يعتبر المقال نوعاً من الكتابة النثرية، انتشر في الآونة الأخيرة وزاد الإقبال عليه من قِبل القراء، وخاصة من هم في سن الشباب؛ للهروب من فخ قراءة الكتب الكبيرة أو التقارير الصحفية ووجود العديد من المنصات الإلكترونية التي تفتح ذراعيها لاستقبال واستقطاب صغار الكُتاب والمدونين. ولكن، يبقى السؤال: كيف يحافظ الكاتب على وجوده بمقال شبه يومي أو كيف يجد أفكاراً جديدة ومتنوعة تُمكنه من الاستمرار في الكتابة والوجود على الساحة الأدبية؟ هذا ما سنتطرق إليه؛ لنوضح كثيراً من التساؤلات الدائرة بذهن الطامحين إلى العمل بمجال الكتابة والتدوين. أنواع المقالات نوعان لا ثالث لهما؛ أولهما مقال الرأي، وفيه يضع الكاتب وجهة نظره وتصوره عن موضوع ما، ولا يحتاج هذا النوع لبحث أو مجهود من الكاتب بقدر حاجته للموهبة والحرفية من الكاتب. أما النوع الآخر، فهو المقال الموضوعى ويشتمل على نتائج وإحصائيات، ويشبه في طريقة إعداده الورقة البحثية، ثم يربُط الكاتب ما وصلت إليه آخر النتائج مع رأيه وتقييمه للموضوع الذي هو تحت الدراسة والمناقشة. مصدر المقال المقال عبارة عن فكرة ويندرج أسفلها موضوع مطروح للمناقشة أو معلومات يسلط الضوء عليها، أو تجربة يمكن الاستفادة منها، أو رأي يستحق الطرح. مكونات المقال 5 أشياء (العنوان- المقدمة- الموضوع أو النص- الخاتمة- القفلة النهائية) فالعنوان هو مدخل القارئ للمقال، ويجب أن يجذبه ويوضح فيه رأي الكاتب ولا يستغرق الجذب أكثر من عدة ثوانٍ؛ لذلك قد يقوم الكاتب بتغيير العنوان عدة مرات حتى يصل لما هو جديد ومبدع، وقد يكون العنوان جزءاً من جملة ذُكرت بالمقال نفسه. يُوصي كبار الكتّاب بالعناوين المشتملة على التسلسلات العددية أو السببية (كيف) أو عناوين ذات التساؤلات الغريبة أو التي تسبب صدمةً للوهلة الأولى عند مطالعتها أو ما يعتمد على أقوال شائعة أو أمثلة متداولة مما يساعد على توصيل فكرة ورأي الكاتب معاً. المقدمة (تهيئة للفكرة) تُقدم المقدمة إجابةً للعنوان ونبذةً مختصرةً عن الموضوع، وتمهد للموضوع الرئيسي مع إثارة بعض التساؤلات والمشكلات، وتهدف إلى الاحتفاظ بالقارئ للدخول إلى التفاصيل المذكورة داخل المقال، ويجب ألا يتجاوز عدد كلماتها عن 20% من المقال. موضوع المقال هو أصل المقال، أما ما سبق وما يلي هذا الجزء فهما عوامل جذب للمقال، ويبدأ فيه الكاتب بالتحليل لفكرة ومقدمة المقال، مع النقل والاستشهاد بالدراسات والإحصائيات والأرقام مع الشرح؛ ليُغير أو ليُثبت رأي ووجهة نظر القارئ. الخاتمة ويتم فيها اختصار الموضوع، وتحتوي على فرصة مميزة لتأكيد رأي الكاتب، ولا بد أن تكون مُرضية ومريحة، وقد تتضمن تعليقاً ساخراً أو معلومة حقيقية منقولة عن مصدر موثوق به، أو استشهاداً بحديث أو آية قرآنية، وبعض الكتّاب يفضلون طرح سؤال أو ينعطفون عن المقال من أجل الارتقاء بمحتوى المقال. من خلال هذا الجزء، يُكوّن القارئ رأيه عن كل من المقال والكاتب، فيجب توخي الحذر عند الشروع في كتابته، وكما يُردد كبار الكتّاب بأن غاية أملهم هي قطع القارئ للمقال من الجريدة من أجل الاحتفاظ به. القفلة النهائية هي خاتمة الخاتمة، وتتميز بالقصر الشديد، وتعتمد اعتمادا كلياً على الخاتمة؛ لذلك تُفهم من سياقها، وهي آخر ما تقع عليه عينُ القارئ، فيفضَّل أن تتضمن بعضاً من الفكاهة أو السخرية؛ ليتذكرك الناس ويغفروا لك أخطاءك، أو بعضاً من زلاتك، وترسم الابتسامة على وجوههم. وفي الختام، تُعد الكتابة موهبة، محركها الأساسي هو الفكرة، ثم تبدأ باقي المعلومات بالتداعي كالسيل على ذهن المبدع؛ لتعضيد الفكرة وتوصيلها للقارئ بشكل جذاب، ويترك فيه انطباعاً حسناً عن الكاتب؛ ليعود القارئ له في مستقبل كتاباته، تطبيقاً لمقولة "الكاتب الناجح هو من له قراء كثيرون وليس من له أعمال كثيرة". المصدر: محاضرة للكاتب فهد عامر الأحمدى بعنوان "كيف تكتب مقالاً". ملحوظة: التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.