الرياض (شينخوا) دشن العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز أول قرية سعودية متخصصة للإبل وتراثها وأبحاثها وتجارتها في المملكة ” وذلك تجسيدا لعمق الدلالات الحضارية للإبل في تاريخ المملكة وحاضرها ومستقبلها. ويأتي تدشين هذه القرية ضمن حفل ختامي يرعاه الملك سلمان بن عبد العزيز بحضور عدد من قادة مجلس التعاون لمهرجان الملك عبدالعزيز للإبل في نسخته الجديدة للعام 2017 وذلك في موقع المهرجان في” الصياهد الجنوبية للدهناء ” الواقعة على بعد (140 كلم) شمال شرق مدينة الرياض. ومن المقرر ان يتم خلال الحفل تسليم الجوائز التي تبلغ قيمتها 114.6 مليون ريال (31 مليون دولار) للفائزين بالمركز الأول في جائزة المهرجان في النوعين (المجاهيم والمغاتير) في الجمل لكل الألوان (المائة والخمسين والثلاثين تلاد) والفردي في كل الألوان (حقة ولقية وجذعة وثني ومافوق وفحل جذع) وعددهم 48 فائزا. ودأب السعوديون منذ العام 1999 على تنظيم سباق سنوي للمفاضلة بين الابل وفقا لعدة مقاييس أهمها الجمال اذ تنقسم أنواع الإبل المشاركة في المهرجان بين خمسة أنواع أساسية هي المجاهيم (السوداء) والوضح (البيضاء) والحمر (البنية)، والصفر، والشعل (اللون اللبني الفاتح). ودفع الاهتمام الشعبي بهذا السباق جهات حكومية لتحويله إلى مهرجان سنوي يجتمع فيه ملاك الإبل ومحبوها تحت عنوان “مهرجان الملك عبد العزيز للابل” ومن ثم حظى بدعم ورعاية الاسرة السعودية الحاكمة ليصبح حدثا ثقافيا وسياحيا وترفيهيا يستقطب الاف الزوار من دول مجلس التعاون الخليجي ودول العالم. وصاحبت المهرجان في نسخته المطورة الجديدة تحت شعار “الابل.. حضارة” مجموعة من الفعاليات والأنشطة التراثية والادبية والترفيهية والرياضية والاجتماعية وفق استراتيجية جديدة تتمحور على الوحدة واللحمة الوطنية وخدمة الموروث السعودي والعربي النقي . وكان مهرجان الملك عبدالعزيز للإبل انطلق في 19 مارس الماضي بمشاركة اكثر من 50 ألفا من الإبل للمنافسة على جوائز المهرجان بدرجاتها المختلفة ويهدف إلى خدمة الموروث العربي المتعلق بالإبل كجزء من حضارة الجزيرة العربية وتاريخها وتشجيع التنافس بين الملاك على اقتناء الإبل ذات المواصفات المميزة. كما يهدف المهرجان وفقا للمشرف العام على مهرجان الملك عبدالعزيز للإبل الدكتور فهد السماري في تصريح صحفي اليوم (الأربعاء) إلى تأكيد اهتمام العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز على تلمس مواطن الثقافة ودعم الموروث وتسخير كل ما يخدم تطويرها وتعزيز مكانتها كونها جزءا ثريا في رؤية السعودية 2030 لتجذير المستقبل وإقامته على أرضية وطنية صلبة. وأوضح السماري أن عدد المشاركين الفعليين في جائزة الملك عبدالعزيز لمزايين الإبل بلغ (462) مشاركا حتى يوم (الأحد) الماضي، فيما بلغ عدد الإبل في الجائزة نفسها (11885) “متنا” حتى التاريخ نفسه. وأشار إلى أن قيمة جوائز المهرجان الإجمالية بلغت أكثر 765ر138 مليون ريال (37 مليون دولار)، بينما بلغت عقود البيع في سوق الإبل العام (85) عقدا بقيمة إجمالية بلغت أكثر من 155ر1 مليار ريال (308 ملايين دولار). ويقدر عدد الإبل في السعودية بنحو 900 ألف رأس، تتنوع بين الإبل المجاهيم والإبل المغاتير والحمر والصفر والشعل والإبل الساحلية وتحتل المملكة المرتبة الثالثة بعد الصومال والسودان في عدد الإبل على مستوى العالم بعد أن كانت في المرتبة الرابعة لسنوات طويلة.