو الذي كان سفيره في نيون، فقال «نحن سعداء لكوننا على بعد خطوة من النهائي لكنها أصعب مواجهة على الإطلاق، اتلتيكو فريق يستفيد من أخطائك على أكمل وجه».ويأمل ريال، صاحب الرقم القياسي بعدد الألقاب (11)، في تخطي جاره لمحاولة دخول التاريخ كأول فريق يحتفظ باللقب بالصيغة الحالية للمسابقة. وكان ميلان الإيطالي آخر فريق يحقق هذا الإنجاز عام 1990، علما بأن المسابقة كانت لاتزال وفق صيغتها القديمة.وسيكون الموعد الثاني بين موناكو المتأهل على حساب بوروسيا دورتموند الألماني، ويوفنتوس الذي أطاح بالعملاق الإسباني برشلونة، وتعد القرعة جيدة ليوفنتوس كونه تجنب لقاء ريال مدريد وأتلتيكو.ويعود يوفنتوس وموناكو الذي يبلغ دور الأربعة للمرة الأولى منذ 2004، بالذاكرة إلى 1998 حين تواجها في نصف النهائي وفاز الفريق الإيطالي 6-4 بمجمل الذهاب والإياب، وبلغ النهائي حيث خسر أمام ريال مدريد بهدف سجله المونتينغري (يوغوسلافي سابقا) بردراغ مياتوفيتش الذي منح النادي الملكي لقبه الأول منذ 1966.كما التقى موناكو ويوفنتوس في ربع نهائي 2014-2015 وفاز بطل إيطاليا 1-صفر بمجموع المبارتين. وفي نصف نهائي ذاك الموسم، التقى يوفنتوس مجددا مع ريال مدريد، وتفوق عليه 3-2 (مجموع المبارتين)، قبل أن يخسر أمام برشلونة في النهائي 1-3.ورأى سفير يوفنتوس ونجم وسطه السابق التشيكي بافل ندفيد من نيون ان فريقه «لعب بشكل رائع خلال تفوقه على برشلونة والشبان مركزون الآن على الذهاب حتى النهاية».ويبحث يوفنتوس عن لقبه الثالث في المسابقة بعد 1985 و1996، لكن عليه أولا تخطي موناكو المميز بأسلوبه الهجومي (141 هدفا في جميع المسابقات) مع لاعبين مثل الواعد كيليان مبابي والكولومبي راداميل فالكاو، لبلوغ النهائي للمرة التاسعة في تاريخه (خسر أعوام 1973 و1983 و1997 و1998 و2003 و2015).وأكد ندفيد «أنه في دوري الأبطال عليك أن تكون في أفضل مستوياتك في كل مباراة. وهذا ما نتطلع لفعله».ومن جهته، أشار نائب رئيس موناكو الروسي فاديم فاسيلييف إلى أن المواجهة ضد يوفنتوس «ستكون ثأرية لنا دون شك، نحن أفضل الآن مما كنا عليه قبل عامين، هذا أمر أكيد».وحصل قائد يوفنتوس وحارسه جانلويجي بوفون (39 عاما) على مبتغاه بتجنب أتلتيكو، الفريق الوحيد الذي تخوف منه قبل القرعة لأنه فقد الأمل في المنافسة على لقب الدوري المحلي وقد يريح لاعبيه في المباريات المقبلة.واعتبر بوفون، الطامح بإحراز اللقب الغائب عن خزائنه، أن اتلتيكو هو الفريق «الأصعب»، اما «بالنسبة الى الفريقين الآخرين فهما يقاتلان من أجل لقب الدوري المحلي، وهذا الأمر قد يلعب دوره».ويتصدر موناكو ترتيب الدوري الفرنسي بفارق الأهداف فقط عن باريس سان جرمان حامل اللقب وفي جعبته مباراة مؤجلة، والأمر ذاته ينطبق على ريال الذي يتقدم على غريمه برشلونة بفارق ثلاث نقاط قبل موقعتهما الأحد في مدريد، وهو يملك ايضا مباراة مؤجلة.أما يوفنتوس، فيسير بثبات نحو لقبه السادس على التوالي كونه يتقدم بفارق 8 نقاط عن أقرب ملاحقيه، وهو أمام فرصة إحراز الثنائية المحلية للموسم الثالث على التوالي كونه وصل إلى نهائي مسابقة الكأس حيث سيلتقي لاتسيو.