×
محافظة جازان

10 وافدين يُشهرون إسلامهم بتعاوني محافظة الريث بجازان

صورة الخبر

بعد أن جمعت ميادين القتال أبطال قواتنا المسلحة لتنفيذ مهامهم والدفاع عن حدود الوطن، حرص المصابون منهم على التواصل فيما بينهم عبر إنشاء مجموعة «واتساب»، يتابعون من خلالها أخبار الانتصارات التي تسطرها القوات السعودية ضد ميليشيات الحوثي والمخلوع. في وقت جمعت ميادين القتال بالحد الجنوبي أبطال قواتنا المسلحة لتنفيذ مهامهم القتالية والدفاع عن حدود الوطن، جاءت الإصابات لتفرق بين البعض منهم لتلقي العلاج داخل المملكة وخارجها، غير أن علاقاتهم الإنسانية ومشاعرهم الوطنية التي تضاعفت خلال المعارك، جعلتهم يصرون على مواصلة ذلك، من خلال إنشاء مجموعة «واتساب» للتواصل فيما بينهم، يتابعون من خلالها أخبار الانتصارات التي تسطرها القوات السعودية على الحد الجنوبي ضد ميليشيات الحوثي المتمردة وحليفها المخلوع علي عبدالله صالح، حيث بدا أن أكثر ما يشغل تفكيرهم رغم الظروف التي يمرون بها، هو مواصلة تلك الانتصارات، وتحقيق أمن الوطن والمواطن. وأجمع المشاركون في «مجموعة» مصابي الحد الجنوبي على أن ألغام الحوثي لم تمنع جنود قواتنا المسلحة من أداء واجبهم الوطني، وتكبيد العدو خسائر كبيرة في المعدات والأرواح. تجربة غالية أكد المصاب عطا بن عايد مسعد الحويطي، أن تجربة الحد الجنوبي هي الأفضل والأغلى في حياته، وقال إن طبيعة عمله هي الخدمات الصحية، وإنه ذهب إلى موقع في أحد الجبال الحدودية تجاه جازان، لنقل جثمان أحد الشهداء، رحمه الله، فيما كانت المنطقة مليئة بالألغام. وأضاف أنه «أثناء حمل الجثمان أصبت في قدمي اليمنى بلغم نتج عنه بترها، وكان خلفي النقيب عامر الرميح، وقبل أن أتحرك في موقعي حذرني النقيب عامر لوجود لغم خلفي، فيما كان هو مهددا بلغم ثالث بالقرب من المكان الذي يقف به». وأشار إلى أن النقيب الرميح ورغم إدراكه أنه قرب لغم إلا أنه أصر على مخاطبته وطمأنته، كما أن أحد زملائه الجنود حاول ربط قدمه اليسرى لوقف النزيف بها، مبينا أنه طلب من زميله أن يتركه ليفوز هو بالشهادة، وأن يتجه للنقيب الرميح لإنقاذه. تلاحم الجنود أضاف الحويطي أنه أثناء إصابته باللغم قفز زميله حامد الحمد لمسافة تزيد على خمسة أمتار ليصل إليه ويحمله لإنقاذه، متجاهلا طلبي بأن ينجو بنفسه من هذا الموقع المكتظ بالألغام. وأكد الحويطي أن الله أنقذه كما أنقذ النقيب الرميح، كما كللت المهمة التي ذهب إليها بالنجاح، وتم حمل جثمان الشهيد، ونقل المصابين رغم خطورة الألغام ووعورة التضاريس. ولفت الحويطي إلى أنه عاد للمملكة منذ ثلاثة أشهر بعد رحلة علاج في ألمانيا استمرت أربعة أشهر، وأنه حاليا يقود السيارة ويمارس حياته الطبيعية، بعدما تم تزويده بثلاثة أطراف صناعية أحدها خاص بالمشي، والثاني للسباحة، والثالث للرياضة، مشيدا بالعناية الفائقة التي وجدها في المستشفيات السعودية أثناء علاجه. الفوز بالشهادة أوضح الحويطي أنه شهد خلال فترة عمله بالحد الجنوبي عددا من حالات الإصابة والاستشهاد، مشيرا إلى أن أكثر ما لفت نظره هو وجوه الشهداء التي بدت وكأنهم نائمون تعلوها الابتسامة، وكأنهم سعداء بالفوز بالشهادة في سبيل الوطن. وقال إن المصابين أيضا كانوا نماذج مشرفة في الشجاعة والتحلي بالصبر والتحمل والدعاء، مؤكدا على أنه لم ير مصابا حزينا أو شاكيا، مؤكدا أنه تلمس هذا الشعور عندما بترت قدمه إثر انفجار لغم حوثي، حيث كان يشغله فقط مواصلة العمل وتنفيذ المهمة التي جاء إليها. وروى الحويطي قصة أحد زملائه الجنود الذي أصيب بطلقتين في فخذه الأيمن، ورفض التوقف عن أداء مهمته القتالية للإنقاذ، وقام بربط موقع الإصابة وأصر على ومواصلة القنص، وحقق إصابات كبيرة في صفوف العدو، قبل نقله بعد ذلك للعلاج. أروع الأمثلة أكد الحويطي أن رجال قواتنا المسلحة بالحد الجنوبي يضربون أروع الأمثلة في ميادين القتال، لافتا إلى أن العدو يعرف ذلك جيدا، ويعرف أيضا أننا لا نحب الاستعراض بالانتصارات على عكس ما تزعم وسائل إعلامه، مبينا أن شهد العديد من جثامين عناصر انقلابية مضى عليها أشهر دون رفعها أو دفنها، بما يؤكد أن الانقلابيين لا يهتمون بقتلاهم ممن يتعاطون القات والمخدرات وحبوب منع الحمل وغيرها من السلوكيات المقززة. وشدد الحويطي على فرحته عندما تم استدعاؤه من تبوك للعمل بالحد الجنوبي، مشيرا إلى أن الإصابة حرمته من مواصلة مهمته الوطنية، غير أنه على يقين أن زملاءه سيواصلون مهامهم وتحقيق الانتصار. توطيد العلاقات شرح الحويطي فكرة إنشاء «مجموعة» واتساب لمصابي الحد الجنوبي، وقال إنها انطلقت من لقاء جمعه مع الشباب المصابين في الرياض ومن خلال الزيارات للمصابين في المستشفى، مبينا أن تلك الزيارات كشفت عن انتقال بعض المصابين إلى مناطقهم في الجنوب والشمال والمنطقة الشرقية، فضلا عن وجود البعض الآخر في الخارج لتلقي العلاج، لافتا إلى أنه لذلك تم إنشاء المجموعة لإعادة التواصل بين المصابين، واستمرار العلاقات الوطيدة بينهم. وقال إن هناك تفاعلا كبيرا بين أعضاء المجموعة، حيث يتبادلون الصور والأخبار للاطمئنان على بعضهم البعض، مشيرا إلى وجود رغبة كبيرة بين مصابي الحد الجنوبي للعودة لميادين القتال. وأضاف أن مجموعة الواتساب أصبحت حلقة وصل بين المصابين، كما يتم من خلالها تقديم خدمات رائعة لمن يحتاجها منهم، فضلا عن متابعة تقدم قواتنا وحماية حدودنا.