برنامج إثراء المعرفة الذي نظمته أرامكو السعودية في مركز المعارض في الرياض العاصمة وانتهى الأسبوع الماضي كمحطة رابعة للبرنامج في مدن المملكة، ويبدو أن له محطات أخرى لاحقة لم يعلن عنها أو أنها معلنة ولم أعلم عنها، وحقيقةً فكرة البرنامج رائعة تحمل في طياتها التسلية والمرح وفي نفس الوقت الفائدة وتنمية المهارات ومثل هذه البرامج محتاج لها المجتمع ويفتقدها ولا يكفي تناولها أياماً موسمية أو موقتة بل إن المجتمع يحتاج إلى مراكز دائمة منها وأكثر من مركز في المدينة الواحدة وهذا من صميم عمل الهيئات العلمية والمؤسسات الاجتماعية وجزء من أعمال البلديات وأمانات المدن، ذلك لأن مثل تلك النشاطات تنمي المواهب وتصقلها وتشكّل متنفساً يقضي فيه الأطفال والناشئة أوقاتاً تعود عليهم بالنفع وإثراء المعرفة، وعندما نقول إن الجهات الرسمية معنية بدعم مثل هذه المناشط العامة نعني بذلك القناعة بعدم قدرة القطاع الخاص على إثراء المعرفة لأن عنصر الجدوى الاقتصادية في الربحية المادية لن يكون مجدياً له وبالتالي لا يعول عليه. ولعل أرامكو السعودية تفكر في قيادة تحالفات مع الجهات التعليمية والجمعيات والبلديات والأمانات لنقل الخبرة وتعميم الممارسة بحيث يكون في كل مدينة صغيرة أو كبيرة مركز دائم لإثراء المعرفة،ويكون موجهاً للأطفال والناشئة وليكن للشركة هدف إضافي بعد تحقيق الرقم المراد الوصول إليه من الزائرين وهو تأسيس هذه الثقافة بحيث تعتمد الجهة الحاضنة على نفسها في ديمومة البرنامج مستقبلاً. وسياسة تنفيذ مثل هذه الأنشطة الإبداعية ستكشف لنا بلاشك عن مواهب مغمورة ومعطلة سوى فيما يتعلق بالمنظمين أو المستفيدين، وإعطاء الفرصة لهم ودعمها فيه عائد استراتيجي لأفراد المجتمع ولن تتأخر أي جهة من الجهات الرسمية في احتضان مثل تلك الفعاليات كما أن القطاع الخاص لن يتأخر بالمساهمة المجتمعية المادية والعينية بما يكفل النجاح والاستمرار. ولنا في أرامكو السعودية وفي الجهات ذات العلاقة الأمل الكبير في تحقيق هذا العمل الطموح والله الموفق.