طالبت الأمم المتحدة حكومة جنوب السودان بإزالة جميع العقبات التي تواجه العمل الإنساني وحماية العاملين فيه، وكشفت المنظمة الدولية عن مقتل 82 من العاملين في الحقل الإنساني منذ بدء الصراع في جنوب السودان عام 2013، في وقت طالبت فيه الأمم المتحدة أطرف الصراع بضرورة وقف إطلاق النار والسماح للمساعدات الإنسانية بوصول المتضررين، وفي غضون ذلك رفضت دولة جنوب السودان وصف الحرب الأهلية التي تشهدها الدولة الفتية بأنها ترقى إلى مستوى «الإبادة الجماعية»، مشددة على أنها تبذل جهودها لاستعادة الأمن والاستقرار وإنهاء الحرب. وقال يوجينو أوسو، مسؤول الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في جوبا: إن نحو 82 من العاملين في العمل الإنساني قتلوا منذ بدء الصراع بين الحكومة والمتمردين في نهاية 2013، داعيا طرفي النزاع إلى وقف فوري لإطلاق النار وتوفير الحماية للمدنيين ومنظمات الإغاثة، موضحا أن هناك تحديات تواجه المنظمة الدولية والعاملين في المجال الإنساني، ولا سيما توفير الحماية لهم والممرات الآمنة للوصول إلى المتأثرين بالمجاعة وظروف الحرب، مناشداً رئيس جنوب السودان سلفا كير ميارديت بإصدار أوامر بإزالة العقبات التي تواجه العمل الإنساني. من جهة أخرى، قال وزير مجلس الوزراء في جنوب السودان، الدكتور مارتن إليا لومورو لـ«الشرق الأوسط»: إن الحرب التي تشهدها بلاده لم ترق إلى مستوى الإبادة الجماعية، مشيراً إلى أن حكومته تبذل قصارى جهدها لاستتباب الأمن وعودة الاستقرار، وأكد في السياق ذاته، أن اعتبار ما يحدث في جنوب السودان بأنه يرقى إلى إبادة جماعية من طرف بعض الأطراف الأوروبية «غير صحيح ولا توجد مؤشرات كما يزعمون، ولا توجد سياسة حكومية تهدف إلى قتل الناس بشكل متعمد، ومن يقومون بتلك الدعاية يستهدفون القبائل ومكونات مجتمع جنوب السودان لتفكيكها وإحداث انقسامات فيما بينها... ونحن نعرف الذين يروجون لذلك»، داعيا المجتمع الدولي إلى الوقوف إلى جانب بلاده، وتقدير ما تقوم به الحكومة في تنفيذ اتفاق السلام الذي وقع في أغسطس (آب) 2015. إلى ذلك، قال أونيوتي أديقو نيكواج، وزير الزراعة والأمن الغذائي في حكومة الوحدة الوطنية بجنوب السودان: إن بلاده تعاني مجاعة شاملة في مناطق واسعة وبمستويات مختلفة، مؤكداً أن أسباب المجاعة تعود إلى الحرب الأهلية المستمرة منذ أربع سنوات، إضافة إلى الأوضاع الاقتصادية السيئة. وأبرز أن التقارير التي قدمتها الأمم المتحدة ووكالات الإغاثة الدولية العاملة في البلاد أوضحت أن المجاعة شاملة، وإن كانت بنسب متفاوتة.