وافق مجلس الوزراء السعودي على تسجيل ملكية العقارات التي تملكها الدولة باسم «عقارات الدولة»، وقرر خلال جلسته في الرياض أمس، برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، أن يكون ذلك «وفقاً لعدد من الترتيبات من بينها إذا كان لدى الجهة الحكومية نص نظامي يمنحها حق تملك العقار والتصرف فيه، ويحدد في الصك اسم الجهة والقطاع الداخل في نشاطها. وتُزوّد مصلحة أملاك الدولة الجهة الحكومية التي لديها نص نظامي يمنحها حق تملك العقار والتصرف فيه بأصل صك العقار إذا طلبت الجهة ذلك». وفي بداية الجلسة، أطلع خادم الحرمين الشريفين المجلس على نتائج استقبالاته ومحادثاته مع كل من رئيس الفيليبين رودريغو رواد وتيرتي، والنائب عن حزب المحافظين البريطاني رئيسة المجموعة السعودية- البريطانية شارلوت ليسلي، ورئيسة مجلس الاتحاد للجمعية الفيديرالية في روسيا الاتحادية فلينتينا ماتفييكو. وشكر المجلس خادم الحرمين الشريفين على رعايته للحفلة الختامية لمهرجان الملك عبدالعزيز للإبل في نسخته الجديدة لهذا العام 1438هـ، بحضور عاهل البحرين الملك حمد بن عيسى آل خليفة، وممثلي قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وتدشينه القرية السعودية للإبل التي تعد أول قرية متخصصة للإبل وتراثها وأبحاثها وتجارتها في المملكة، ما يجسد اهتمامه وعنايته بالتراث الأصيل وقيمته في تكوين الهوية والشخصية السعودية، منوهاً بجهود دارة الملك عبدالعزيز في تنظيم المهرجان. وأوضح وزير الثقافة والإعلام الدكتور عادل الطريفي في بيان عقب الجلسة، على ما أفادت وكالة الأنباء السعودية، أن مجلس الوزراء «أشاد بما أثمرته أعمال المجموعة الثانية لخلوة العزم بين المملكة العربية السعودية، والإمارات، ضمن مجلس التنسيق السعودي- الإماراتي الذي يترأسه من الجانب السعودي ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع رئيس مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية الأمير محمد بن سلمان، وذلك تجسيداً لتعزيز العلاقات التاريخية بين البلدين، وتكثيف التعاون الثنائي عبر التشاور والتنسيق المستمر في مجالات عدة وتعزيز دور منظومة العمل الخليجي المشترك». وأكد المجلس ما «يشكله الاقتصاد السعودي من قوة ومتانة، وذلك إثر ما تلقته وزارة المالية من الطلب القوي من المستثمرين على الإصدار الدولي الأول تحت برنامج الصكوك، ما يؤكد الدور الذي يؤديه مكتب إدارة الدين العام بوزارة المالية في تحقيق رؤية المملكة 2030». وأوضح أن المجلس «استعرض جهود المملكة وماليزيا وتنسيقهما لاستكمال الترتيبات اللازمة لانطلاق مركز الملك سلمان للسلام العالمي في كوالالمبور قريباً، الذي أعلنت عنه المملكة وماليزيا خلال زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز إلى ماليزيا أخيراً، وتأكيد دور المركز للاضطلاع بإرساء قيم السلام والتسامح وترسيخ مفهوم الوسطية والاعتدال، وتعزيز الصورة الذهنية عن الإسلام، وإيضاح حقيقة الشبهات السلبية المثارة عليه مع تعميق الوعي الديني لدى المسلمين، وإبراز نشاطاته عالمياً لترسيخ مفاهيم السلام». وعبر المجلس عن تهنئته الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والشعب التركي بنجاح عملية الاستفتاء على التعديلات الدستورية، متمنياً أن تساهم في المزيد من الإنجازات التنموية في أرجاء البلاد. وتطرق المجلس إلى «مجموعة الدول المتوافقة حول الموقف من سورية، وما تم بحثه، واستخدام النظام السوري الأسلحة المحرمة دولياً وآخرها الهجوم بالأسلحة الكيماوية على المدنيين في خان شيخون». ودان المجلس التفجير الانتحاري الذي استهدف المهجرين السوريين من قريتي الفوعة وكفريا ، وأدى إلى قتل وجرح عدد كبير من المدنيين الأبرياء، ووصفه بأنه «جريمة إرهابية مروعة تتنافى مع القيم والمبادئ الإنسانية والأخلاقية كافة، معرباً عن تعازيه لذوي الضحايا الأبرياء، متمنياً للجرحى الشفاء العاجل». كما عبر عن إدانة المملكة واستنكارها الشديدين للتفجيرات التي وقعت في العاصمة الصومالية مقديشو، وأدت إلى سقوط عدد من القتلى والجرحى، مجدداً التأكيد على تضامن المملكة ووقوفها إلى جانب الصومال، والعزاء لأسر الضحايا و للصومال حكومةً وشعباً مع التمنيات للمصابين بالشفاء العاجل. وفي الشأن المحلي، ثمن مجلس الوزراء رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز للمسابقة المحلية على جائزة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز لحفظ القرآن الكريم وتلاوته وتفسيره في دورتها الـ19 بالرياض. واستعرض المجلس عدداً من النشاطات والفعاليات الثقافية والعلمية والاقتصادية ومنها المؤتمر الدولي للتعليم العالي في دورته السابعة وما تضمنه بيانه الختامي من استلهام رؤية المملكة 2030 التي تدعو إلى تكوين جيل جديد رائد يسعى لبناء اقتصاد قويّ ومتنوع. وكذلك الأسبوع الثقافي الياباني في المملكة العربية السعودية، إضافة إلى افتتاح مركز الملك عبدالله للأورام وأمراض الكبد في مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث بالرياض، وما أعلنته وزارة الإسكان بإطلاقها الدفعة الثالثة من برنامج «سكني» التي شملت 18.799 منتجاً سكنياً وتمويلياً موزّعة على جميع مناطق المملكة، ومشروع «وعد الشمال» في منطقة الحدود الشمالية، وما سيشكله من رافد للتنمية الوطنية في قطاع التعدين. وبعد الاطلاع على التوصية المعدة في مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية رقم (1- 44 / 38 / د) وتاريخ 6 / 7 / 1438هـ، قرر مجلس الوزراء الموافقة على تنظيم الهيئة العامة للزكاة والدخل. وتهدف الهيئة إلى القيام بأعمال جباية الزكاة وتحصيل الضرائب، وتحقيق أعلى درجات الالتزام من المكلفين بها بالواجبات المفروضة عليهم وفقاً لأفضل الممارسات وبكفاية عالية، ومن ذلك ما يأتي جباية الزكاة وتحصيل الضرائب من المكلفين وفقاً للأنظمة واللوائح والتعليمات ذات العلاقة. توفير خدمات عالية الجودة للمكلفين، لمساعدتهم في الوفاء بواجباتهم. متابعة المكلفين واتخاذ ما يلزم من إجراءات لضمان جباية وتحصيل المستحقات المتوجبة عليهم. وللهيئة إنشاء شركات تابعة لها تقوم بأدوار تمكنها من أداء مهماتها وتحقيق أهدافها. وتُكوّن في الهيئة لجنة شرعية من ذوي التأهيل العالي والخبرة والكفاية، لا يقل عدد أعضائها عن خمسة من المتخصصين في فقه المعاملات المالية ومحاسبة الزكاة والأنظمة. كما اطلع مجلس الوزراء على عدد من المواضيع العامة المدرجة على جدول أعماله، ومن بينها تقارير سنوية لكل من هيئة التحقيق والادعاء العام، والهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، ومستشفى الملك خالد التخصصي للعيون عن عامين ماليين سابقين، إضافة إلى اطلاعه على نتائج مشاركة وزارة الطاقة والصناعة والثروة المعدنية في لقاء القادة لمؤتمر الأطراف في اتفاق الأمم المتحدة للتغير المناخي، ونتائج أعمال المؤتمر العربي الدولي الـ14 للثروة المعدنية المنعقد في محافظة جدة خلال الفترة من 22 إلى 24 /2 /1438هـ، وأحيط المجلس علماً بما جاء فيها ووجه حيالها بما رآه.